يجذب موسم التخفيضات الموسمية أو الحصرية في بعض مراكز التسوق، اهتمام جمهور عريض من المتسوقين الباحثين عن الأسعار المخفضة للاستفادة من تنوع السلع الاستهلاكية، والعروض الترويجية المصاحبة لها من بوابة «اشتري قطعة واحصل على الأخرى مجاناً»، «تخفيض 50 %حتى نفاد الكمية»، وغيرها من العبارات الرنانة التي تجني مزيداً من الأرباح ولا تخضع لضوابط وقوانين، وذلك بالاعتماد على هوس البعض الشرائي المرتبط بتلك العملية التسويقية، والكثير منها ما هو إلا خدعة وهمية لاستدراج الزبائن للتخلص من بضائع شبه منتهية الصلاحية، وفي المقابل يرى آخرون أن عدم وعي المستهلكين وراء وقوعهم في براثن العروض الوهمية.
تحفيز الإنفاق
وفي هذا السياق أكدت إيمان محمد أن ليس كل التخفيضات وهمية، ولكنها إلى حد ما تعتبر بمثابة محفز لزيارة المكان ومن ثم الاستمرار في التسوق في نفس المكان أيضا من البضائع الغير مخفضة والتي هي في مطلق الأحوال أكثر بكثير مما تم عرضه بالتخفيض، فصناعة الوهم تبدأ بتضخيم الحدث وطرح منتجات استهلاكية متعددة على شكل مجموعات وأكثر من قطعة يتم تغليفها مع بعضها البعض وتعرض بسعر القطعة الواحدة، وتكون النتيجة عند قراءة ملصق الصلاحية أنها تنتهي بعد اقل من شهر.
ترويج السلع
ومن جانب آخر يعتقد جابر سليمان أن هناك بعض المحلات التي تستغل العروض استغلالاً سيئاً، بعرض السلع دون توضيح السعر قبل الخصم وبعده وللأسف تلقى رواجاً لدى المستهلكين على الرغم من اقتناع الكثيرين أن أغلب السلع التي تقدمها المحلات التجارية في العروض تخلو من عنصر الجودة، وتستغل حاجة الناس الرامية للتوفير وهو ما لا يوجد على أرض الواقع، فهذا شيء غير مقبول، فعندما يتوجه المستهلك إلى المحل الذي قام بالإعلان عن وجود تخفيضات يجد أن نسبة التخفيضات إن وجدت تكون ضعيفة جداً، ولا تتماشى وكم الاعلانات واللافتات والمنشورات التي توزع على الجمهور
مسؤولية المستهلك
ويرى مجدي عبد السلام أنه كرب أسرة مطالب بتغطية كافة مستلزمات أسرته وبأقل التكاليف، لذلك يجد في العروض والتخفيضات المعلن عنها غايته المنشودة، ولكنه مع الوقت اكتشف أن ما يقوم بإنفاقه داخل محلات التخفيضات وخاصة السلع الغذائية، ليس له قيمة من ناحية الجودة ومدة الصلاحية المناسبة للاستخدام لفترة طويلة، وليس هناك ضمانات لتقديم شكاوى في حالة وقوع الضرر.
وتؤكد فاطمة زكريا أن هذه العروض ما هي إلا وسيلة للإيقاع بالمستهلكين وجعلهم يقبلون على شراء الكثير من الأشياء وقد لا يكونون في حاجة إليها، الأمر الذي يرهق ميزانية الأسرة، مؤكدة على أن المحلات التجارية تلجأ لعمل مثل هذه العروض لتسويق بضاعة راكدة عندها أو اقل جودة وليس لخدمة الجمهور، مبينة أنها سبق وأن قامت بشراء بعض السلع المشمولة في العروض الترويجية، وأنها تلفت بسرعة كبيرة لم تتوقعها، الأمر الذي جعلها لا تلجأ لشراء أية سلعة من العروض.
أسعار مخفضة
وبدورها أشارت كنده جمال أن أصحاب المحلات التجارية هم الرابح الأكبر من تلك العروض التي لا تصب في أي حال من الأحوال في خدمة المستهلك أو مصلحته، بل على العكس تماماً حيث ترفع من أرباح المحلات على البضائع المخزنة وشبه منتهية الصلاحية ربما ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية، بعد أن يتم بيعها بنظام الحزمة المكونة من 5 قطع أو 6 خاصة المعلبات الغذائية، وفيما يتعلق بالملابس والكماليات الأخرى تباع سلع نهاية الموسم المهترئة أو التي بها عيب ما أو حتى متوفرة بمقاس واحد بسعر ليس ببعيد عن سعرها الأصلي وبجودة أفضل في بداية الموسم، ومن جهة أخرى إذا كانت المحلات التجارية التي تروج للتخفيضات تهدف لخدمة المستهلك وتقيم العروض لأجله، فلماذا نجد بالمحال 80%من المعروضات لا تدخل ضمن التخفيضات، في حين أن 20%فقط هي ضمن تلك العروض.
خصومات متفاوتة
وتقول مريم عز الدين إن حقيقة التلاعب بالتخفيضات في بعض المحلات التجارية هي ممارسة على أرض الواقع ويلمسها المستهلك والمتسوق بشكل كبير، وأصبحت من المشاهدات المعتاد عليها والمشكوك في مصداقيتها إلى حد كبير، وإن وجدت تكون نسبة الخصم قليلة جداً، ولا تكون إلا على الأصناف القديمة، والتي تكون بالطبع راكدة عند المحلات، والعروض كفيلة بجذب الكثير من المستهلكين من مختلف الفئات، لأنها تجعلهم يشترون ما يريدون بأسعار أقل من الموجودة في الأيام العادية والتي لا يوجد بها عروض.
انتقاء العروض
ومن جانبه لا يمانع فؤاد مبارك من الاستفادة من العروض المخفضة والتي هي عامل جذب بالنسبة له والتي يتابع حيثياتها باهتمام من خلال الملصقات أو الإعلانات في الصحف مؤكداً أن هذه العروض تكون ملاذاً للكثير من الأسر المقيمة، خاصة التي يكون عددها كبيراً، ورب الأسرة دخله متوسط أو محدود وهي أمر جيد أن تتسابق المحلات التجارية في تقديم عروضها المخفضة، لأن الأمر في النهاية سيصب في مصلحتنا كمستهلكين، ويرحمنا من ارتفاع الأسعار الجنوني.
إحصائيات
2016
خلال العام الماضي «2016» ارتفعت أسعار مجموعة الملابس بنسبة 5.65%، وشهدت أسعار مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود ارتفاعاً بنسبة 4.17%، كما ارتفعت أسعار مجموعة الطعام والمشروبات بنسبة 2.34%، وجاء تأثير التغير في أسعار السلع والخدمات في مجموعة السلع والخدمات المتنوعة بارتفاع نسبته 2.31%، كما ارتفعت أسعار مجموعة النقل بنسبة 1.34%، كذلك ارتفعت الأسعار في مجموعة المطاعم والفنادق بنسبة 0.48%، وبنسبة بلغت 0.23%ارتفعت أسعار مجموعة الترفيه والثقافة.
بقعة ضوء
ثقافة الاستهلاك الـخاطئة وراء بدانة 177 مليون طفل
باتت منظومة «الأغذية غير الصحية» (Junk food)، من الموضوعات المهــــمة التي يجب أن تنال اهتماماً متزايداً على كل المستويات لدى شريحة المــستهلكين، لحماية وسلامة الأطفال، وبخاصة أن هناك حالياً تزايداً كبيراً في استهلاكها، لدرجة أن هذه الأغذية قد أصبحت جزءاً أساسياً من النظام الغذائي اليومي لدى كثير من الأطفال داخل الأسرة.
ويساعد في انتــــشار الأغذية غير الصحية الحملات التجارية التســـويقية والترويجية المكثفة التي تقوم بها شركات الأغذية، وباستخدام عناوين وصور إعلانية جذابة ومثيرة، وشخصيات شهـــــيرة، وهدايا ولعب أطفال مجانية، تنفق عليها مليارات الدولارات، كما تستعين بعلماء في مجال علم النفس، خاصة علم النفس التجاري، متخصصين في كيــــفية التأثير على سلـوك الأطفال، وذلك للتأثير عليهم وإقناعهم لشراء المنــــتجات التي يعلن عنها.
وفي تقرير صدر عن «منظمة الصحة العالمية» عام 2006، جاء فيه أن الترويج والإعلان المكثف للأغذية المحتوية على معدلات عالية من الدهون والسكر والملح، كان له تأثير مباشر على تحفيز وزيادة رغبة الأطفال في شراء واستهلاك هذه الأغذية.
تشير أرقـــــام منظــمة الصحــــة العـــــالمـــــية (World Health Organization) إلى أن حوالي 177 مليون طفل على مستوى العالم مهددون بالأمراض المرتبطة بالسمنة، كما تتوقع المنظمة أنه بحلول العام 2018 سيكون هناك 2.5 مليار شخص فوق سن الخامسة عشرة لديهم زيادة في الوزن.
اعرف حقوقك
يحق للمستهلك تقديم شكوى عند عدم التزام المزوّد بحقوق المستهلك المنصوص عليها قانوناً:
01
الغش التجاري والتغيير في مواصفات السلعة
02
ارتفاع الأسعار بما يتضارب مع القوانين
03
خدمات ما بعد البيع لضمان رضا الطرفين
04
عدم موافقة المزود على رد السلعة أو استبدالها
05
عدم تدوين أسعار السلع في مكان بارز عند العرض
06
عدم تزويد المستهلك بفاتورة مؤرخة بالبيانات
07
عدم توفير قطع غيار للسلع المعمرة في فترة محدودة
08
عدم التزام المزود بشروط الصحة والسلامة
09
عدم التزام بعرض ملصق مواصفات السلعة بوضوح
صفحة أسبوعية تصدر كل خميس تناقش قضايا المستهلك