كشف الدكتور المهندس محمد الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، عن أن مشروع القانون الإماراتي بشأن الفضاء سيتضمن بنداً يمنح الشركات الإماراتية حق امتلاك واستغلال الموارد الطبيعية التي تجدها بعثاتها إلى الفضاء على أسطح الكواكب والأجرام السماوية التي تصلها وذلك وفقاً للقانون الدولي لاستكشاف الفضاء واستخداماته.
وفي حديث لمجلة «مجرات» المتخصصة بعلوم الفضاء والتقنية المتطورة الصادرة عن مركز محمد بن راشد للفضاء، والتي ستنشر الحوار كاملاً في عددها الصادر يوم غد، اختصت «البيان» لنشره اليوم الأحد، قال الأحبابي إن «القانون الجاري إعداده حالياً يتناول مفاهيم متقدمة وجديدة استُحدثت في عصر الفضاء الذي نعيشه، مثل حق امتلاك الموارد الطبيعية التي يتم العثور عليها في الفضاء وتنظيم رحلات مأهولة إلى الفضاء وما إلى ذلك».
وأوضح أنهم يعملون على إصدار هذه الوثيقة القانونية التي من شأنها صياغة سياسة دولة الإمارات نحو الفضاء، وتوضيح أهداف برنامج الفضاء الإماراتي، وتنظيم المشاريع الفضائية، لافتاً إلى أن مشروع استكشاف المريخ الذي تم تكليف مركز محمد بن راشد للفضاء بتنفيذه يشكل منصة رئيسية لتنمية قطاع الصناعة الفضائية في الإمارات والمنطقة ومعه أصبحت دولة الإمارات محوراً رئيسياً لعلوم وأبحاث وابتكارات الفضاء في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
ملهم للأجيال
وأضاف أن أهميته تكمن في أنه يوفر قدراً كبيراً من الإلهام للأجيال الناشئة، التي ترى فيها الإمارات مستقبلها، كما يعد انطلاقة حقيقية لحقبة جديدة من التعاون في مجتمع العلوم الفضائية بالدولة، مشيراً إلى أولوية التركيز على التعليم، حيث إن برامج الفضاء تبنى على رأس المال البشري، حيث نستخدم الفضاء كبوابة لجذب جيل كامل إلى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والابتكار ونتطلع لأن يكون لدينا برنامج فضاء ملهم.
التعلم من الخبرات
وتابع الأحبابي: أنهم عندما بدأوا تنظيم قطاع الفضاء بالدولة قرروا أن يبدأوا من حيث انتهى الآخرون، والتعلم من خبراتهم، ولكي نحقق ذلك قاموا بزيارات لوكالات الفضاء العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا واليابان والصين والهند، وإلى دول تتمتع صناعاتها الفضائية بمكانة شبيهة بمكانة دولة الإمارات، وأنهم عادوا بنتائج معرفية مثمرة وتعرفوا إلى القدرات التي تمتلكها الدولة وبالتالي قاموا بصياغة نموذج خاص لوكالتنا الفضائية بحيث يكون نموذجاً يرتكز على الكوادر الماهرة والشراكات والاتفاقيات العلمية ونقل وتوطين وخلق المعرفة.
تحديات
وتناول تحديات تأسيس وكالة الإمارات للفضاء ودور مركز محمد بن راشد للفضاء وأن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء كان إنجازاً عظيماً، وكان التكليف بإطلاق بعثة استكشاف المريخ مشرفاً، لكنهم واجهوا تحدياً متمثلاً بمحدودية الكفاءات، وعدم امتلاك بنية تحتية لهذا المشروع، لذا كان عليهم اللجوء إلى مركز محمد بن راشد للفضاء وطلب مساعدته في هذا المشروع، حيث إن مهندسيه يمتلكون المعرفة والخبرة والكوادر القادرة والمرافق المتطورة، والأهم الخبرة التي تؤهلهم لذلك، لذلك قرروا تكليفهم بتصميم وتطوير المشروع وإدارته. أما دور وكالة الفضاء فهو تمويل المشروع والإشراف عليه، وأنهم سيتولون عملية التمويل والإشراف على تقدمه بذات الطرق المتبعة في الدول الرائدة في صناعة الفضاء، وأنهما يعملان معاً كفريق واحد.
بعثة للمريخ
وذكر مدير عام وكالة الإمارات للفضاء أنه لا يخفى على أحد أن حكومة دولة الإمارات لا تعطي فرصاً دون أن تكلف القائمين عليها بمهام كبرى وتطالبهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية، وكانت المهمة الأولى التي كلفوا بها في الوكالة الناشئة هي إرسال بعثة استكشاف إلى المريخ، وهو عمل لم تتمكن من تحقيقه حتى الآن سوى أربع دول على مستوى العالم.
وأفاد بأنهم كلفوا بتحدٍ عظيم هو استكشاف المريخ، وأن القيادة الحكيمة أبلغتهم أن وكالة الفضاء يجب أن تعمل على إطلاق مشاريع كبرى، فالأمم الطموحة يجب أن تحقق إنجازات عظيمة تعكس مكانتها، وإذا كانت هناك رغبة في تأسيس وكالة فضاء على غرار وكالة «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية فيجب أن نكون على قدر المسؤولية أولاً، وتزامن ذلك مع صدور مرسوم تأسيس وكالة الفضاء، وتحديد موعد الوصول، وعليه فإن مسبار الأمل سيصل إلى المريخ في الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات عام 2021.
مركز إقليمي
وأكد أنه بعد تأسيس وكالة الإمارات للفضاء صرنا المركز الإقليمي لكافة فعاليات الفضاء في المنطقة وصرنا الوجهة الرئيسية لعقد المؤتمرات والورش والمعارض فيما يمضي مشروع مسبار الأمل يسير وفق وتيرة جيدة، وفريقه جاهز للوفاء بالأهداف والجداول الزمنية التي وضعتها الحكومة.
وختم الدكتور الأحبابي حواره مع مجلة «مجرات» بالقول: لا تستطيع الكثير من الدول تحمل تكاليف استكشاف الفضاء، ودعونا نذكر أن مكاسبه ليست مباشرة ولا نستطيع لمسها على الفور، وسوف نجد أناساً يقولون «يجب أن نحل مشاكلنا على الأرض قبل أن نذهب إلى الفضاء» وأنه يود الرد عليهم بالقول إنهم ربما يجهلون أن الاستكشافات الفضائية تحمل مكاسب طويلة الأجل للبشرية جمعاء.
3 مستويات
أوضح المهندس محمد الأحبابي أن قطاع الفضاء يصنف حالياً في ثلاثة مستويات، المستوى الأول تقوده القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا، والمستوى الثاني تشغله اليابان والصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، أما المستوى الثالث فيضم دولاً لا تُصنّع أقمارها الصناعية لكنها تمتلك أقماراً وتشغلها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتحرك الآن على أعتاب المستوى الثاني ونأمل أن تتقدم سريعاً إلى المستوى الأول.