اشتكى مواطنون من اصحاب العزب المنتشرة في منطقة اللبسة في أم القيوين، والذين يقومون بتربية الآلاف من الإبل، التي تستخدم في السباقات في ميدان اللبسة المعد لسباقات الهجن من عدم توافر الخدمات المتمثلة في تمديد التيار الكهربائي والمياه منذ 30 عاما لأكثر من 300 عزبة، رغم مطالبتهم الدائمة بضرورة توفير تلك الخدمات من الجهات المختصة، إلا أن نداءاتهم لم تلبّ، الأمر الذي يرهقهم ماديا، وذلك من خلال توفير المياه عن طريق الصهاريج، والكهرباء عن طريق المولدات الكهربائية، لافتين الى ان العزبة الصغيرة يعمل بها ما لا يقل عن 6 عمال، والكبيرة 15 عاملا، لم تتوافر لهم المياه ولا الكهرباء، وأنهم يضطرون الى شراء المياه عبر التناكر، والتي تكلف مبالغ مادية طائلة خلال الأسبوع تتجاوز الـ 3 آلاف درهم.

وطالب أصحاب العزب الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه ودائرتي البلدية والتخطيط والمساحة بضرورة توفير الخدمات من مياه وكهرباء وخلافها، حتى يتمكنوا من المحافظة على تراث الأجداد ومد ميادين السباق بالهجن، التي تشارك في المسابقات التي تقام على مستوى الدولة بصفة عامة، خاصة في ميدان اللبسة بأم القيوين لسباق الهجن، والذي أكد أصحاب العزب أنه يجد الدعم والرعاية من القيادة الرشيدة، متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، مبينين أنهم راجعوا كافة الدوائر ذات الصلة، خاصة الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، ولكن لم يتوفر لهم حتى الآن التيار الكهربائي ولا المياه.

مخطط تنظيمي

من جانبه اكد المهندس يوسف جاسم المنصوري نائب مدير دائرة التخطيط والمساحة في ام القيوين أن الدائرة قامت بعمل مخطط لتنظيم العزب في منطقة اللبسة بأم القيوين، حيث تم تقسيم المنطقة الى 22 حوضا، وكل حوض يشمل 12 قطعة، وذلك من اجل تنظيمها ومدها بالخدمات، لافتا الى ان التخطيط والتنظيم الجيد لها سيسهل من عملية عمل طرق وممرات من أجل الوصول اليها دون عناء.

وأضاف ان دائرة التخطيط والمساحة خاطبت الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه من اجل توصيل التيار الكهربائي لتلك العزب، التي تم تخطيطها في منطقة اللبسة، وذلك حتى يتمكن اصحابها من مزاولة اعمالهم دون منغصات، ومن اجل المحافظة على الثروة الحيوانية، خاصة الهجن، التي تستخدم في مجال السباقات في ميدان اللبسة، كما تم مخاطبتها بضرورة قطع التيار الكهربائي والخدمات عن العزب العشوائية المنتشرة في المنطقة، والتي تشوه المكان، ولا يملك أصحابها موافقات من الجهات المختصة بقيامها، لافتا الى ان القيادة الرشيدة للدولة عملت على توفير الحياة الكريمة لكافة المواطنين من خلال مدهم بالخدمات، وتذليل الصعاب التي تواجههم، خاصة مربي الهجن التي تستخدم في السباقات وذلك من اجل الحفاظ على تراث الأجداد.

وقال المنصوري ان الدائرة قامت سابقا بتأجير عزب في منطقتي حزيوه والسرة وتخصيصها لتربية المواشي، والتي تقدر بـ 50 عزبة، وذلك من اجل تنظيمها وتخطيطها ومدها بالخدمات والتيار الكهربائي والمياه تيسيرا لأصحابها.

توفير الأعلاف

يقول المواطن أحمد سيف، صاحب عزبة في منطقة اللبسة بأم القيوين، ان القيادة الرشيدة للدولة لم تأل جهدا في توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين، وذلك من خلال توفير كافة الخدمات وتذليل الصعاب التي تواجههم وتحسين البنية التحتية، خاصة مربي المواشي والهجن، وذلك من اجل المحافظة على الثروة الحيوانية.

وكذلك المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل المتجذر، خاصة في سباقات الهجن، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوفير الجوائز النقدية والعينية وتشجيع السباقات بمختلف انواعها، حيث قام مركز الرقابة الغذائية في أبوظبي بتوفير الأعلاف للهجن ودعمها وبيعها بنصف القيمة المطروحة في الأسواق لكافة أصحاب العزب في منطقة اللبسة بأم القيوين.

شراء المياه

وأضاف أن بعض العزب والتي يتجاوز عددها الـ 300 عزبة، يتوافر فيها التيار الكهربائي والمياه، ولكن معظمها من غير كهرباء ومياه، وأن هناك عددا كبيرا من العاملين في تلك العزب يقيمون في مساكن لا تتوافر فيها الخدمات من كهرباء وماء، الأمر الذي يضطرهم الى شراء المياه بأسعار تتجاوز الـ 3 آلاف درهم في الأسبوع، مطالبا الجهات المختصة الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه ودائرتي البلدية والتخطيط والمساحة الى ضرورة توفير تلك الخدمات حتى يتمكنوا من ممارسة أعمالهم وتربية الهجن التي يستخدمونها في السباقات.

 

تخزين الأدوية

 

أوضح المنصوري ان توفير التيار الكهربائي للعزب يعد أمرا ضروريا، وذلك من اجل تخزين الأدوية التي تمنح لهم بكميات كبيرة في البرادات وتستخدم في علاج الهجن لفترات طويلة، اضافة الى كونها ضرورية بالنسبة للعمال الذين يشرفون على تلك العزب، خاصة خلال فترة الصيف.

لافتا الى أن عددا كبيرا من اصحاب العزب قاموا بمراجعة مكتب الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء في أم القيوين من اجل توصيل الخدمات ولكن دون جدوى، لافتا الى أن العزبة الواحدة يعمل فيها ما يتراوح ما بين 5 ــ 15 عاملا حسب عدد الإبل المتواجدة في العزبة، وأن العزبة تحتاج الى ما لا يقل عن 2000 غالون من المياه في الأسبوع، ما يضطرهم الى شرائها، متمنيا من الجهات المختصة ان تقوم بتوفير وتوصيل خدمات المياه والكهرباء حتى لا ينفقوا أموالا طائلة في شراء المياه، الأمر الذي يرهقهم ماديا.