حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تأصيل العمل الإنساني والإغاثي داخل الدولة وخارجها، واستناداً إلى توجيهات سموه سعت الإمارات إلى تقديم صورة إنسانية مشرقة جعلتها في قلب الخارطة الإنسانية العالمية، وبها باتت تتبوأ الدولة المركز الأول في قائمة الدول التي تقدم المعونات للشعوب المحتاجة والمتضررة من الكوارث والحروب.

عام 2003 وجه سموه بتأسيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وتعاظم دورها لتصبح أكبر مركز للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية وأكثرها فعالية على مستوى العالم، حيث تندرج في عضويتها 9 منظمات تابعة للأمم المتحدة و44 منظمة إنسانية دولية، بالإضافة إلى الشركات التجارية.

وتضع المدينة خبرة وكفاءة دبي العالمية في مجال خدمات النقل والإمدادات اللوجستية في متناول منظمات الإغاثة التي تهدف إلى مد يد العون والمساعدة للمعوزين وضحايا الكوارث والأسر التي عانت ويلات المجاعة والفقر.

موقع استراتيجي

كما تتميز بقدرات عالية وموقع استراتيجي مرموق مكًنها من تقديم الإغاثة خلال 8 ساعات فقط جواً لقرابة ثلثي سكان العالم في أسوأ ما شهدته الكرة الأرضية من كوارث إنسانية خلال العقد الماضي، بما في ذلك كارثة «تسونامي» التي ضربت دول جنوب شرق آسيا عام 2004، زيادة على كارثة القحط والجفاف التي ما انفكت تضرب منطقة القرن الأفريقي، والنزاعات التي مزقت أفغانستان ودارفور، ومن ثم الزلزال الذي ضرب هايتي عام 2010، فضلاً عن الدور البارز الذي لعبته المدينة في الاستجابة لحالات الطوارئ لكل من سوريا والفلبين.

وكان للمدينة دور استثنائي في الاستجابة الفورية للعديد من الكوارث الإنسانية التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ومتابعة حثيثة من سموه، منها حملة الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة أواخر 2014، وعاصفة «هدى» الثلجية التي ضربت بلاد الشام وألحقت أضراراً بالغة باللاجئين السوريين، وإرسال إمدادات فورية للمتضررين من إعصار «بام» في المحيط الهادئ.

وسريعاً باتت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مركزاً دولياً للمساعدات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها للمنكوبين والمحتاجين خلال عقد من الزمان، أكثر من مليار درهم، فيما يحرص أعضاؤها على تنظيم وتأمين وصول هذه المساعدات إلى أصحابها خلال ثلاث إلى سبع ساعات انطلاقاً من مطار آل مكتوم الدولي.

استراتيجية 2015-2020

وفي بداية العام الحالي أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية المدينة التي تمتد من العام 2015 إلى 2021، لتحافظ على مركزها اللوجستي والإنساني الرئيسي في المنطقة، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالخدمات الإنسانية حول العالم.

وتضم الاستراتيجية منصات عدة هي: «تواصل الإنسانية» التي ستكون المدينة من خلالها المركز العالمي الأول لفعاليات العمل الإنساني، لاسيما بعد إطلاق المنتدى الإنساني العالمي الذي سيعقد في دبي كل سنتين أسوة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

أما المنصة الثانية فهي «ابتكر للإنسانية» التي ستجعل المدينة قادرة على العمل المواكب لأهداف مدينة دبي الذكية وخطة دبي 2021، فيما جاءت «الثالثة» تحت عنوان «بادر للإنسانية» لتأسيس مجلس استشاري دولي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله..

وعضوية كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر نائب رئيس المجلس الاستشاري، ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج، والبارونة فاليري أموس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية، وإرثر ين كوزين المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، والحاج آمادو الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأخيراً تأتي المنصة الرابعة وهي «شارك للإنسانية» لتصبح المدينة العالمية للخدمات الإنسانية من خلالها، قناة العطاء للقطاع الخاص في المجال الإنساني ومنها تم إطلاق «صندوق الأثر الإنساني الدولي».

إدارة سلطة المدينة

وبصفته حاكماً لإمارة دبي، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المرسوم رقم (5) لسنة 2015 بتشكيل مجلس إدارة سلطة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية. ونص المرسوم على تشكيل المجلس برئاسة حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، سمو الأميرة هيا بنت الحسين. ويضم مجلس الإدارة إبراهيم بوملحة نائباً للرئيس، والأعضاء: عبدالله الحباي، عبدالله الشيباني، اللواء محمد المري، هلال المري، هشام القاسم، سعيد حارب، الدكتور محمد الفلاحي، وحمد الشامسي، لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد.

عوامل النجاح

وتزخر الدولة بصفة عامة ودبي بصفة خاصة، بتاريخ حافل من العطاء بوصفها أحد الاقتصادات الأكثر نمواً في العالم، وتقدم هذه الإمارة خدمات دعم حيوية ومهمة، انطلاقاً من تأمين الإمدادات إلى التمويل ومن ثم خدمات النقل اللازمة للمحافظة على انسيابية المساعدات الإنسانية بنجاح تام وكفاءة عالية، فضلاً عن أن دبي تتمتع بخطوط مواصلات لا مثيل لها مقارنةً بالدول النامية، إذ تمتد شبكة الشحن البحري لتصل إلى قرابة ملياري شخص حول العالم من جنوب الصحراء الأفريقية إلى المشرق ومن ثم دول جنوب آسيا.

خارطة طريق

أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تصريحات له بمناسبة إطلاق الاستراتيجية، بالجهود التي تبذلها المدينة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية ذات العلاقة..

مؤكداً سموه أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ستظل منبعاً للخير والعطاء الإنساني الذي وصفه سموه بإرث زايد الخير طيب الله ثراه الذي ترك لأبناء وبنات دولتنا العزيزة، مدرسة ينهلون منها القيم والأخلاق الإنسانية النبيلة والمفهوم الحقيقي للعطاء دون منة، ومد يد الخير لكل شعب شقيق أو صديق دون مقابل. واعتبر سموه الاستراتيجية، خارطة طريق محددة المعالم والأهداف والغايات وآلية العمل في المرحلة المقبلة التي تمتد حتى العام 2021، وقال سموه، هدفنا أن تكون الإمارات العاصمة الإنسانية والإغاثية الأولى عالمياً.

خدمات المدينة

تقدم المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مجموعة من الخدمات اللوجستية تتلخص في:

• مجمع مستودعات مرافق للتخزين البارد.

• مجمع مكاتب يضم مجموعة من منظمات الأمم المتحدة وعدداً من المنظمات الإنسانية الدولية والشركات الخاصة مع توفر مرافق لعقد الاجتماعات والتدريب.

• خدمات إدارة المرافق بما في ذلك الصيانة والأمن والتأجير.

• تقديم المساعدة لأعمال التخليص الجمركي وإصدار التأشيرات والخدمات الحكومية الأخرى.

• التسجيل والترخيص للمنظمات الإنسانية.

• مركز المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الإعلامي، ومركز المؤتمرات، ويقدمان المساعدة في نشر آخر أخبار الأعضاء، علاوة على تقديم خدمات متابعة الأخبار على الإنترنت والخدمات الترويجية لفعاليات الأعضاء المقبلة.

• الخدمات التطوعية المتخصصة.