«اتحادية الكهرباء» تحذر من الإضافات في المصانع والمنشآت التجارية والمساكن
الأحمال الزائدة والتوصيلات العشوائية قنابل موقوتة
برزت إلى السطح في الآونة الأخيرة، مشكلات الإضافات العشوائية في المصانع والمنشآت التجارية وبعض المساكن ما يؤدي إلى زيادة الأحمال الكهربائية بصورة مخالفة من قبل أشخاص غير فنيين أو مختصين، وبالتالي يتم الضغط على الشبكات الكهربائية، ومن ثم تزداد الحرائق.
وقد تكشفت الظاهرة بشكل جلي في الحملات التفتيشية الشاملة التي قامت بها كل من الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء في مناطق اختصاصها، ودائرة الكهرباء والماء في الشارقة على المصانع والمنشآت التجارية في المناطق الصناعية، حيث أكدت الهيئة أن هناك الكثير من المخالفات التي تم ضبطها والتعامل معها، كما ضبطت كهرباء الشارقة 168 مخالفة وتم تحرير وتوجيه عدد من الإنذارات للكثير من المنشآت، الأمر الذي يعكس مدى تفاقم المشكلة وضرورة إلى التصدي لها لخطورة الإضافات العشوائية من كافة الجوانب، حيث تعيق عمل المطافئ في حالة نشوب حريق، كما أنها تعد قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، ما حدا ببعض الجهات المختصة إلى تركيب عدادات ذكية تحد من حمولة المصانع المخالفة.
وحذرت إدارتا الدفاع المدني في كل من عجمان وأم القيوين، من خطورة الإضافات العشوائية والأحمال الزائدة عليها.
وقال محمد محمد صالح المدير العام للهيئة الاتحادية للكهرباء والماء إنه تم التأكيد على المتعاملين مع الهيئة بضرورة مراجعة الهيئة عند القيام بعمل أي إضافات على المباني والمنشآت، وذلك تفادياً للمخالفات، مبيناً أن الهيئة قد رصدت من خلال فرق التفتيش التي شكلتها عدداً كبيراً من المخالفات، كما إن الإضافات العشوائية تؤدي بصورة مباشرة إلى احتراق المحولات والكيبلات الكهربائية والموزعات الرئيسة ما ينتج عنه انقطاع في التيار الكهربائي بسبب الأحمال الزائدة.
مخالفات
وأوضح أن المخالفات تتمثل في التلاعب بعدادات الكهرباء، منها توصيل قبل العداد وتوصيل معكوس أو مباشر ما يشكل مخالفة كبرى لقوانين الهيئة، إضافة إلى الإضافات العشوائية، مبيناً أن الهيئة تعمل حالياً على تنفيذ برامج ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية لتحقيق أهداف ترشيد الاستهلاك والحد من الهدر في استخدامات الطاقة الكهربائية، وذلك بهدف المحافظة على الطاقة الكهربائية باعتبارها من العناصر الأساسية لأي تنمية حقيقية وطموحة، وحرص الهيئة على تعميق الوعي بقضايا ترشيد الاستهلاك لدى الجميع، لافتاً إلى أن تنوع برامج ترشيد الاستهلاك الهدف منه الوصول إلى كافة الفئات العمرية وشرائح المجتمع، كما أن الاقتصاد والاعتدال في استخدام وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ضروري بهدف التقليل من ارتفاع التكلفة.
تحذير
وقال محمد صالح إن توليد الطاقة الكهربائية يتطلب كميات كبيرة من الوقود إضافة إلى التكاليف المرتفعة لإنشاء التوربينات ومعدات النقل والتوزيع، محذراً من خطورة التوصيلات الخاطئة والأحمال الكبيرة فوق الطاقة الاستيعابية للكابلات والتوصيلات، وذلك لأن توصيل خدمة الكهرباء للعملاء تكون على أسس فنية متكاملة يتم فيها مراعاة الحمولة الإجمالية التي يمكن استخدامها ثم تحديد نقطة التغذية والمواد الفنية المطلوبة لإجراء توصيل الخدمات الكهربائية، وما يستلزمه الأمر من تعديلات على شبكة توزيع الكهرباء ومن الخطأ بعد كل ذلك إضافة حمولات إضافية دون موافقة القسم المختص.
من جهته قال الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة:إن الإضافات العشوائية على الأحمال الكهربائية تعد قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي زمان، كما أن 90 % من تلك الإضافات تحدث في المصانع المنتشرة في المناطق الصناعية، وأن 10 % في المنشآت التجارية، كما أن فرق التفتيش الفنية التابعة للدائرة ومن خلال التفتيش على المصانع خالفت 168 منها لزيادتها في الأحمال، وأن بعض المصانع تزيد نسبة الأحمال فيها لتصل إلى 100 % الأمر الذي يسبب ضغطاً عالياً على الشبكة - خاصة - في فصل الصيف، لافتاً إلى أن تلك الزيادة في الأحمال تكون من أصحاب المصانع ومن أشخاص غير مهنيين ودون الرجوع إلى الهيئة، ما يتسبب في أضرار بالشبكة وبالتالي وقوع حوادث الحريق، علماً بأنه في حال مراجعة الدائرة يمكن زيادة الأحمال للجهات الراغبة بناء على قدرة الشبكة واستيعابها دون حدوث أضرار.
وأوضح أن أبرز أسباب انقطاع التيار الكهربائي في المناطق المختلفة بإمارة الشارقة والتي تكثر خلال الصيف يرجع إلى الإضافات العشوائية في الأحياء السكنية والتي تم بناؤها دون الرجوع للجهات الرسمية، والمتعارضة مع اشتراطات وأنظمة البناء بالإضافة إلى زيادة الأحمال في المباني من خلال تشغيل معدات وأجهزة في المنازل تستهلك كميات إضافية من الكهرباء دون الرجوع إلى الهيئة لتحديد الحمولة المناسبة لهذه الأجهزة، وكذلك بسبب الحفريات التي تنفذها بعض الشركات دون الرجوع للجهات المختصة لمعرفة مسارات الكابلات ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق المختلفة.
إخطارات إزالة
وأضاف الليم إنه من خلال الحملات التفتيشية تم إخطار أصحاب المصانع ذات الإضافات العشوائية بضرورة إزالة المخالفة ومراجعة الدائرة وتم منحهم فترة سماح 6 أشهر، فمنهم من استجاب، ومنهم من لم يستجب، فتم مخالفة الذين لم يتقيدوا باشتراطات الدائرة، لافتاً إلى أن الهيئة استهدفت المصانع من خلال تركيب عدادات ذكية تحدد حمولة كل مصنع، وفي حال مخالفة المصنع بأن زاد من الحمولة من خلال الإضافات العشوائية، فيقوم العداد اتوماتيكياً بقطع التيار الكهربائية، لافتاً إلى أن الهيئة أطلقت حملة تستهدف سكان إمارة الشارقة للتوعية بالتأثير السلبي للإضافات العشوائية والأحمال الزائدة على الشبكة الكهربائية والحفريات التي تتم بدون الرجوع للهيئة لمعرفة مسارات الكابلات في المناطق المختلفة وتتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وضرورة توفيق أوضاع الإضافات العشوائية في الأحياء السكنية التي تم بناؤها دون الرجوع للجهات الرسمية، والمتعارضة مع اشتراطات وأنظمة البناء.
توعية
من جهته أوضح العقيد حسن بن صرم مدير إدارة الدفاع المدني في أم القيوين أنه تم إعلام أصحاب المصانع والعاملين فيها بمخاطر الإضافات العشوائية والأحمال الزائدة وما تسببه من أخطار، وكذلك العاملين في تلك المصانع والمستودعات تم إعلامهم بخطوات عمل خطة تأمين المنشآت الصناعية والتي أهمها منع مسببات الحريق وكيفية مواجهته والتغلب عليه في اللحظات الأولى والإجراءات التي يجب اتباعها عند حدوث الحرائق، إضافة إلى توعية العاملين في المنشآت الصناعية وتدريب 5 % منهم في تلك المنشآت على كيفية التعامل مع الحرائق، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات موحدة لها.
سوء التخزين
وقال إنه من خلال الحملات التفتيشية التي تقوم بها فرق الدفاع المدني تبين أن هناك بعض الشركات والمؤسسات والمصانع والمحال التجارية لا تلتزم باشتراطات السلامة الوقائية وتختلف عن المعايير التي حددتها إدارة الدفاع المدني، ولعل أبرزها سوء التخزين، حيث يتم في بعضها بصورة عشوائية وعدم صيانة التوصيلات الكهربائية مع تخزين بعض الأغراض في غرف الكهرباء ووجود إضافات عشوائية، كما أن قسم الحماية المدنية والسلامة بإدارة الدفاع المدني في أم القيوين ومن خلال زيارة المنشآت الصناعية والتجارية والمهنية التي يتم التفتيش عليها وكذلك المستودعات ومساكن العمال ينبه أصحابها والعاملين فيها بضرورة توفير الاشتراطات الوقائية وأهمها توفير لوحة تحكم رئيسية حسب اعتماد المخطط الهندسي وتوفير أنظمة إطفاء مثل خراطيم المياه ومضخة الحريق والطفايات.
مخالفة وإنذار
من جهته أكد العقيد ناصر راشد الزري رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بإدارة الدفاع المدني في عجمان أن الأحمال الزائدة في الكهرباء تسبب خطورة بالغة نتيجة للإضافات العشوائية– خاصة – إذا كانت في المفاتيح الكهربائية ما يسبب تماساً كهربائياً تنتج عنه حرائق كبيرة تؤدي إلى خسائر في الأرواح وإصابات بليغة وخسائر في الممتلكات، مبيناً أن هناك تفتيشاً دورياً من قبل اللجان التفتيشية على المنشآت التجارية الكبرى والمصانع في الإمارة والتي يبلغ عددها 12 ألفاً و308 منشآت للتأكد من عدم وجود أحمال زائدة وإضافات عشوائية، فتبين أن هناك بعض المصانع والشركات لم تلتزم باشتراطات الدفاع المدني، فأضافت أحمالاً زائدة، فتم مخالفتها وإنذارها، حيث تم إنذار ومخالفة 157 منها، وأنه في حال التكرار سيتم إغلاق المنشأة إغلاقاً نهائياً.
تنسيق وتعاون
وأضاف الزري إن هناك تعاوناً وتنسيقاً مع بلدية عجمان فيما يخص الإضافات العشوائية والتي تعيق دخول وخروج سيارات الإسعاف والإنقاذ من خلال قسم المعلومات الجغرافية للتفتيش على أسطح المباني بطائرة من دون طيار – خاصة – بعد حادث البرجين، مشيراً إلى انخفاض نسبة حوادث الحريق في الإمارة، حيث بلغت في 2015 ما يعادل 60 حادثاً، وفي الربع الأول من العام الجاري بلغت 28 حادثاً، وأن الانخفاض يعود إلى جهود التوعية التي تبذلها إدارة الحماية المدنية وإلى مدى تعاون قسم العمليات مع إدارة المراكز في الإمارة لتطبيق خطط الطوارئ والإطفاء والإخلاء، واستخدام منظومة الأمن والسلامة في المباني والمصانع، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الإدارة نفذت منذ بداية العام الجاري 167 برنامجاً تدريبياً استفاد منها 19 ألفاً من عمال المصانع.
التوصيلات الرديئة وقلة الترشيد يضاعفان الحوادث المنزلية
أكد العقيد حسن بن صرم أن فصل الصيف يعد من أكثر فصول السنه تسجيلاً للحوادث المنزلية، وذلك نظراً للارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، وما يصاحب ذلك من تشغيل وحدات التكييف بشكل مستمر في كافة أرجاء المنزل، إضافة إلى كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية وتوصيلها بمأخذ كهربائي واحد، دون معرفه الجهد الكهربائي للجهاز، داعياً إلى اتباع إرشادات السلامة الوقائية وضرورة وجود قواطع كهربائية مناسبة لجهد الكهرباء في كل منزل، وإيقاف جميع الأجهزة الكهربائية وأجهزة التكييف غير الضرورية قبل النوم، كما دعا إلى فصل التيار الكهربائي قبل مغادرة المنزل، موجهاً رسالة إلى المواطنين والمقيمين، بترشيد استخدام التيار الكهربائي والابتعاد عن زيادة الأحمال خاصة في أوقات ذروة استخدام الطاقة الكهربائية وذلك لتحقيق السلامة.
رديئة الصنع
حذر العقيد ناصر راشد الزري من استخدام الأجهزة والأدوات والأسلاك الكهربائية رديئة الصنع أو تلك المهترئة في التمديدات الكهربائية، وعدم تمديد التوصيلات الكهربائية من خلف الستائر لأن ذلك يجعلها تتخطى الحمل المخصص لها، وبالتالي تكون سبباً مباشراً في كثير من حوادث الحريق والتي قد تحدث مساء والناس نيام، كما حذر من فتح أو إغلاق أو لمس المفاتيح الكهربائية في حال وجود بلل في الأيادي ما ينتج عنه صعقاً كهربائياً يؤدي إلى وفيات في أحيان كثيرة.
ترشيد
قال الدكتور المهندس راشد الليم إن شعبة ترشيد الاستهلاك بكهرباء الشارقة نفذت العديد من الأنشطة والبرامج والأفكار الجديدة والمبتكرة هذا العام، تم خلالها توزيع 2000 مطوية للتوعية بمخاطر الإضافات العشوائية، إضافة إلى تكثيف التفتيش على المخالفات وبصفة خاصة في المناطق الصناعية، حيث تضمنت برامج الترشيد تنفيذ لقاءات دورية مع المختصين في المكاتب الفرعية لخدمة العملاء تم من خلالها التركيز على أبرز المشكلات التي تواجهها هذه المكاتب وإعداد دراسات واقتراحات حل هذه المشكلات، إضافة إلى تنظيم دورات حول كيفية توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها، ومخالفات توصيل الكهرباء، مثل إضافة أحمال إضافية دون موافقة القسم المختص في الهيئة، والتوصيلات العشوائية التي لا يتم فيها مراعاة نظم ومعايير الأمن والسلامة.
