يستعد صيادو أم الربيان عند دخول فصل الشتاء من كل سنة للتوجه إلى أعماق البحار وإلى مسافات شاسعه بحثاً عن أم الربيان والتي تسمى بالصفاقية ذات اللون البني، حيث يتم اصطيادها في الليل ومع غروب الشمس وقبل شروقها بدقائق، يتم وضع قارب صغير في قارب الصيد الخاص بصيادي السمك لا يتجاوز طوله الثلاثة أمتار، وفي بعض الأحيان يكون قاربان بنفس الطول، ويتم وضع محرك صغير لدفع القارب تجاه أم الربيان في حقول النفط البحرية، والسؤال: لماذا حقول النفط البحرية؟

في العادة توجد في تلك الحقول نار قوية تخرج من فوهتها ونسميها «الضيان»، أي ضوء النار هو الذي يضيء البحر وتطفو أم الربيان فوق البحر وتسبح على سطح الماء، ويتم صيدها بسلة وهي عبارة عن عصاة طولها متر واحد أو اقل من ذلك، وبها شبكه دائرية بربع متر، ويكون على سطح هذا القارب الصغير شخصان، ولكل واحد منهما مهمة خاصة؛ الشخص الأول يجلس في مقدمة القارب ومهمته صيد أم الربيان بالشبكة الصغيرة وتحديد مكانها عندما تطفو على سطح البحر قبل أن تعود إلى الأعماق في ثوان معدودة، والشخص الآخر مهمته بالقرب من المحرك .

حيث يحرك القارب الصغير، وهي عملية يدوية وتكون سريعة جداً، ناهيك عن الأمواج الكبيرة التي تواجه الصيادين، وفي بعض الأحيان ينقلب القارب الصغير من شدة الأمواج، حيث تكون هناك مفاجآت عديدة وقوارب كثيرة جداً وعراك ينشب بين الصيادين وسباق طاحن لمن يصيد أكثر عدد من أم الربيان، وتكون مدة الصيد قصيرة جداً من شهرين إلى ثلاثة فقط، هذه الحقول موجودة في كل دول الخليج العربي، ودولة الإمارات تمنع الصيد في حقولها البحرية منعاً باتاً، ويتعرض الصيادون إلى دفع غرامة مالية كبيرة جداً أو السجن ومصادرة القارب في حال وجودهم في تلك الحقول.

لذلك يتعمد بعض الصيادين المخاطرة بأرواحهم أو الذهاب إلى دول مجاورة لصيد أم الربيان، وهي ذات قيمة شرائية عالية ومرغوبة جداً، أما النوع الثاني من أم الربيان فهو ذات الشوارب الكبيرة، وتسمى «اللبوستر»، وتلك تتم عملية صيدها في أعماق البحر من قبل الغواصين، ومتوفرة في المناطق الجبلية البحرية، مثل بحر عمان أو شرق آسيا.