لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون هذا العام عاماً لـ«الابتكار»، ضمن توجهات الحكومة عامة لخلق بيئة إبداعية، وجيل مبتكر وخلّاق، فيما عزز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذه السياسة، عملياً من خلال إطلاق خطة استراتيجية خاصة بالابتكار، و«مركز محمد بن راشد للابتكار»، لتحويل كل ذلك إلى واقع ملموس، وتطبيق عملي يومي لا مجرد مخططات واستراتيجيات تحتاج لسنوات إلى البدء بها، بل بدأت على الفور، إيماناً من حكومة الإمارات بأهمية الإبداع والابتكار في جوانب الحياة كافة، كي تتماشى مع التطور الهائل والتقني الذي يحدث حول العالم.
وفي القمة الحكومية الثالثة، لم يغفل القائمون عليها عن تعزيز وصايا ومتطلبات الحكومة في هذا المجال، فعززته بأكثر من فعالية، لتعم الفائدة على الجميع، وتكون حافزاً للإلهام والابتكار، ففعاليات القمة تضم منصة هي الأكبر من نوعها للابتكار في القطاع الحكومي وجلسات لمتحدثين في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والتكنولوجية والمدن الذكية والخدمات الحكومية والابتكار، وجلسة خاصة لـ«واتسون» الإنسان الآلي الأذكى عالميا.
رسم المستقبل
ولم تنس القمة ضمن باقة فعالياتها اقامة جائزة خاصة للخدمات الحكومية على الهاتف المحمول، والتي أوصى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتقديم الخدمات الحكومية بشكل ذكي ومبتكر يمكن المتعاملين من الوصول الى تخليص معاملاتهم وخدماتهم في أي وقت ومن أي مكان، وجلسة خاصة بمستقبل التعلم الذكي تناقش الحاجة مستقبلا لإنشاء مدارس لاكتساب المعرفة، وتستعرض أحدث الابتكارات في قطاع التعليم، وكيفيّة مساهمة تلك الابتكارات في إعادة رسم مستقبل قطاع التعليم العالمي.
وتعزيزاً لقيم الابتكار في مراحل مبكرة للجيل الجديد، تقام جلسة حول «كيف تقضي نظم التعليم المدرسية الحالية على قدرة الطلاب على الابتكار»، تناقش الحاجة إلى تحوّل جذريّ من المناهج التعليميّة الموحّدة، إلى مناهج مصمّمة وفقاً لقدرات كل طالب، يطرح خلالها كَن روبنسون خبير التعليم المبتكر، تصوراته حول الدور المفترض أن تلعبه أنظمة التعليم في غرس روح الابتكار لدى الطلبة والتشجيع على التنوّع والاختلاف.
رعاية صحية
وجلسة «تغيير مستقبل الرعاية الصحية عبر الاستثمار في الأفكار» يتحدث نخبة من الخبراء البارزين والمخترعين عن أحدث الابتكارات في قطاع الرعاية الصحيّة التي ستغيّر حياة الأفراد وتسهم في تحسين الخدمات التي تقدّمها الحكومات في العالم في قطاع الرعاية الصحية.
بالإضافة الى جلسة «عندما تفكر الحكومات كرواد الأعمال» ستكشف عالمة الاقتصاد ماريانا موتزاكاتو،، عن عدم دقّة الكثير من نظريّات الابتكار المرتبطة بالقطاعين الحكومي والخاصّ، وتدعو إلى بناء حكومات مختلفة تتميز بالريادة والسبق وأخذ المخاطرة وتتحدث حول قدرة الحكومات على أن تكون المجازف الأكبر والمحرّك الرئيسيّ للابتكار في اقتصاد اليوم.
وتضم منصة الابتكار التي تأتي كفعالية رئيسية على هامش القمة عرضا لأنواع الابتكار في الحكومات وكيفية النظر بطريقة مختلفة وموسعة لمفهوم الابتكار في الحكومات، وتستضيف طالبا في مرحلة الثانوية العامة في إحدى الجلسات، يعد أحد أهم أصحاب الاختراعات العلمية وهو في سن الـ 14، حين اخترع جهازا لتحويل ثاني أكسيد الكربون لأكسجين ليتحدث عن أهم محفزات الابتكار في التعليم وتجربته الخاصة حول ذلك.
محمد بن راشد للابتكار
وقبل خمسة أشهر تقريبا افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي»، والذي سيوفر خدماته لكافة الجهات الاتحادية والمحلية، وسيعمل على تطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة لمساعدة الجهات الحكومية على الابتكار في مجالات: السياسات الحكومية، والخدمات المقدمة للجمهور، والهياكل التنظيمية، والعمليات والإجراءات، بما يعزز من تنافسية الدولة في القطاع الحكومي ويعمل على تحويل الابتكار الحكومي لعمل مؤسسي منظم ضمن حكومة دولة الإمارات.
وقال سموه حينها: «التغيرات المجتمعية السريعة، والقفزات التقنية الهائلة، والمنافسة بين الدول تجعل الابتكار ضرورة يومية في عمل الحكومة، وتوليد الأفكار اليوم ليس عملا فرديا عشوائيا، بل هو عمل مؤسسي له قواعده وأدواته ونتائجه المدروسة ومؤسسات راسخة ترعاه، الحكومة الاتحادية اليوم هي الأكثر كفاءة عالميا حسب المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا وهدفنا الجديد هي أن تكون الأكثر ابتكارا عالميا أيضا».
كما أكد سموه ان المال أو الموارد ليست هي التي تصنع الفرق في العمل الحكومي، بل الأفكار هي التي تضعنا في المقدمة، مضيفا: «توقعات المجتمع تتزايد، ورضا المتعاملين لا يبقى ثابتا، والأدوات تتبدل، وقدرتنا على مواكبة كل هذه المتغيرات هي بالاستمرار في والابتكار، وهدفنا أن يكون الابتكار عادة حكومية، وممارسة يومية، وثقافة مؤسسية راسخة».
مختبرات
وسيعمل المركز على اطلاق عدد من المبادرات والخدمات للمؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، ابرزها: تنظيم مختبرات الابتكار الحكومية لتطوير الخدمات، وتطوير الحلول للتحديات بالتعاون مع أشهر الجامعات العالمية، وتدريب الكوادر الوطنية وبناء قدراتها في مجال الابتكار الحكومي، وتوفير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة لمساعدة المؤسسات الحكومية على الابتكار.
ويطمح المركز الى تحويل الابتكار إلى عمل مؤسسي، ولديه رسالة واضحة تتمثل في ان تكون حكومة دولة الإمارات ضمن الحكومات الاكثر ابتكارا على مستوى العالم من خلال ترسيخ ثقافة الابتكار في الممارسات الحكومية.
وينقسم نموذج عمل المركز إلى ثلاثة محاور: الأول: الأفكار وتحديدا الأفكار المبتكرة، من خلال ايجاد مساحات ابتكار بمعايير عالمية تتيح تطوير الأفكار المبتكرة واختبارها ونشرها، ويمكن تحقيق هذا المحور عن طريق: توفير مساحات ابتكار بمعايير عالمية تتيح المشاركة في تطوير الافكار المبتكرة، وتصميمها واختبارها في القطاع الحكومي، والاطلاع على احدث التوجهات العالمية والتقدم بأفكار ومواضيع مبتكرة، وتنظيم واستضافة مختبرات الابداع.
والمحور الثاني «القدرات» ويقصد به القدرات المبتكرة، من خلال منظومة مترابطة من المبتكرين ذوي المعرفة والمهارات والمطلعين بأفضل الممارسات المبتكرة، ويمكن تحقيقها عبر استضافة الحلقات الحوارية، وتنظيم الدورات وورش العمل المتخصصة لتطوير مهارات الابتكار لدى الكوادر الوطنية، وتوفير دبلوم خبير الابتكار، وتوفير منظومة متكاملة من الأدوات والمواد العلمية والمنهجيات، بالإضافة إلى المحور الثالث الثقافة ويعنى بها ثقافة مبتكرة اي ثقافة مؤسسية تقوم على الابتكار في حكومة دولة الامارات وتمتاز بمكانة عالمية.
وبالإمكان الوصول اليها عبر: بناء شراكات مع جهات دولية لتبادل المعرفة وافضل الممارسات، وتحويل المركز الى نقطة جذب عالمية لأحدث الابتكارات، ونشر الأفكار والممارسات المبتكرة في دولة الإمارات والعالم، وتقديم الجوائز النقدية التحفيزية للمبتكرين.
«نحو حكومة مبدعة»
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً في مؤشر الابتكار، والمرتبة 36 عالمياً، وتتطلع لأن تصبح بين افضل 20 دولة في العالم بحلول 2021.
وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أعلن عام 2015 «عاماً للابتكار» في الدولة، بهدف خلق بيئة متكاملة للإبداع، وتولد الأفكار وتحتضنها وتعمل على تنفيذها وقياس فاعليتها باستمرار، الابداع هو رأسمال المستقبل.
ويكون بسعي الافراد والمؤسسات والحكومات الحثيث للتقدم عبر توليد افكار ابداعية، واستحداث منتجات وخدمات وعمليات جديدة ترتقي بجودة الحياة، حيث ان اهم عناصر الابتكار هي: التمويل والاستثمار، ورأس المال البشري والأبحاث، والمؤسسات والبيئة التنظيمية، والمنتجات الابداعية، والتمويل والاستثمار، والبيئة التنافسية، والبنية التحتية، والمعرفة والتكنولوجيا.
وتكمن أهمية الابتكار في تحسين جودة الحياة، وزيادة التنويع الاقتصادي، وتعزيز اقتصاد المعرفة، وتعزيز التنافسية العالمية للمؤسسات، وتوفير فرص عمل ذات مهارات عالية، وتشجيع ريادة الاعمال.
من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
إنها قمة الهمم، قمة أصحاب الهمم، وأنا سعيد بأن دولتنا لديها فريق عمل واحد، هو الأكبر والأفضل، طلابه رجال، وموظفوه قادة، وهدفنا في دولة الإمارات العربية المتحدة هو صناعة الأمل وصناعة الحياة وصناعة المستقبل وإسعاد الناس.
العالم يتغير بسرعة مذهلة، والإبداع أصبح السلعة العالمية الأهم، نريد الإمارات عاصمة عالمية للإبداع الحكومي، والقمة القادمة «الثالثة»، لاختبار الحدود التي يمكن أن يصلها خيالنا في الخدمة الحكومية.
مساهمة فاعلة للمواطنين في رؤية المستقبل
تتضمن رؤية 2021 أن يساهم كل مواطن إماراتي إسهاما قيّما في انماء وطنه، عن طريق بناء معارفه واستثمار مواهبه في الابتكار والريادة وان تشكل الابتكارات والابحاث والعلوم والتكنولوجيا الركائز الأساسية لاقتصاد معرفي، أما رؤية اليوم فالإمارات أفضل دولة عربية، والـ 36 عالميا في الابتكار لعام 2014 طبقا لكلية انسياد، والاستثمارات في الابتكار بين 10 و 14 مليار درهم سنويا، منها 7 مليارات للبحث والتطوير.
والرؤية العامة تتمثل في أن تكون دولة الامارات ضمن الدول الأكثر ابتكارا على مستوى العالم، أما فيما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للابتكار، فهناك قطاعات رئيسية تقود الابتكار وهي: الصحة، والتعليم، والمياه، والفضاء، والنقل، والطاقة المتجددة والنظيفة، والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى وجود رواد للابتكار وهم: أفراد مبتكرون، وشركات ومؤسسات مبتكرة، وحكومة مبتكرة، وكل ذلك يحتاج بالتأكيد إلى بيئة داعمة للابتكار، ويمكن ذلك من خلال ارساء بيئة عصرية ممكنة ومحفزة للابتكار، تضم الإطار التنظيمي للابتكار، والبنية التحتية للتكنولوجيا، والخدمات الداعمة، والاستثمار والحوافز.
وبالتفصيل، فإن البيئة الداعمة للابتكار في محورها المتعلق بالإطار التنظيمي للابتكار، يتأتى ذلك من خلال توفير بيئة تنظيمية وتشريعات محفزة، وإيجاد قانون تنظيم وحماية الملكية الصناعية لبراءات الاختراع، وقانون مكافحة الغش التجاري والتدليس، وتوفير إجراءات ذات كفاءة وفعالة لتسجيل براءات الاختراع.
بنية تحتية
وحول البنية التحتية للتكنولوجيا، فإنها تتحقق من خلال توفير افضل بنية تحتية تكنولوجية لدعم الابتكار، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالشكل الأمثل لاكتساب ونشر وتبادل المعرفة بهدف تشجيع الابتكار، وضمان تنافسية كلفة وفعالية بنية تكنولوجيا المعلومات.
وعن الخدمات الداعمة، فيمكن تأسيس نظام تعليمي رفيع المستوى، والتركيز على البحث والتطوير في الجامعات، وتشجيع حاضنات الابتكار، وأخيرا فيما يتعلق بالاستثمار والحوافز، فيمكن توفير خيارات تمويل جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات الافراد والشركات، وتطوير القوانين والانظمة المالية ذات الصلة.
وينقسم رواد الابتكار إلى ثلاث فئات: الأولى أفراد مبتكرون، والثانية شركات ومؤسسات مبتكرة، والثالثة: حكومة مبتكرة، ويمكن معرفة أو إيجاد الأفراد المبتكرين من خلال اكتشاف المبدعين والموهوبين ورعايتهم في سن مبكرة، وترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الاعمال، وبناء المواهب والقدرات الوطنية، واستقطاب افضل وامهر المواهب العالمية، واستحداث مواد للابتكار في المدارس والجامعات، واطلاق مسابقات للابتكار على مستوى المدارس والجامعات.
ريادة
يمكن تحقيق الحكومة المبتكرة عبر ريادة الابتكار في الخدمات الحكومية على مستوى العالم، وبناء قدرات الكوادر الحكومية في مجال الابتكار، وتطوير وتوفير الأدوات الأساسية للابتكار الحكومي، واطلاق دبلوم الابتكار على مستوى الجهات الحكومية، وتخصيص 1% من ميزانية الجهات لدعم الابتكار على ان تأتي من الوفورات، وتعزيز مكانة وسمعة حكومة الإمارات كمركز ابتكار عالمي والترويج لها، وتحويل الابتكار الحكومي إلى عمل وثقافة مؤسسية.