أكد ناجي الحاي وكيل وزارة تنمية المجتمع، أن نسبة المسنين المواطنين في الإمارات ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في العقود الأربعة المقبلة نتيجة انخفاض نسبة المواليد وتوفر الرعاية الصحية المتقدمة وتحسين نوعية الحياة، حيث ستصل 11% في العام 2032 و29% في 2050، فيما من المتوقع أن تصل النسبة العام المقبل 6% من مجموع السكان المواطنين.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة التدريبية حول «الرعاية المنزلية للمسنين في دول الخليج» والتي تنظمها الوزارة على مدار يومين، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول الخليج العربية، وشارك بها عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة في المجتمع التي تعنى بتوفير الرعاية لفئة كبار السن.
جهود كبيرة
وأضاف الحاي أن هذه الدورة التدريبية تأتي ضمن جهود الوزارة للارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعية التي تقدمها لمختلف فئات وشرائح المجتمع للمساهمة في تعزيز التماسك المجتمعي وتحفيز المسؤولية الاجتماعية، مشيراً إلى أن الدورة قدمها نخبة من الخبراء والمختصين وناقشت العديد من الموضوعات ذات الصلة بمتطلبات توفير بيئة منزلية مثالية تضمن حصول هذه الفئة على رعاية فائقة الجودة وفق أسس فائقة الجودة.
وتابع أن شريحة المسنين في الإمارات يحظون باهتمام ومكانة متميزة، خاصة أن الإمارات تتميز بالقيم المجتمعية الراسخة التي تقوم على احترام كبار السن وإحاطتهم بالعناية والرعاية التي تليق بهم، ومن هنا تعمل الوزارة مع شركائها في جميع مؤسسات الدولة على توفير ما يلزم للارتقاء بالخدمات التي تقدم لهذه الفئة عبر توفير احتياجاتهم وتلبية تطلعاتهم.
مبادرات مبتكرة
وذكر أنهم يعملون على إطلاق مبادرات مبتكرة لتمكين كبار السن من الاستمرار في العطاء والاستفادة من خبراتهم لبناء جيل يواصل مسيرة البذل والعطاء في خدمة المجتمع، ولذلك فإن هذه الدورة التدريبية تأتي استكمالاً للجهود الهادفة إلى بناء قدرات أفراد المجتمع وصقل مهاراتهم في التعامل بشكل مثالي مع فئة كبار السن.
وذلك عبر تزويدهم بكافة الأسس التي تمكنهم من تقديم رعاية منزلية فائقة الجودة لكبار السن، في مختلف الجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية التي تزيد مستوى رفاهيتهم.
مراكز رعاية
من جهة أخرى كشفت الوزارة عن أن هناك 10 مراكز تنمية اجتماعية بالدولة، فضلاً عن 3 مراكز لتقديم خدمات الوزارة تتعاون جميعها لتقديم خدمات جيدة لهذه الشريحة المجتمعية، حيث تضم دار رعاية المسنين في عجمان 100 مسن يتلقون خدمات نهارية، فضلاً عن 6 مواطنين مقيمين فيها.
كما أن هناك توجهاً نحو تدشين مراكز نهارية بأكثر من إمارة تقدم خدماتها للمسن الزائر سواء كانت طبية أو رياضية لتحسين نشاطهم، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات الجديدة للمسنين ومنها مبادرة «ماعنكم غناه» والتي تم عقد 6 جلسات منها خلال الشهر الجاري في عدد من مراكز التنمية الاجتماعية بالدولة.
رعاية مستمرة
كما هدفت المبادرة إلى تمكين ذوي المسنين وأقاربهم من تقديم الرعاية الصحيحة والمتميزة لكبار السن، وذلك من خلال تعزيز معارف وزيادة خبراتهم في كيفية رعايتهم، وفقاً لأسس علمية عبر مجموعة متنوعة ومتخصصة من البرامج التدريبية في العديد من المجالات، بما فيها برامج صحية، وأخرى اجتماعية، وبرامج ترفيهية.
وتستمر هذه المبادرة بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة المعنية برعاية كبار السن في الإمارات، وتتضمن العديد من الأنشطة والبرامج، بما فيها برنامج «تأهيل ذوي المسن» الذي تسعى من خلاله الوزارة إلى تأهيل ذوي المسن، وتزويده بالمعارف حول أفضل السبل لتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لفئة كبار السن، وطرق التعامل معهم، وذلك من خلال تدوين ملاحظات يومية عن حالتهم.
برامج تدريبية
وتتضمن المبادرة أيضاً مجموعة من الجلسات والبرامج التدريبية المتخصصة، تتطرق لمجموعة متنوعة من القضايا التي تسهم في تحسين مستوى ثقافة ذوي المسنين وأقاربهم بأهم الموضوعات ذات الصلة بهذه الفئة، وبموجب هذه المبادرة، ستقوم الوزارة بتزويد ذوي المسنين وأقاربهم بروزنامة صحية تم إعدادها خصيصاً لمتابعة كافة الجوانب الصحية لكبار السن، ويتم فيها تسجيل ملاحظات يومية عن الحالة الصحية ونتائج الفحوصات الدورية التي يتم إجراؤها.
ارتقاء بالمهارات
من جانبه، قال الدكتور عامر الحجري، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن الدورة حضرها أكثر من 80 مشاركاً، وتستهدف إكساب المشاركين بالمعارف والمهارات للازمة التي من شأنها توفير كافة سبل الراحة والرعاية المتميزة لهذه الفئة، وتسعى إلى تزويد المشاركين بمتطلبات الرعاية المنزلية لكبار السن.
رعاية
تتفاوت نسبة المسنين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً فما فوق بالعالم، حيث بلغت نسبتهم 11% العام 2012، وارتفعت إلى 32% في اليابان، وإلى 25% في أوروبا الغربية، و19% بأميركا الشمالية، و11% في آسيا، وتنخفض إلى 6% بأفريقيا، وبلغت نسبة المسنين المواطنين 4.1%.