يتابع أطباء مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي حالة الطفلة المواطنة مها عمر بخيت 3 أشهر ونصف الشهر، من الشارقة، والتي أصيبت بالتهابات حادة وارتفاع في درجة الحرارة نتيجة إصابتها بفيروس تنفسي أثناء رحلة سياحية برفقة أسرتها في ماليزيا، حيث توفيت أختها التوأم «غالية» بنفس الفيروس قبل العودة إلى أرض الوطن.

وأكد الأطباء في المدينة الطبية، أن حالة «مها» أصبحت مستقرة حالياً وتتماثل للشفاء وتحظى برعاية طبية فائقة، وأجريت لها كل الفحوص اللازمة، مشيرين إلى أنه جار إجراء فحص أخير «للسعال الديكي» وفي حالة سلبية النتائج سيسمح لها بالخروج من المستشفى.

جودة عالية

من جانبه، أثني والد الطفلة عمر بخيت الغفلي المحامي العام في الشارقة، على جهود مدينة الشيخ خليفة الطبية والفريق الطبي المشرف على علاج ورعاية ابنته، وأكد أن مستوى وجودة الرعاية الصحية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، والتي لمسها بمجرد دخول ابنته يفوق بمراحل المركز الطبي الماليزي الذي كان يتابع حالة ابنته المتوفاة غالية.

وقال عمر بخيت، إنه كان قد سافر في آخر أيام رمضان بمرافقه أسرته المكونة من ثلاثة أولاد زايد ومحمد وعامر عمرهم من سنة إلى 3 سنوات وزوجته وابنتيه التوأم «غالية ومها» 3 أشهر ونصف الشهر، وكان يرافقهم ثمانية أفراد من نفس العائلة، وسافروا إلى ماليزيا لقضاء عطلة عيد الفطر وغادروا من أبوظبي عبر طيران الاتحاد، حيث فوجئ بعدم توافر مقعد مخصص للأطفال رغم تأكيد الحجز.

تجربة مريرة

وأضاف عند وصولي إلى ماليزيا بدأت تظهر أعراض المرض على غالية وكانت عبارة عن سعال وارتفاع في درجة الحرارة وفي اليوم الثاني عرضناها على أحد المراكز الطبية ومن دون أي فحوص أو أشعة أعطاها الطبيب دواء للسعال وآخر لخفض الحرارة لمدة 5 أيام، ولكن لم يحدث أي تحسن بل ساءت حالتها أكثر، وقبل يوم العيد عدنا بها إلى نفس المركز الطبي ومثل المرة السابقة لم يجر الطبيب أي أشعة أو فحوص بل أعطاها مضاداً حيوياً وبخاخ في الأنف لتوسيع مجاري التنفس، ولكن مع الأسف الحالة ساءت سريعاً، ويوم العيد أسرعنا بها إلى المركز الصحي ولم يكن لديه قسم خاص لطوارئ للأطفال بل وضعوها على جهاز تنفس للكبار لمدة سبع ساعات وأعطوها دواء مخدراً ومضادات حيوية وأخيراً قاموا بعمل فحوص وأشعة ولكن كانت الحالة تسير إلى الأسوأ.

وأضاف: اتصل أخي بوزارة الخارجية وجاء أعضاء السفارة إلى المستشفى بما فيهم نائب السفير، لبحث ترتيبات نقل غالية للعلاج في الدولة أو في كوريا الجنوبية، لكن مع الأسف توفيت وقامت السفارة مشكورة بإجراء ترتيبات السفر والحجز إلى أبوظبي ومن ثم إلى الشارقة لدفن الابنة غالية. ولفت إلى أن الأسرة لدى عودتها إلى الشارقة لاحظت أن نفس الأعراض التي ظهرت على غالية من سعال وارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس بدأت تظهر على مها، ما استدعى سرعة تحويلها إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية، وها هي تتماثل للشفاء والحمد لله.

ملحق صحي بالسفارة

ونوه المحامي العام عمر بخيت، إلى أهمية أن تضم البعثة الدبلوماسية ملحقاً صحياً في ماليزيا، لأن العديد من مواطني الإمارات يقضون إجازاتهم هناك، مشيراً إلى أن الملحق الصحي كان سيعرف أن جهاز التنفس الذي وضعت عليه الطفلة غير مناسب لها، لأنه مخصص للكبار، وأيضاً كان سينصح بفحص أفراد الأسرة هناك للتأكد من خلوهم من هذا الفيروس، مشيراً إلى أن مدينة الشيخ خليفة لديها أجهزة أكسجين مخصصة للأطفال بتقنية التسارع، تتناسب مع تنفس الطفل، كما قاموا بفحص باقي العائلة، وقال: «إن الفرق بين الرعاية الصحية هنا في مدينة الشيخ خليفة الطبية وبين المستشفى الماليزي فرق بين السماء والأرض».

«تواجدي»

شدد عمر بخيت على أهمية التسجيل في خدمة «تواجدي» وهي خدمة مخصصة لمواطني الدولة لمساعدتهم أثناء وجودهم خارج الدولة، وقال لم أسجل في الخدمة وهذا خطأ عرفت خطورته عندما مررت بهذه الظروف الطارئة. وتتوافر خدمة «تواجدي» على موقع وزارة الخارجية الرسمي، وتهدف إلى مساعدة الوزارة والبعثات الدبلوماسية في الخارج على التواصل مع مواطني الدولة حال تعرضهم لأي طارئ أو طلب أي مساعدة، خصوصاً في حالات الأزمات والطوارئ.