كشف الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجوائز مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، في تصريح لـ «البيان»: «إن المؤسسة أطلقت سلسلة أنشطة صيفية لخلق ساحات استثنائية للتعلم واكتساب المهارات، من خلال المركز الخدمي للموهبة والابتكار، والذي أطلقته الجائزة لتقديم الرعاية والإرشاد والتدريب وفرص التصنيع الرقمي للطلبة والجمهور على مدار العام».
ويخدم مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار 317 طالباً موهوباً، تم اكتشافهم منذ افتتاح المركز، ويتوزعون على عدد من البرامج: «نهاية الأسبوع، والتلمذة، التوجيه والإرشاد» التي ينظمها المركز خلال العطلات المدرسية، ويطبق عليهم حقيبة اكتشاف الطلبة الموهوبين، التي انتهت المؤسسة من تطبيقها في الميدان التربوي، حيث تخدم الصفوف من الـ 4 حتي الـ 12، وفقاً للمستويات العمرية للطالب، ومن ثم يتم استخدامها على الطلبة المنتسبين لمركز حمدان.
ولفت إلى أن التطور المتلاحق بات يفرض نفسه بقوة على مختلف المجالات في العالم، ومن ثم الميادين التربوية، ويؤكد بشكل يومي على أهمية انخراط الطلبة في الأنشطة الصيفية، التي تعزز منجزاتهم وتكسبهم المهارات التي تجعلهم قادرين على مواكبة أهداف الدولة.
ريادة
وبيّن أن البرنامج الصيفي يسعى إلى خلق جيل جديد من المبتكرين والمخترعين والتقنيين، على أعلى مستوى لتطوير المعارف والمهارات، من أجل تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى واحدة من الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا في المستقبل القريب.
وذكر أن المخيم الصيفي للموهوبين، الذي اختتم فعالياته بداية أغسطس الجاري، هدف إلى تبني الطلبة الموهوبين، عن طريق تقديم برنامج متكامل، يهتم بتطوير واستثمار قدرات الموهوبين، في بيئة علمية محفزة وفعالة، من أجل توظيف طاقاتهم وتنمية قدراتهم، وفق أعلى المعايير العلمية.
وجاءت البرنامج الصيفية انطلاقاً من رؤية الإمارات 2021، وإدراك مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والإبداع لأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في تحقيق التقدم الاستراتيجي والاقتصادي للدولة، وضمان الازدهار والريادة، ويقوم المركز بتقديم مجموعة من الأنشطة الإثرائية لمنتسبيها من الطلبة الموهوبين، وتوفير بيئة تشجيعية محفزة لهم على الابتكار والإبداع، عبر خلق مزيج من الفرص والتحديات الوطنية والعالمية، بحيث تعتمد أنشطة المركز على مجموعة من البرامج العلمية الهادفة المستندة على منهجية STREAM، بهدف تنمية وميول واهتمامات الطلبة الموهوبين، بالإضافة إلى إبراز مواهبهم واستثمارها، ويهدف البرنامج إلى توفير بيئة تربوية تتيح للموهوبين إبراز قدراتهم وتنمية إمكاناتهم ومواهبهم، وتعزيز مهارات العمل الجماعي، وروح الفريق، من خلال الأنشطة وورش العمل، بالإضافة إلى توفير بدائل وخبرات تعلمية تستجيب لحاجات الطلبة الموهوبين، وإبراز مواهب الطلبة الموهوبين، واستثمار قدراتهم لتحفيزهم على الإبداع.
أساسيات
وسيخضع الموهوبون لعدة دورات وبرامج تدريبية، منها التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تعلم أساسيات تصميم روبوت فيكس، وبرمجته بالبيئة البرمجية Robot C، ثم سيقدم الطلاب حلولاً حول تصميم روبوت يسهم في حل مشاكل نقص الغذاء في العالم.
بالإضافة إلى برنامج تحديات الروبوت، ويهتم البرنامج بتدريب الطلاب على المبادئ الأساسية، لتصميم وبناء الروبوت، من خلال تعلم الأنظمة الميكانيكية المختلفة، ومن ثم تدريب الطلاب على برمجة روبوت Lego EV3، واستخدام الحساسات، وتوظيفها لأداء المهام المختلفة. وسيتم إجراء مسابقة السومو للروبوتات، والتي تعد من أشهر المسابقات العالمية في مجال الروبوتات بين الطلاب المشاركين.
كما تم تخصيص برنامج المبرمج المحترف، هو المستوى السادس ضمن سلسلة برامج تعليمية متكاملة، لإعداد جيل جديد من المبرمجين المحترفين، الذين يمتلكون مهارات التفكير الحاسوبي، حيث يعد التفكير الحاسوبي أحد أهم مهارات القرن الواحد والعشرين المطلوبة لريادة المستقبل، ويعتمد المشروع على سبعة مستويات، ويتم تطبيق كل مستوى في برامج العطلات.
وفي هذا المستوى، سيقوم الطلاب بتنفيذ مشاريع أولية «Prototyping»، تمثل تطبيقات حياتية حقيقية من ابتكار الطلاب. وتعمد تلك الابتكارات بشكل أساسي على راسبيري باي، كمتحكم رئيس لكل مشروع، وسيلتزم الطلاب بعملية التصميم الهندسي في تنفيذ واختبار المشاريع.
تمكين
ومن جانبها، قالت خولة بحلوق مديرة مركز حمدان للموهبة والابتكار: «إن المخيم الصيفي الأول اختتم فعالياته مؤخراً، ضمن الورش التدريبية «فاب لاب الإمارات»، وشمل 3 برامج، البرنامج الأول: برنامج النجارة الرقمية من عمر 16 سنة وما فوق، وهدف إلى تمكين المشاركين على مهارة التصميم والتصنيع الرقمي، وتم تعريف المشاركين من خلال محاضرات مكثفة حول مفهوم التصميم والنمذجة الأولية للأثاث، ومن ثم أساسيات ومبادئ التصنيع من خلال عمل مشروع باستخدام أجهزة النجارة الرقمية.
وتعريف المشاركين بمراحل وأساسيات التصميم، وتصميم وصناعة مشروع متكامل، وتعريف المشاركين بمهارة النجارة الرقمية واليدوية، وتمكنوا من استخدام آلات النجارة، بالإضافة إلى التعرف إلى جميع أنواع الأخشاب المختلفة المستخدمة في النجارة.
والبرنامج الثاني: هو برنامج الخياطة، واستهدف الأعمار من 12 إلى 15 سنة، وهدف إلى تعليم المتدربين أساليب التصنيع الرقمي في مجال المنسوجات، حيث قام المتدربون بتــعلم كيفية تصميم وإنتاج نماذج أولية على الملابس والأكسسوارات، والأجهزة الــقابلة للارتــداء، وكيف يمكن توسيع نطاق المعرفة، وتطبـــيقها في مختلف المجالات.
وأوضحت أنه من خلال هذا البرنامج، تعلم المتدربون أساسيات تقنيات التصنيع الرقمية في مجال المنسوجات، كما تعلموا كيفية عمل النماذج الأولية، والتعديل على الأشياء الموجودة، وتشجيع الطلاب على استخدام التقنيات المختلفة في مجال المنسوجات الرقمية، بالإضافة إلى تشجيعهم على عمل مشاريعهم الخاصة في مجال المنسوجات الرقمية.
تدريب
وأما البرنامج الثالث، فاستهدف الأطفال من عمر 9 إلى 11 سنة، وهو عبارة عن برنامج تدريبي متكامل للأطفال، استمر لأسبوعين، وشمل عدد من الأنشطة والمهارات اليومية، حيث استخدم الأطفال كل آلة وأداة في المختبر، حصلوا على مقدمة حول وظيفة أجهزة التصنيع الرقمي والأدوات، ثم مهمة كل جهاز، وكذلك جوانب الأمن والسلامة الخاصة بالأجهزة.
وتعلم الأطفال كيفية استخدام جميع الأجهزة، وكيفية دمج هذه المعرفة لصنع «منتج».
ومن التي تعلمها الأطفال: اللحام، العمل باستخدام برامج التصميم ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد، المسح ثلاثي الأبعاد، الطباعة ثلاثية الأبعاد، قطع الفينيل، القطع بالليزر، العمل مع مواد مختلفة، والبناء باستخدام مواد مختلفة، وغيرها من المهارات المفيدة والممتعة، وتعلم من خلاله الطلبة أساسيات التصنيع الرقمي، والتصميم ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد».
حقيبة الاكتشاف
وإلى ذلك، قالت الدكتورة مريم الغاوي مديرة إدارة الموهوبين في مؤسسة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز: «إن بناء الثقة للموهوبين وإبرازهم داخل المجتمع، تساعد على ظهور غيرهم واكتشافهم، لافتة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، من أوائل الدول التي وقفت على اكتشاف الموهوبين، من خلال عدة مؤسسات بدورها توفير الدعم للموهوبين، موضحة أن رعاية الموهوبين أو الكشف عنهم، باتت حاجة ملحة، في ظل توجهات الدولة نحو التركيز على الابتكار، والدفع بعجلة التنمية، لافتة إلى أن تضمين الموهوبين في المبادئ الـ 8 لدبي، سيسهم في تعزيز قدرات كافة الموهوبين بالتساوي والارتقاء بالمهارات».
وذكرت أن: «حقيبة الاكتشاف التي يطبقها مركز حمدان للموهبة والإبداع، تتميز بأدوات اكتشاف معترف بها عالمياً، مبنية على أساس علمي بحثي، وحقيبة متكاملة تشمل جميع مراحل الاكتشاف المتعارف عليها علمياً وعالمياً، وأدوات مقننة على بيئة دولة الإمارات، معدة من قبل خبراء دوليين في مجال الموهبة».
وتابعت أن: «الدراسات تشير إلى أنه يجب تضمين أكثر من مجال عند قياس قدرات الطلبة، بغرض اكتشاف الطلبة الموهوبين منه، فضلاً عن قياس القدرات العقلية، حيث يجب قياس قدرات وعناصر أخرى، كالتحصيل الدراسي، وبيئة التعلم المنزلي، وسلوكيات التعلم، والدافعية، وغيرها من العناصر».
ولفتت إلى أن: «اكتشاف الطلبة الموهوبين، يمر بمراحل عدة، منها المسح المبدئي الميداني إلى اختيار وتحديد الموهوبين من الطلبة، في كل مرحلة سوف يتم تطوير أدوات قياس خاصة بتلك المرحلة، وفي مرحلة الترشيح، سيتم بناء وتطوير بطارية اختبارات للكشف عن الموهوبين، تحتوي على اختبارات لقياس كل من: الدافعية، والقدرات، والتعلم، وأيضاً بيئة التعلم، أما مرحلة الاختيار والتحديد، فسيتم فيها بناء استمارات ودليل المقابلات الشخصية للطلبة الموهوبين».
مختبر
وأكدت مروة إبراهيم صحراوي، رئيسة قسم الابتكار في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار استقبل ضمن مختبر التصنيع الفاب لاب، 6370 مشاركاً منذ إطلاقه حتى يونيو الماضي، وكان هناك إقبال كبير سواء من الطلبة أو من أفراد المجتمع للانضمام إلى المركز.
وذكرت صحراوي أن مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز طرحت دبلوماً علمياً مخصصاً للمهندسين والأفراد الذين لديهم شغف واهتمام بالابتكار العلمي والتصميم والتصنيع، ويتضمن تدريباً مكثفاً على عدد من التقنيات الرئيسة في الفاب لاب، حيث استمر 20 أسبوعاً تم التدريب خلالها على 20 موضوعاً متنوعاً.
وأضافت أن الدبلوم هو الوحيد من نوعه في دولة الإمارات، من حيث التدريب على مختلف التقنيات وإتاحة الفرصة للمشاركين على إعداد وإنجاز مشاريع تخرج على ما تم دراسته، ليكون بذلك الدبلوم مكمّلاً تعليمياً وتقنياً وحرفياً في الوقت نفسه، وحصل 5 طلاب من مركز «فاب أكاديمي»، على شهادة الدبلوم.
وأوضحت صحراوي أن الدبلوم هو عبارة عن برنامج أكاديمي في مجال التصنيع الرقمي والابتكار، تقدمه مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز- فاب لاب الإمارات بالتعاون مع منظمة الفاب لاب العالمية MIT والذي يتم تقديمه في معهد MAS.
وتابعت: «ينتظم الدارس في برنامج التعلم عن بُعد من خلال حصص دراسية يوم واحد في الأسبوع، يتفاعل من خلال بث مباشر مع عالم الفيزياء البروفيسور نيل جريشنفيلد من المعهد، كما يتطلب من الدارس الحضور إلى مركز فاب لاب الإمارات 3 مرات أسبوعياً للعمل على المشاريع تحت إشراف الخبير المختص».
وأضافت: «بعد أن ينتظم الدارس في برنامج الدبلوم لابد من قيامه بتوثيق مهامه الأسبوعية والعــمل على مشروع تخرج لمدة 20 ساعة أسبوعياً على الأقل وفي نهاية البرنامج الدراسي يقوم الدارس بتقديم مشروعه للتخرج، حيث يخضع للتقييم من قبل لجــنة دولية وسيتم بموجبه منح شهادة دبلوم التصنيع الرقمي».