الأم في سبيل تربية ابنائها، تضع طموحاتها في اعماق الماضي، وتعمل على اسعاد ابنائها وتربيتهم التربية الحسنة، وخلق اجواء صحية وعلمية لهم، وهي من هذا المنطلق تحرص على ان تكون الام القدوة لأبنائها، والرمز الذي يحتذي به الابناء، لكن زينب السيد (ام سعيد) من منطقة حتا، عملت الى جانب تربية ابنائها ومتابعة تحصيلهم التعليمي، حتى أصبحوا موظفين في مختلف الوظائف،..
وهي تحثهم على بذل الجهد في العمل والولاء للوطن، بل وتدعوهم للتميز والابداع، هي متطوعة في جمعية حتا للثقافة والفنون والمسرح، في مجموعة (سند) حيث شكلت اكبر مجموعة من النساء والمتطوعات قوامهن (30) متطوعة، واليوم نسلط الاضواء على هذه المرأة التي اصبحت تعرف في كل بيت في منطقة حتا، وتؤدي ادوارا مختلفة، جعلتها تكون المرأة المتميزة بجهدها وتفوقها وتطوعها في مختلف المجالات.
امرأة مربية
(ام سعيد) ام لستة ذكور وابنتين، درست الاعدادية، ثم تفرغت لتربية ابنائها، وعن هذه المرحلة تقول:
بعد انفصالي من والد ابنائي وجدت ان الوضع سوف يكون خطيرا، ان اهملت تربية الابناء ومتابعة دراستهم والعمل على تربيتهم تربية حسنة، لذلك كرست وقتي وجهدي في سبيل ان يتخرج ابنائي من افضل المدارس وان يكون طموحهم كبيرا في خدمة وطنهم، وهذا ما حققته على مستوى التربية والتعليم، واقول ان المرأة التي عرفت معنى فقدان الزوج وذاقت مرارته، الا انها ومع ذلك استمرت بحياتها..
وأجلت دموعها وأشجانها حتى يبلغ أطفالها عمر الفطام الاجتماعي، وحتى يبلغوا قمة الكمال التي كانت تتمناها لهم منذ نعومة أظفارهم، والام القادرة على اسعاد ابنائها وعائلتها ومن حولها، لا تنتظر الجزاء أو الثواب، ولا حتى كلمة شكر على ما أدته طوال حياتها الماضية، وهي أم أفنت كل شبابها، وأفنت كل جهدها وطاقاتها، لتصنع من أبنائها شيئا تسعد به الوطن وتسعد به الأجيال القادمة، ولذلك اشعر بامتنان كبير، وابنائي يحرصون ان اكون الام المثالية في نظرهم ونظر المجتمع، وهذا لقب يشرفني كثيرا، ويحفزني على تقديم المزيد.
متطوعة اجتماعية
لم تحاول يوماً أن تقف أمام عدسات الكاميرات، أو تسعى لمقابلة صحفي يكتب عنها وعن سيرتها، وفي هذا اللقاء تحدثت ام سعيد عن مشوارها التطوعي، فقالت: فكرة التطوع في الاعمال الاجتماعية، كانت موجودة عندي منذ وقت مبكر، فحبي لمساعدة الاخرين والوقوف معهم ومساندتهم، لم تكن وليدة الامس..
ولكنها تجددت بشكل رسمي عندما طلب مني بخيت المقبالي، رئيس مجلس ادارة جمعية حتا للثقافة والفنون والمسرح، بأن أتعاون معه في الجمعية، للقيام بتأسيس مجموعة تضم النساء المتطوعات للمشاركة في المناسبات التي تقوم بها الجمعية في منطقة حتا وخارجها، وفعلا جمعت عددا من النساء والفتيات بلغ عددهن (30) متطوعة، واطلقنا عليها مجموعة (سند)، ومنذ ثلاث سنوات، نعمل على تنظيم معارض الاكلات الشعبية والاشغال اليدوية..
ومعارض التراث بشكل عام، الى جانب مساعدة الآخرين لمن يحتاج الى مساعدة في المنطقة، خاصة وان ابناء حتا يعتبرون اسرة واحدة، ولكي ادعم هذا الفريق بدأت ببناتي الاثنتين وزوجات ابنائي، حتى تجدن الاخريات الحافز للمشاركة، وفعلا حققنا الكثير من هذا التكاتف الاجتماعي، كما شاركنا في القافلة الثقافية التي تسيرها هيئة ثقافة وفنون دبي..
كما شاركنا في المجلس الرياضي الذي اقيم تحت شعار (نبض دبي حتا تمشي)، وفي غيرها من المشاركات التي قدمنا من خلالها صورة حضارية للمجتمع المتكاتف في منطقة حتا والمشاركة الجدية التي اظهرت تعاون المرأة والفتاة بشكل عام في المنطقة.
الاوسمة والشهادات
كرمت (ام سعيد) من قبل جهات عديدة داخل منطقة حتا وخارجها، وعن هذه الاوسمة والشهادات تقول: لم اسعى يوما لأنال مثل هذه الاوسمة والشهادات مقابل ما اقدمه، كان من خلال الجهود والمشاركة في (سند) او من خلال المشاركة في الحملات والمهرجانات..
ولكن ارى ان الاوسمة والشهادات عندما تعطى انما هو من باب التقدير على الجهود التي يبذلها المشارك، وكل ما تسلمته من هذه الاوسمة والشهادات التقديرية انما هو جهود الكثيرات من نساء وفتيات منطقة حتا، اللاتي يحرصن على تقديم العمل المشترك وفي مساندة الاخرين مهما كانت حاجتهم، انما ارى ان الشعور بالوطنية، وحب الانتماء لهذا البلد الغالي على قلوبنا.
وخدمته وواجبه هو افضل من كل الاوسمة والشهادات التقديرية، فكم هو جميل ان نرد ولو قليلا من العرفان والوفاء لوطننا الامارات، الذي أمن لنا في حياتنا، السعادة والحياة الكريمة والمسكن والامن والعلاج، علينا ان نرد ولو القليل من هذا الجميل لهذا الوطن الاجمل.
شكراً خليفة
عن المشاركات التي تركت اثرا كبيرا في نفسها، قالت (ام سعيد): مازلت اتذكر تلك الحملة التي شارك بها عدد كبير من سيدات وفتيات المنطقة، تحت عنوان (سيدات حتا.. شكرا خليفة) التي اقامها نادي حتا الرياضي، وهذه الحملة كانت تجسيدا عمليا لحب أبناء الوطن لقائدهم وحكيمهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي ندعو له بالشفاء وان يواصل مسيرته في قيادة الامارات وقيادة نهضتها المباركة، مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله جميعا، الذين يسعون دائماً لسعادة وإرضاء شعبهم من ابناء الامارات.