حين تكون الزيارة لبرج خليفة، فهي ليست مجرد زيارة لمبنى أو برج بالمفهوم الذي نعرفه، بل هي زيارة لأول مدينة عمودية متكاملة في العالم؛ ذلك الكيان الذي مكّن دبي من خطف أنظار العالم انبهاراً بهذا المعلم الحضاري والأيقونة المعمارية اللافتة.
برج خليفة؛ هو أطول ناطحة سحاب في العالم، يشمخ عالياً في سماء دبي، ليضيف إلى أمجادها الكبيرة مجداً، يتجلى فيه تناغم الإبداع الهندسي والعناية بالتفاصيل والقيمة الجمالية الاستثنائية، إذ يعد من أرقى البقع على وجه الأرض، ويضم العديد من المفاهيم التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم، وقد نجح في أن يصبح أطول هيكل قائم بذاته في العالم، خلال فترة 1325 يوماً فقط.
بانوراما مثيرة
حين تُقرر أن تضيف إلى الذاكرة حدثاً لا يُنسى، وتعيش أكثر التجارب إثارة من خلال الصعود إلى الطوابق 124 و125 و148 التي دخلت موسوعة «غينيس»، بصفتها أعلى منصة في أعلى برج في العالم، لتأخذك المنصة الكائنة في هذا الطابق، في رحلة عبر التراث العربي الساحر في دبي، لتتعرف على القصة الرائعة التي يخفيها برج خليفة، لتشاهد البانوراما المثيرة من المرصد الموجود في قمة البرج.
قمة البرج
تتيح لك قمة برج خليفة رؤية مشاهد لن ترى مثيلاً لها من الخليج إلى الصحراء العربية وحتى أبعد من ذلك بكثير، علاوة على ذلك، ستستكشف في البرج معارض الوسائط المتعددة التفاعلية والفريدة، وستعيش إثارة السرعة الخارقة في أحد أسرع المصاعد في العالم، وستلقي نظرة فاحصة على العالم في الأسفل من خلال التلسكوبات الثاقبة، حين تكون عند أعلى شرفة مشاهدة خارجية عامة في العالم، مع إطلالة على الأفق المتنامي لطريق الشيخ زايد والجمال المحيط.
وتتيح لك زيارة المنصة دمج الواقع بالمؤثرات الخاصة على شاشة التصوير الخضراء في منصة قمة البرج، فضلاً عن إمكانية الحصول على الهدايا التذكارية الخاصة من بوتيك منصة القمة، والأهم أنك ستستمتع بمشاهدة دبي كما لم ترها من قبل، كل ذلك يبدأ من منصة القمة.
ولم يغفل البرج أن يوفر لزائريه أفخم وأرقى المطاعم والردهات في العالم، «آتموسفير» على ارتفاع 442 متراً في الطابق 122، وعلى بعد طابقين فقط أسفل منصة المشاهدة في برج خليفة، حيث يقدم «آتموسفير» مفهوماً فريداً لتناول الطعام للذين يسعون إلى الرفاهية المطلقة من ذواقة المطاعم وعشاق جلسات الردهات، قبالة مشاهد لا نظير لها. وفي الليل يتغير الجو العام، بالانفتاح على مناظر متلألئة للمدينة، وآفاق خلابة لنافورة دبي أعلى نافورة في العالم.
أعلى بناء
ويعتبر برج خليفة أعلى بناء شيده الإنسان وأطول برج في العالم بارتفاع 828 متراً، وبمساحة إجمالية تبلغ 4 ملايين متر مربع، بدأ بناؤه في 21 سبتمبر 2004، وتم افتتاحه رسميًا في 4 يناير 2010، ليصبح البناءَ الأعلى في العالم بعد ما سلب هذا اللقب عن جدارة من برج تايبيه في تايوان.
أنشئ برج خليفة ليكون في موقع استراتيجي وسط دبي، وبلغت تكلفته الإجمالية 1.5 مليار دولار أميركي؛ ويضم 180 طابقاً، يخدمها 57 مصعداً كهربائياً، تصل سرعة أسرعها إلى ما يقارب 10 م/ثانية، وللوصول إلى ارتفاع 500م تحتاج إلى 55 ثانية فقط.
أرقام خاصة
ويضم البرج كذلك فندقاً يتكون من 403 من الأجنحة الفندقية، ويوجد في البرج أعلى شرفة مشاهدة، وكذلك أعلى مسجد، وأعلى مطعم، وأعلى حوض سباحة، فضلاً عن أرقام أخرى تخص مكونات البرج الذي شارك بتنفيذه نحو 12 ألف عامل ومهندس.
ويشمل مجمع البرج، مبنى المكاتب الملحق المؤلف من 12 طابقاً؛ والنادي؛ مركز اللياقة البدنية المؤلف من 4 طوابق؛ و«أرماني بافيليون»؛ الوجهة الترفيهية الخارجية التي تطل على بحيرة برج خليفة، و«دبي فاونتن»؛ أطول النوافير الاستعراضية في العالم. ويزدان البرج ومنطقة «إعمار بوليفارد» المحيطة به، بأكثر من 1000 قطعة فنية صممها نخبة من أبرز الفنانين من الشرق الأوسط والعالم.
6 تشكيلات مائية
تحيط ببرج خليفة، مساحات واسعة من الحدائق الخضراء ذات التصاميم الهندسية البديعة، إذ تمتد الحديقة على مساحة 11 هكتاراً، تحيط بقاعدة البرج من جميع أطرافه، وتضم حدائق البرج 6 تشكيلات مائية رائعة، والعديد من الأشجار المزهرة بأروع الألوان. وصممت المساحات الخضراء المحيطة بـبرج خليفة، لتكون بمثابة احتفالية لتتويج البرج في عرس بهي، وتشكل واحة غناء ووجهة استرخاء رائعة لمستخدمي مرافق الفنادق والوحدات السكنية والمنتجع الصحي والمكاتب ضمن البرج.