تسهم الرحلات المدرسية الافتراضية في إثراء العملية التعليمية وتحفيز أداء الطلاب نحو مزيد من التميز، وتمدهم بحصيلة علمية ومعلوماتية تفيدهم على صعيد المواد الدراسية أو في الحياة العامة، وفق العديد من التربويين، فيما حددت وزارة التربية والتعليم أكثر من 141 وجهة منها وجهات افتراضية وطنية، ووجهات افتراضية عالمية، وتعزز الرحلات معارف الطلبة من خلال ارتباطها بالمناهج الدراسية للطلبة، بالإضافة إلى أنها تعمل على تنمية مهارات الطلبة وبناء قدراتهم من خلال الاطلاع على التاريخ العالمي والتاريخ البشري والتطورات التكنولوجية العالمية ضمن المصادر الافتراضية المتنوعة، فضلاً عن تعزيز قيم التسامح والمواطنة العالمية الإيجابية لدى الطلبة عبر إتاحة مصادر ووجهات افتراضية مثل المعالم التاريخية والثقافية والدينية المتنوعة لمختلف الشعوب.
تمكين
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم، لـ«البيان»: إن الرحلات الميدانية أو الافتراضية تعد جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية وتسهم في بناء شخصية الطالب وتعزز مبدأ التعلم الذاتي القائم والاعتماد على النفس، وتمكين الطلبة من التعرف إلى الاتجاهات المستقبلية من خلال أنشطة مباشرة أو افتراضية تتكامل مع المناهج الدراسية، كما تعد مصدراً للتحفيز وزيادة دافعية الطلبة، وتوظيف أوقاتهم في رحلات تعمل على تنمية مهارات التفكير العليا، وتتيح للطالب الحصول على المعلومات التي يريدها حسب الزمان والمكان المناسب للطالب.
وأوضحت أن الوزارة أضافت الرحلات الافتراضية ضمن الدليل الإلكتروني للرحلات في المدرسة الإماراتية الذي يعد مرجعاً أساسياً للمدارس لتنفيذ الرحلات، تماشياً مع الظروف الحالية وللاستفادة من توجه العديد من الوجهات المحلية والعالمية التي أضافت الزيارات الافتراضية والأنشطة المرتبطة بها على منصاتها الإلكترونية، مما أضفى على الرحلات بعداً عالمياً جديداً غنياً بالمحتوى الثقافي والعلمي والفني. ولفتت إلى أن الوزارة أتاحت وجهات عالمية افتراضية لتعزيز التنوع الثقافي والمعرفي والعلمي لدى الطلبة، وتوظيف أوقات الطلبة في التعرف إلى مصادر تعليمية وثقافية وترفيهية جديدة ومفيدة وشيقة.
وأوضحت أن الرحلات المدرسية تعمل على ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال زيارة المتاحف والمنشآت التنموية المختلفة والاطلاع على حجم النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة في جميع المجالات الحيوية. وأشارت إلى أن الرحلات المدرسية تفتح مدارك الطالب الإماراتي وتطور مهاراته العلمية والحياتية والسلوكية من خلال الاطلاع على أماكن وثقافات جديدة، وتعريفه بالبيئات الموجودة في المجتمع القيم والعادات السائدة فيه، بالإضافة إلى تطوير قدرات الطلبة العقلية وتنمية المهارات الفنية والعلمية والاجتماعية، وهي تعد وسيلة ناجحة لقضاء وقت الفراغ بصورة إيجابية وبناءة تعود بالفائدة على مداركهم.
ضرورة
وقالت فاطمة البستكي مديرة نطاق في وزارة التربية والتعليم: إن الرحلات الافتراضية أصبحت ضرورة ملحة فرضتها علينا المستجدات والظروف الحالية، وكانت لدولة الإمارات والقائمين على التعليم خاصة السبق والتميز في توفير البدائل لمواصلة العملية التعليمية ومواكبة متطلبات الطلاب، فما كان من الرحلات الافتراضية إلا نموذج إبداع من القائمين بوزارة التربية والتعليم لتكون واقعاً أكثر منه متعة وتعليماً وتعلماً، وكانت الرحلات الافتراضية بمثابة الحافز لدفع عملية التعلم بروح الحماسة والاستمتاع، حيث تنقل الطالب وهو في مكانه إلى عالم مليء بالإبداع.
وأوضحت البستكي أن الأثر الذي تتركه تلك الرحلات على الطلاب بالغ الأهمية، لأن تلك الرحلات تسهم في تركيز المعارف الجغرافية للتلاميذ في مرحلة مبكرة يمكن أن تكون الذخيرة العملية والعلمية لكثير من المعارف المستقبلية، حيث تعتبر الرحلات جزءاً من المنهاج المدرسي، لها قيمتها وأهميتها التربوية، فهي نشاط محبب لدى جميع الطلاب.
خطة
من جانبه، قال وليد عرابي مدير المدرسة الأمريكية الدولية بدبي: إن مدرسته وضعت ضمن خطتها الدراسية «الرحلات الافتراضية» لتوفير بيئة تعلم استكشافية عادلة لجميع الطلاب وحفاظاً على سلامتهم من المخالطة خلال جائحة (كوفيد 19)، كما أنها تعد أفضل الوسائل الترفيهية للطلاب أصحاب الهمم، حيث يكون من الصعب اصطحابهم إلى الرحلات المدرسية العادية.
وأوضح أنها تعد واحدة من أهم الوسائل التعليمية التي يُمكن من خلالها أن يطّلع الطلاب على الكثير من الآثار والمعالم والأماكن المختلفة التي يقوم بدراستها في الكتب المدرسية، ولكن نظراً إلى أن الرحلات المدرسية العادية تتطلب قدراً كبيراً من تأمين الطلبة والطالبات، فإن الرحلات الافتراضية تحقق الأهداف المرجوة وتحافظ على سلامة الطلبة، كما أن بمقدور جميع الطلاب الاستفادة منها.
واعتبر الدكتور محمد مصطفى استشاري وخبير التربية العلاجية، أن الرحلات الافتراضية تعد وسيلة تعليمية تربوية ناجحة لكسر جمود المناهج إذا أجيد استخدامها وتوجيهها وفق برامج علمية مدروسة، مشيراً إلى أن التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده على كافة المستويات التقنية جعل الرحلات المدرسية التي تنفذ بشكل افتراضي تشابه وتحاكي الواقع بدرجة كبيرة، حيث تمثل بيئة تفاعلية، ومن خلال التقنيات يمكن تمثيل أي مكان عبر استخدام مجموعة من الصور البانورامية التي تجعل من يشاهدها يشعر وكأنه بالفعل يتواجد داخل هذا المكان على أرض الواقع.
واعتبر أن استخدمها للطلبة في مرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى يعزز من النمو الدماغي والخيالي من خلال مشاهدتهم الأماكن التي يتم ذكرها في المنهاج الدراسي، ويجعل ترسيخ المعلومة أسرع لدى الأطفال.
05
أوضحت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي أن وزارة التربية والتعليم حرصت على تصنيف الرحلات وفقاً لخمسة مجالات وهي: المهارات الحياتية، والتقنية والعلوم، والثقافة والفنون، واللغة، والصحة واللياقة.