لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي إضغط هنا

تزايدت أهمية تكنولوجيا الفضاء بالنسبة لأمن الدولة واقتصادها، إذ يشكل القطاع الفضائي في دولة الإمارات جزءاً أساسياً من تطبيقات الاتصالات الفضائية والملاحة والبحث الفضائي وعلم المناخ، وستؤدي برامج الفضاء الإماراتية إلى تطوير قاعدة صناعية من شأنها تعزيز عمليات البحث والتطوير العلمي بين المؤسسات التي تجمعها علاقات شراكة، إلى إيجاد فرصة عمل جديدة وتحسين القدرات والكفاءات الفنية للقوى العاملة.

وقال الدكتور خليفة محمد ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في ورقة عمل بحثية حول برنامج الفضاء في الإمارات، إن الدولة تمتلك الموارد والخبرة العلمية والإرادة الوطنية والدوافع القوية للدخول في عالم الفضاء ويلعب قطاع الفضاء دوراً مهماً في تنويع الاقتصاد الإماراتي ويسهم في إيجاد فرصة عمل متخصصة لذوي الكفاءات العالية والخبر التكنولوجية رفيعة المستوى وبالأخص مستوى رفيع من الخبرة التكنولوجية.

تعزيز دور الإمارات

وأضاف ان تعزيز دور الإمارات في مشاريع الفضاء سيؤدي إلى تمكين القطاعات والشركات من الانتقال إلى أسواق جديدة وتوسيع العائد على الاستثمار ومن شأن مشاريع الفضاء تحفيز الشركات على دخول أسواق جديدة مع منتجات ذات صلة مثل البطاريات الخاصة والألواح الشمسية خفيفة الوزن وغيرها، وسترتقي برامج الفضاء الوطنية في نهاية المطاف بالمعايير الوطنية لمستوى المعيشة.

نهج مسبار المريخ

وأكد ان نهج مسبار الفضاء يقوم على مرحلتين متتابعتين للبعثة وهي مرحلة الثبات في المدار والتي يمكن أن تتم خلال أقل من ثلاثة أشهر بعد الدخول في مدار المريخ دون الحاجة إلى أية مناورات ذاتية للمركبة الفضائية، وبعد نجاح هذه المرحلة ستليها مرحلة تعديل الموقع في المدار للحصول على تغطية كاملة لسطح المريخ والدوران في غلافه دورة نهارية كاملة.

وأوضح ان «مسبار الأمل» يحمل جناح معدات مثالية للمهمة الرئيسية في فهم دورات كوكب المريخ وأنماط الطقس في الغلاف الجوي للمريخ بشكل شامل وتتضمن ثلاث معدات أساسية وهي الكاميرا المرئية، ومستكشف الغلاف الجوي بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى المصور الإكليلي بالأشعة فوق البنفسجية.

6 مراحل

وتتضمن بعثة مهمة مسبار الفضاء الإماراتي 6 مراحل من البداية للنهاية وهي الإطلاق، والرحلة والدخول في مدار المريخ، التنقل في مدار المريخ، سلسلة العمليات العلمية وإيقاف المهمة، ويتم استخدام شبكة من المحطات الأرضية للمحافظة على الاتصال مع المسبار، وسيكون لدى البعثة مركزان متماثلان لإدارة العمليات أحدهما لدى دولة الإمارات والآخر في منشأة الشريك الاستراتيجي للمهمة، بالإضافة إلى اتصالات مستقلة مع كل المحطات الأرضية، وعند انتهاء العملية سيكون مركز إدارة العمليات المتواجد في الإمارات هو المركز الرئيسي.

تنويع اقتصاد البلاد

وقال الرميثي إن من شأن برنامج الفضاء في الإمارات إن يلهم الإبداع ويعزز تنويع اقتصاد البلاد فضلاً عن إسهامه في زيادة التركيز على تحقيق اختراقات في مجال تطوير التكنولوجيات الجديدة في شكل براءات اختراع يمكن بيعها لوكالات الفضاء الأجنبية وفي نهاية المطاف سيؤدي تعزيز دور الإمارات في مشاريع الفضاء إلى تمكين القطاعات والشركات من الانتقال الى أسواق جديدة وتوسيع العائد على الاستثمار ومن شأن مشاريع الفضاء تحفيز الشركات على دخول أسواق جديدة مع منتجات ذات صلة مثل البطاريات الخاصة الألواح الشمسية خفيفة الوزن وغيرها وسترتقي برامج الفضاء الوطنية في نهاية المطاف بالمعايير الوطنية لمستوى المعيشة على الصعيدين المادي والثقافي ودعم جهود التعاون الإقليمية والدولية التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة مع دول اخرى.

قوة فضائية ناشئة

وأضاف ان الإمارات تزخر بمقومات استثنائية تؤهلها للتحول التي قوة فضائية ناشئة وطموحة وتمتلك الدولة الموارد المالية والخبرات العلمية في المجال التكنولوجي والإرادة الشعبية اللازمة لإطلاق برنامج فضائي طموح وبنفس القدر من الأهمية تمتلك الحكومة دوافع حكومية واجتماعية واقتصادية وجيو استراتيجية للدخول إلى قطاع الفضاء.

واكد ان دولة الإمارات تدرك الدور الكبير الذي يلعبه برنامج الفضاء الوطني في الدفع نحو تنويع الاقتصاد الإماراتي وبما يؤدي إلى توفير مزيد من فرص العمل للكفاءات العالية والتكنولوجيا المجدية من الناحية المالية وقوة عمل عالية الكفاءة في المجال التكنولوجي.

ترسيخ مكانة الدولة

وأوضح ان الدولة تصر على ترسيخ مكانتها في علوم الفضاء، وعندما أعلنت الحكومة العام الماضي عن تشكيل وكالة الفضاء طرحت الدولة أسئلة حول الأسباب الموجبة والآلية التي سيعتمدها هذا البلد الفتي للاستثمار في استكشاف الفضاء مشيراً إلى أنه في الواقع هناك الكثير من الأسباب الإيجابية التي تدفع امتنا الطموحة للتطلع نحو السماء واستشراف المستقبل.

اقتصاد المعرفة

وأشار إلى أن أهمية برنامج الفضاء بالدولة تبرز من الناحية الاقتصادية، حيث ترتبط التنمية التكنولوجية بالتنمية الاجتماعية ولكنه تحدٍ صعب، حيث يتساءل البعض عن الأسباب التي تدفع دولة مثل الإمارات لانفاق مليارات الدراهم على هذا البرنامج إلا في حال كانت تتلمس منه بعض الفوائد المهمة والأهداف الكبيرة التي من شأنها خدمة الوطن وربما الارتقاء بمكانته.

فخر وطني

قال الدكتور خليفة محمد ثاني الرميثي إن الطموحات الإماراتية خارج الأرض قد تبدو كما لو أنها مفخرة وطنية أو مضيعة للمال، وهنا لا بد من التأكيد على أنها ليست كذلك، حيث تتبوأ دولة الإمارات مكانة مرموقة للاستفادة من التوجهات الجديدة في منافسات الفضاء العالمية، والتي تعد بالتأكيد أحد عناصر الفخر الوطني لدولة الإمارات، ويمكن أن تسلط برامج الفضاء الضوء على بلادنا، وإن لم تأتِ بالمكاسب الاقتصادية المباشرة فإنها تشكل مثالاً واضحاً عن مسيرة التطور العلمي والتقني المتسارعة التي تشهدها البلاد.