كشف الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية أن الجامعة ساهمت في تدريب أكثر من 98500 معلم على كيفية التعليم عن بعد، من خلال الدورتين التدريبيتين اللتين قدمتهما، وهما بعنوان «كيف تصبح معلماً عن بعد خلال 24 ساعة؟»، و«كيف تحضر درساً افتراضياً خلال 24 ساعة؟» للمعلمين داخل الدولة وفي دول مجلس التعاون والدول العربية بخمس لغات.
جاء ذلك خلال لقائه مع «البيان» عبر تقنية الاتصال المرئي، مشيراً إلى أن التدريب والتعليم المستمر مدى الحياة لا بد من أن يكون نهج المعلمين والأكاديميين خلال المرحلة القادمة، إضافة إلى ضرورة توفير الأجهزة اللوحية المتقدمة للطلبة، وقال: إن جامعة حمدان تعد الجامعة العربية الوحيدة التي تمثل الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص في الإسهام في مساعدة المجتمع التعليمي على كبح جماح فيروس كورونا المستجد داخل وخارج نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة.
استشراف المستقبل
وذكر أن «حمدان الذكية»، استشرفت المستقبل من خلال استحداثها «كلية التعليم الإلكتروني» التي تطرح برامج الماجستير وتعد منظومة لتأهيل وتدريب مدرسي ومعلمي المستقبل الذين يجب أن يتسلحوا بمهارات الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف أن مساهمات جامعة حمدان لا تقتصر على المجتمع التعليمي فحسب بل أيضاً على مجتمع الوظائف، حيث قدمت مساقين باللغتين العربية والإنجليزية يتعلقان بالعمل عن بعد والإنتاجية لموظفي حكومة دبي بالتعاون مع دائرة الموارد البشرية بدبي.
وقال: إن جامعة حمدان على أتم الاستعداد لمساعدة الجامعات وأن تضع خبراتها في التعليم الذكي تحت تصرف أي جامعة ترغب في التحول نحو التعليم الذكي أو طرح برامج وتخصصات ذكية.
وأشار إلى أن الجامعة على المستوى العربي تمارس دوراً مهماً في تطوير منظومة لضمان جودة التعليم الذكي مع اتحاد الجامعات العربية ومع الشبكة العربية لضمان جودة التعليم العالي في الدول العربية وتساهم في السياسات على المستوى الإقليمي والعالم العربي، حيث عقدت ندوة برعاية اتحاد الجامعات العربية حضرها الأمين العام عمرو سلامة و2000 مشارك وتحدثت عن التعليم الذكي وتجربة جامعة حمدان في هذا المجال.
ثورة تكنولوجية
ومن جهة أخرى أوضح الدكتور منصور العور أن التعليم الذكي سيساهم في القضاء على المشكلات السلوكية لدى طلبة المدارس والجامعات، وسيرتقي بمستوى الأداء السلوكي لديهم، وسيكشف عن العقول الموجودة على أرض الإمارات ومستوى تسلح الأجيال الحالية بمهارات الثورة التكنولوجية الرابعة.
وأكد أن التعليم الذكي يثري شخصية الطالب ويعزز ثقته بنفسه، وذكر واقعة لطالب كان يعاني خللاً في إمكان التواصل مع المجتمع ويشعر بالخجل من التحدث أمام زملائه، وبعد أن التحق بجامعة حمدان أصبح يشعر بأنه مسؤولاً عن نفسه، وأصبح عضو مجلس للطلبة ومتحدثاً بارعاً بعد دخوله منظومة التعليم ويشار له بالبنان.
وقال: إن الإنسان بطبيعته اجتماعي وهذا يعني ضرورة تواصله مع أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن العالم الافتراضي يسمح للطالب بالتواصل والاحتكاك مع عدد أكبر من زملائه الطلبة من مختلف أنحاء العالم، كما أنه يثقل شخصية الطالب ويثريها ويعزز روح المسؤولية لديه.
وذكر أن الفترة القادمة ستشهد تغيراً في مؤتمر إبداعات عربية حيث سيكون أول مؤتمر افتراضي ضخم في أكتوبر القادم 2020، لتغيير مفاهيم المؤتمرات عن بعد بالتعاون مع شركة «إندكس» للمعارض والمؤتمرات، مؤكداً أن مرحلة ما بعد كورونا ستشهد تطويراً كاملاً في بناء القدرات والكفاءات في العالم والإقليم، فيما سيكون التركيز على الحرم الجامعي الافتراضي، الذي يعد الانطلاقة القادمة للفصل الدراسي القادم، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود.