الدراسة في الخارج.. تعزز المعرفة بثقافة الآخر

تنشر صحيفة «البيان» التحقيقات الفائزة بالمسابقة التي طرحتها خلال الفترة من 20 أبريل إلى 20 مايو 2015 لطلبة كليات الإعلام في جامعات الدولة، تشجيعا منها للطلبة المبدعين الراغبين في خوض غمار العمل الصحفي.

وكانت «البيان» قد كرمت الفائزين بالمسابقة في دورتها الأولى في حفل حضره ظاعن شاهين مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير صحيفة «البيان» وعلي شهدور مدير عام التحرير وعمداء وأساتذة كليات الإعلام والطالبات الفائزات بالمسابقة. ومحمد الفهيم الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات باريس غاليري راعية المسابقة. وأكد ظاعن شاهين في كلمة الحفل أن المسابقة في دورتها الأولى شهدت منافسة إيجابية إذ استقطبت 30 عملا فاز منها 6 أعمال من 5 جامعات وكليات في الدولة.

وأشار إلى أن المسابقة تهدف إلى تخريج كوادر إعلامية مؤهلة لدخول سوق العمل وتحفيز طلبة كليات الإعلام على الانخراط في العمل الصحفي، إضافة إلى صقل مواهبهم وتمكينهم من الأدوات التي تساعدهم على فتح مغاليق الصحافة.

وأوضح أن البيان ستقدم للفائزين بالمسابقة كل الدعم لتنمية قدراتهم ونشر مساهماتهم في الصحيفة وعبر الموقع الإلكتروني.

وسيلة للتواصل بين الحضارات

الدراسة في الخارج.. تعزز المعرفة بثقافة الآخر

سؤال يتردد بين الطلبة: هل الدراسة في الخارج مجرد موضة أم رحلة للحصول على شهادة علمية عالمية؟

لا شك أن الدراسة في الخارج تعتبر للبعض أولوية ومهمة في حياتهم العلمية والبعض الآخر يعتبرها رخصة غير رسمية للسياحة في الدولة التي يدرس فيها. الدراسة في الخارج مثلها مثل أي شيء آخر له إيجابيات وفي الوقت نفسه له سلبيات. وقيمة هذه التجربة تعود على الطالب بالنفع مثل التطور الأكاديمي، الاعتماد على النفس والحصول على خبرات عديدة في التعامل مع الأشخاص من مختلف أنحاء العالم. وأيضا تجربة الدراسة في الخارج تعتبر تجربة مميزة، بعد أن يقدم الطالب السيرة الذاتية سوف تكون قوية وذلك بسبب حصوله على درجة أكاديمية من جامعة دولية في الخارج، وأيضا الأولوية تكون له في سوق العمل. وهنا في دولة الإمارات يوجد لدينا العديد من أفرع للجامعات العالمية، ولكن بعض الطلبة يريدون التوجه للخارج للتعرف على الثقافات المختلفة واكتساب مهارات جديدة.

وكذلك جامعات الدولة تتمتع باعتراف دولي وبمستوى اكاديمي عالٍ لكنها تفتقر للبحوث العلمية مقارنة بالجامعات العالمية.

للتعرف على آراء بعض الطلبة المبتعثين حول موضوع الدراسة خارج الدولة، وهل الجامعات الخارجية توفر المهارات الكافية للتعليم؟ كانت الإجابات كالتالي:

خبرات ومهارات جديدة

تقول أسما الحامد، طالبة في جامعة زايد، إذا أتيحت لها الفرصة سوف تسافر وتدرس في الخارج كي تكتسب خبرات ومهارات جديدة، وأيضا تتعرف على ثقافات مختلفة، وعلى النظام المتبع في تلك الدولة، وأهم نقطة انها تتعلم كيفية الاعتماد على النفس. وبالنسبة إلى ردة فعل أهلها تقول أسماء إن والدتها هي التي تشجعها على الدراسة في الخارج وتقول «لا أحد يدوم لأحد»، وعلى كل شخص أن يعتمد على نفسه في هذه الحياة، وتعتبر الدراسة في الخارج تجربة جديدة تعطي للشخص مجالا للاستقلال واكتشاف نفسه والتعرف على الثقافات الأخرى.

عادات الدول الأخرى

ومن جهة أخرى تقول فجر العازمي، طالبة مبتعثة إلى جامعة عجمان، إن الدراسة في الخارج أمر جميل حيث نعتمد على أنفسنا ونتعرف على عادات وتقاليد الدول الأخرى، ولا تنسى فجر تشجيع ودعم والديها لها، حيث يوفران كل ما تحتاج إليه، ومن ايجابيات الابتعاث التعرف على جنسيات متعددة ما يزيد من ثقافة الطالب ويزيد بناء الصداقات الودية التي تعزز المشاعر الانسانية بين الطلبة. لكن ردا على السؤال هل هي موضة ام رحلة للتحصيل العلمي؟ اعتقد ان الذين يفشلون في الدراسة بالخارج يكون السبب الرئيس هو الكسل او عدم التقيد بأنظمة الجامعات او الذهاب الى الخارج للسياحة والترفيه وهم يتحملون نتائج سلوكهم، لكن من يقصد العلم يجده فعلا ويحصد نتائجه.

من جهة اخرى بعض الطلبة لا يتأقلمون مع الجو الجديد الذي انتقلوا اليه ويفضلون العودة الى جامعات الدولة.

موقف الوالدة

وتقول الوالدة حمدة الرميثي (والدة طالب مبتعث) ان تقبلها لأن يقوم ابنها الوحيد بالدراسة في الخارج أمر صعب جدا، وكيف سيتحمل الوحدة في الخارج ومن سوف يساعده في تحضير وجباته، وكيف ستقضي شهورا من دونه في المنزل، ولكن السبب الذي جعلها تقبل بدراسته في الخارج هو حصوله على شهادة عالمية، بالإضافة إلى اكتسابه العديد من الخبرات الجديدة وتقوية لغته، وهي تنتظر تخرج ابنها بفارغ الصبر وفي بعض الأوقات تذهب لزيارته والاطمئنان عليه كونه يدرس في الولايات المتحدة.

واكدت ان شعور الامهات واحد نحو الأبناء كلهم يرغبن في ان يكون الأبناء متعلمين ويحملون اعلى الشهادات وقادرين على اثبات وجودهم سواء في العمل او المجتمع.

البحوث العلمية

ركز معظم الطلبة على أهمية البحوث العلمية خلال الدراسة الجامعية وخاصة الدراسات العليا، وما يميز الجامعات الخارجية تركيزها على موضوع البحوث ونتائجها لما لها من فوائد عديدة على تسليط الضوء او بحث معضلة ما، وايجاد الحلول المناسبة لها والوصول الى تحليل موضوعي احصائي يعتمد على الأرقام بشكل دقيق، وهذا ما يحتاجه الطالب فعلا في مرحلته الدراسية كي يتطور تفكيره من الدراسة النظرية الى البحث والتحليل العلمي.

الحصول على تعليم متميز وعالي الجودة

من جهة أخرى قال يوسف المطروشي: على الرغم من توفر المؤسسات الأكاديمية العالية الجودة في الدولة، إلا أن الدراسة في الخارج تبقى حلما لكل طالب لأنها تفتح مداركه من خلال الاطلاع على ثقافات متنوعة. إضافة إلى ذلك هناك غاية رئيسية وهي الحصول على تعليم متميز وعالي الجودة. ويؤكد المطروشي أن الجامعات الخارجية توفر جميع المهارات التعليمية المطلوبة والجزء المتبقي هو الجهد الذي يبذله الطالب في تسخير هذه الوسائل في فترة الابتعاث. وقال أيضا انه سوف يقوم بدعم ابنته في المستقبل لاستكمال دراستها خارج الدولة حتى تتلقى تعليما ذا مستوى متميز وعالي الجودة.

تحدٍ كبير

وتؤكد شوق البناي، طالبة مبتعثة إلى الولايات المتحدة، ان الدراسة في الخارج تعتبر تحديا كبيرا لأن لها العديد من المميزات والعديد من العيوب. ومن المميزات التي ناقشتها البناي هي المميزات التي تعود على الطالب بالنفع منها: التطور الأكاديمي والثقافي والتعليمي. بالإضافة إلى الفوائد التي يكتسبها الطالب المبتعث من مثل: تجربة دراسية جديدة، التطور الشخصي ومتعة السفر. وترى البناي أن الجامعات الخارجية توفر العديد من المهارات التي يستفيد منها الطالب كاستخدام البرامج الجديدة والمتقدمة في التعليم. أضافت البناي أنه إذا لم يكن اسمها من ضمن الطلبة المبتعثين لكانت اكملت دراستها في الإمارات كونها تمنح الطالب الإماراتي العديد من المميزات التي تساعد في اكتساب الخبرات والتطوير الأكاديمي.

تجربة رائعة جداً

ومن جهة أخرى تقول رباب العنزي، طالبة مبتعثة إلى جامعة زايد، إن تجربة الدراسة في الخارج تعتبر رائعة جدا لكنها تحتاج إلى الصبر وبذل مجهود كبير جداً. ولا تعتقد العنزي أن الجامعات الخارجية تعتمد على سياسة معينة، لأن أغلب الجامعات تتقيد بقوانين منظمة من التعليم العالي. وأضافت العنزي أن دراستها في الخارج كانت بناء على رغبة والديها، وكانت سوف تكمل تعليمها في دولتها إذا لم يكن اسمها ضمن أسماء الطلبة المبتعثين.

تجربة فريدة من نوعها

 

وتقول شوق المحيني، طالبة مبتعثة إلى جامعة زايد في دبي، ان الدراسة في الخارج تجربة فريدة من نوعها وقد ساهمت هذه التجربة في تطويرها في مختلف ميادين الحياة العلمية والاجتماعية والنفسية أيضاً، والجامعة التي تدرس فيها توفر مهارات جيدة ومناسبة، على سبيل المثال: إعطاء الطلبة فرصة للعمل في مجموعات لإنجاز مشروع متكامل موثق بالمصادر واللقاءات التي يقوم بها الطلبة مع الأشخاص المعنيين في موضوع بحثهم، والتشجيع للدراسة في الخارج جاء من قبل والديها اللذين أصرا على أن لا تتردد في المضي بهذا القرار.

مصلحة في مجال العمل

وترى آلاء الحوسني، طالبة في جامعة زايد، ان الدراسة في الخارج تكون عملية وذلك من خلال توفير التقنيات والمهارات المختلفة في مجال التصوير على سبيل المثال، وأيضا الدراسة في الخارج تساعد على تقوية اللغة لما في ذلك مصلحة في مجال العمل. خاصة وان التدريب العملي خلال الدراسة مهم جداً لتقوية الطالب والبحث لإيجاد حلول للتحديات التي تواجهه.