"جرافيك"

لا شيء في الحياة يعادل إنقاذ مريض ينتظر تبرعا بالدم لإجراء جراحة عاجلة ، ولا تصرف أنبل من أن تساعد أسرة في أن إنقاذ أحد أبنائها بمجرد تبرعك بالدم ، ومن أجل ذلك تتوالي الدعوات بتكثيف الحملات التوعوية في إطار الإحتفالات باليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يوافق 14 يونيو من كل عام.

وتشارك وزارة الصحة والمؤسسات والهيئات الصحية الحكومية والخاصة وبنوك الدم على مستوى الدولة ودول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم تحت شعار «الدم المأمون ينقذ أرواح الأمهات»، إذ ينصب تركيز الحملة هذا العام على زيادة الوعي بالأسباب التي تجعل الإتاحة المناسبة التوقيت للدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة أمراً ضرورياً بالنسبة إلى دول العالم، والدعوة إلى تكثيف حملات التبرع لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.

خاصة مع تزايد معدلات استهلاك وحدات الدم في مستشفيات الدولة بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع معدلات الحوادث وزيادة الأمراض المزمنة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حاجة المرضى إلى الدم، وكذلك إنشاء العديد من المستشفيات والأقسام الجديدة لزراعة الأعضاء، فضلاً عن الزيادة السكانية.

مضاعفات

ويركز اليوم العالمي للمتبرعين بالدم هذا العام على حقيقة أن «الدم المأمون ينقذ أرواح الأمهات»، ويدعو إلى إنقاذ حياة مئات الآلاف من النساء اللاتي يتعرضن لخطر الوفاة، من جراء المضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة، كما تهدف الحملة لعام 2014 إلى تحسين فرص وصول الدم المأمون لمعالجة المضاعفات المرتبطة بالحمل، وذلك في إطار نهج شامل لرعاية الأمهات، من جراء مضاعفات الحمل أو المضاعفات المرتبطة بالولادة.

وتعمل بنوك الدم على مستوى الدولة على مدار الساعة، لتلبية احتياجات مستشفيات الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، وتوفير احتياطات آمنة للدم، من خلال زيادة الحملات المتنقلة للتبرع.

ويؤكد الأطباء أن عملية التبرع بالدم لا تشكّل أدنى خطورة على المتبرع، لأن كمية الدم المسحوبة من المتبرع لا تزيد على 8% من الدم الموجود بالجسم، وأن جسم الإنسان يقوم بتعويض كمية الدم المتبرع بها، من حيث «كمية السائل» خلال ثلاث ساعات تقريباً، عن طريق السوائل التي يتناولها المتبرع.

أما من حيث التعويض عن خلايا الدم، فهي أيضاً خلايا متجددة، إذ يتم تعويض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية في غضون من 4 ـ 7 أيام، فيما يقوم الجسم بتعويض كامل السائل المسحوب بكل محتوياته، بما فيه كريات الدم الحمراء خلال ثلاثة أسابيع، وذلك فضلاً عن أن الفحوص المجانية التي تجري للمتبرعين للتأكد من مأمونة الدم، تكون بمنزلة الكشف المبكر لأي أمراض قد يكون بعضها خطراً، إذ يتم تنبيه المتبرع بها، وتوجيهه إلى تلقي العلاج اللازم قبل استفحال المرض.

تغطية الاحتياجات

وحتى الآن، لا يوجد بديل لدم الإنسان، وإن جميع وحدات الدم المستعملة سواء في مستشفيات أبوظبي أو مستشفيات الدولة، تأتي من المتبرعين من داخل الدولة، إذ توقف استيراد الدم من الخارج منذ سنوات عديدة، ولو تبرع بالدم كل شخص قادر مرتين في العام، فسوف تتم تغطية احتياجات الدولة من الدم بكميات كافية، كما بإمكان المتطوعين المناسبين التبرع بالدم من ثلاث إلى أربع مرات سنوياً دون التأثير في صحتهم.

وأكد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، أن أكثر الأسباب شيوعاً في حدوث الوفيات التي يمكن توقيها في الإقليم هو النزيف الحاد، فكثير من هذه الوفيات يمكن تجنبها بالحصول على دم مأمون ومنتجات دم مأمونة، ففي العديد من البلدان يتمثل الاحتياج الأكبر لدم المتبرعين في معالجة الأنيميا الحادة والمضاعفات المرتبطة بالحمل.

 

نقص حاد

قال الدكتور علاء الدين العلوان إن مشكلة توفير الدم المأمون تتفاقم في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إذ تعاني البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل نقصاً حاداً في الدم المأمون، ويجمع معظم هذه البلدان أقل من نصف الكمية اللازمة لها، وبمعدل وسطي للتبرع يبلغ 10 تبرعات لكل 1000 نَسمة وفي بعض البلدان، ويشكّل المتبرعون طوعاً بلا مقابل متوسطاً يبلغ 50% من المتبرعين على الصعيد الإقليمي، بمعدلات تراوح بين 2% و100% في بعض البلدان، ونظراً إلى نقص الإمداد من الدم من المتبرعين طوعاً بلا مقابل، فإن معظم البلدان تعتمد على أُسر المرضى، لتعويض وحدات الدم المطلوب نقلها إليهم.