تربية الأطفال عملية دائمة ومن مهمة الوالدين، وللأسف بعض الآباء أو الأمهات يرتكبون أخطاء أمام الأبناء دون تقدير لخطورتها على شخصيتهم، خاصة وأن الطفل يجد في والده القدوة الصالحة، وكذلك الفتاة تجد في والدتها المثل الأعلى.

مثلاً، هناك والد يدخن في البيت، وعندما يكبر ابنه يطلب منه عدم التدخين هنا يكمن خلل صورة الأب القدوة، الطفل لن يبقى طفلاً وسيكبر ويترعرع وسوف يقلد والده في تصرفاته ويصبح مدخناً أيضاً.

ومثال آخر.. أم تتابع المسلسلات التلفزيونية وكل حوارها مع صديقاتها حول الممثلات والممثلين، وفي الوقت نفسه تطلب من ابنتها القراءة والاجتهاد! أو أم أخرى تكذب على الهاتف خلال مكالماتها مع صديقاتها، ثم تؤنب ابنتها أو ابنها لأنه كذب عليها ولم يذكر الحقيقة!

وكيف لوالدين يتشاجران بصوت عالٍ في البيت أمام الأولاد، وفي الوقت نفسه يطلبان من الأبناء احترام الآخر وضرورة الحوار الهادئ!

وكيف يمكن لأب تصدر منه الفاظ نابية، ويطلب من ابنه الأدب في الحديث؟

تربية الأطفال ليست بالسهولة التي ينظر إليها بعض الآباء أو الأمهات، إنها مهمة شاقة تتطلب الرعاية والعناية الكاملة بهم، من خلال القدوة الصالحة، ألا وهي تصرفات الوالدين أمام الأبناء.

تشير الدراسات التربوية إلى أن الوالدين مرآة للأبناء لابد من أن تعكس الصورة الإيجابية وخاصة التصرفات اليومية سواء في البيت أو العمل أو خلال الزيارات للأصدقاء أو الأهل. وكم من مرة شاهدت الأم ابنتها وهي تقلدها سواء في ارتداء الحجاب أو في استخدام أدوات الزينة، من أحمر شفاه وغيره، وكم رجل شاهد ابنه يقلده سواء في أدوات الحلاقة أو طريقة الحديث.

وهنا تكمن أهمية علاقة الوالدين مع بعضهما أمام الأولاد، حتى يكونا القدوة الصحيحة لهم.

ولا يوجد أب أو أم إلا ويرغب كل منهما في تنشئة الأطفال تنشئة صالحة ليظهروا أمام الآخرين بأخلاق عالية وأدب وتصرف سليم. وهذه الأخلاق يجب أن تكون من سمات الوالدين أولاً حتى تنتقل إلى الأبناء بشكل صحيح.