أمراض الدم بحاجة لتحرك جريء لمحاصرتها (جرافيك)
كشف المؤتمر الأخير لأمراض الدم أن 40% من سكان الدولة مصابون بأمراض الدم ، أي أنه من كل 100 شخص هناك 40 شخصا مصابون بنوع من أمراض الدم.
تشمل أمراض الدم عوز بروتين الدم وتبلغ نسبة الاصابة به في الدولة 6.1% وفقا للمركز العربي للدراسات الجينية التابع لجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية ، والناعور " سيلان الدم أو النزف الوراثي، أو المرض الملكي كما كان يعرف في أوروبا لأن العديد من العائلات النبيلة الأوروبية أصيبت به ومنهم الملكة فيكتوريا ، وعوز الخلايا المنجلية وتبلغ نسبة الاصابة به 1.9% والثلاسيميا بنوعيها "ألفا" و"بيتا" بنحو واحد لكل 12 شخصا، اضافة لمرض تجلط الدم ، وكلها تتبع الأمراض الوراثية التي غالبا ما يعزى سببها لزواج الاقارب .
تفيد دراسة للمركز العربي للدراسات الجينية بأن نسبة الاصابة بـ"ألفا ثلاسيميا" تصل الى49% ، وهو رقم كبير أيضا ولم يتم التطرق له بالشكل الكافي رغم أن احتمالات اصابة الأطفال مستقبلا تبقى قائمة في حال زواج شخصين حاملين لنفس المورثات .
وتشير الدراسة الى أن "ألفا ثلاسيميا" تنجم عن طفرات في مورثات الـ"غلوبين ألفا" وينشأ عنها سلسلة من الأعراض السريرية ، ففقدان مورثة واحدة يخفف بشكل ضئيل من الـ"غلوبين الفا" ، أما فقدان جينتين فيترتب عليه حالة من خلايا الدم الحمراء الصغيرة وفي أقصى الحدود حالة من الأنيميا المعتدلة من دون تأثير على الحياة بصفة عامة . أما فقدان ثلاث نسخ من مورثات الـ"غلوبين الفا" فيؤدي الى مرض" اتش بي اتش " والذي يسبب الأنيميا وتضخم الطحال والكبد وحالة معتدلة من اليرقان وأحيانا تشوهات عظمية ، ولكن فقدان مورثات الـ"غلوبين الفا " الأربعة فينتج عنه حالة قاتلة تؤدي الى موت الأجنة وتسمى موت الجنين بالهيموغلوبين بارتس .
تفيد الدراسات بان نمط الطفرة المؤدية لمعظم الاصابات بمرض الخلايا المنجلية ربما تكون قد نشأت في شبه الجزيرة العربية ثم انتقلت الى مناطق أخرى في العالم .وقد أدت المعدلات العالية للإصابة بالمرض الى اجراء دراسات واسعة حوله وقامت معظم الدول العربية تقريبا ببحوث مكثفة عن الملامح السريرية والعوامل الوراثية للمرض وسبل تشخيصه وعلاجه، وأخذت العديد من الدول على عاتقها تطبيق استراتيجيات مكثفة للحد من معدلات الاصابة بالمرض ، ومنها تطبيق برامج الفحص الشامل على الطلاب والمواليد الجدد وفرضها على الأشخاص المقبلين على الزواج .
وللوقاية من هذه امراض الدم بشكل عام والثلاسيميا بشكل خاص يمكن التشخيص مبكرا جدا بين 9-11 اسبوعا من الحمل، وذلك باستخدام وسائل وطرق مثل أخذ عينات من المشيمة ، كذلك يجوز تحليل السائل الأميوني خلال أسابيع الحمل من 16-20 اسبوعا.
والوقاية تفرض على المقبلين على الزواج اجراء الفحص الطبي ويفضل اجراء فحص شامل لجميع طلبة المدارس والجامعات في مراحل عمرية مبكرة أي قبل سن الزواج أو الخطبة بفترة كافية .
القانون الاماراتي لم يتدخل في الحياة الشخصية للأفراد ، فمثلا في حال اكتشاف أن الشخصين المقبلين على الزواج يحملان نفس المورثات يتم تقديم النصح والارشاد لهؤلاء الشخصين عما قد سيترتب على ذلك مستقبلا ويترك لهما حرية اتخاذ القرار، ولكن في بعض الدول التي نجحت في القضاء على المرض ومنها قبرص على سبيل المثال تلزم الحكومة الطرفين بالتوقيع على اقرار بأنهما مسؤولان مسؤولية كاملة عن نتيجة قرارهما .