التيلة .. لعبة تراثية تتميز بالتركيز والتحدي بين الفتيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعبة التيلة التراثية استهوت أطفالاً ومراهقين وشباباً من الحي في زمن خلا من الألعاب الإلكترونية والحدائق الترفيهية، فباتت لعبتهم المفضلة، يجدون فيها سعادتهم، ويخرجون طاقاتهم الحركية، يجرون ويركضون وتبرز مهاراتهم في التركيز، بل لعبة حفزت في داخلهم التحدي وحب المنافسة، وتركت أثرها الطيب في نفوسهم حتى بعد سنوات طويلة.

هي لعبة تحدٍ لمجموعة من أصدقاء الحي من أعمارهم تتراوح بين 6-15 سنة، يستخدم في لعبها كريات زجاجية صغيرة ملونة وجميلة تلعب على أرض منبسطة لها عدة طرق أبرزها طريقة التيل بوضع كل لاعب أفضل تيلة لديه على مسافة، ثم يبدأ التحدي بمسك كل لاعب تيلة ورميها باتجاه التيل المصفوفة بعيداً وإن استطاع إصابة أي منها حقق هدفاً وحق له الفوز بتيلة وهكذا، لعبة يستغرق فيها اللاعبون ساعات تعتبر رياضية وذهنية، حيث تحتاج إلى تركيز عال ومهارة في التصويب والرمي بثقة ناحية التيلة المستهدفة.

وهناك طريقة أخرى لها بحفر ثلاث حفر صغيرة متوسطة العمق وتحديد خط البداية ويبدأ اللاعب الأول دوره برمي التيلة ناحية الحفر وإن لم ينجح في إدخالها يتنحَ، ويأتي دور اللاعب الثاني وإن استطاع أن يدخل تيلته داخل الحفرة يصبح الفائز ويأخذ تيل اللاعبين الذين أخطأوا الهدف، وهنا من يستطع تحقيق الفوز يحق له أخذ التيلة.

والطريقة الأصعب هي التي تحتاج إلى أمهر اللاعبين فيها، تحتاج إلى تركيز ومهارة في الرمي والتصويب يؤديها بعض اللاعبين ولا يستطيع الجميع القيام بها لصعوبتها، ويشترك فيها ثلاثة عن بعد كل منهم يحاول أن يرمي ويصوب في الوقت نفسه على تيلة اللاعب الآخر ومن يستطع أن يلامس التيلة الطائرة لزميلة يفز ويأخذ تيلته ويضع الآخر تيلة أخرى وهكذا حتى يستطيع الفائز أن يحصد مجموعة من التيل اللامعة الزجاجية ويضمها لمجموعته الخاصة التي كانت تخزن في علبة الحليب الحديدية ذات الحجم المتوسط.

ويتعرض أحياناً اللاعب إلى خسارة أفضل تيلة ويقوم بمحاولات من أجل استرجاعها بإعطاء عدد من التيل لقاء واحدة يمكن أن تتميز بالشكل وتكون هي ملكة مجموعته.

Email