أحمر ناري، وبرتقالي، وأصفر، ووردي يبهر الأنظار، ألوان لأشجار تزين طرقات وميادين دبي، تتفتح أزهارها شهوراً عدة مع بداية فصل الصيف، لتعود إلى سباتها من جديد تاركة الأغصان الخضراء كوعد بالعودة مع بداية صيف جديد.

بعض هذه الأشجار جديدة على الإمارة، والبعض الآخر منها اجتهدت إدارة الحدائق العامة والزراعة في البلدية ومختبراتها الموجودة في المشاتل التابعة لها لتحسين نوعيتها، وجعلها أكثر إزهاراً، وتنتج ألواناً مختلفة أيضاً عن الألوان الأصلية لها لأجل التنويع وإضافة عناصر جمالية مبتكرة للأشجار والشجيرات والأزهار التي تزرعها في مختلف أنحاء المدينة.

شعلة الصحراء

«شعلة الصحراء» هو الاسم الذي يطلق على شجرة البوانسيانا الجميلة التي تتفتح أزهارها الحمراء والبرتقالية المائلة للاحمرار مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة لتخفف بمنظرها الجميل حر الجو على مرتادي مختلف مناطق الإمارة، وتستمر على مدار ثلاثة أشهر تبدأ من الثلث الأخير من أبريل، وحتى نهاية يوليو، وتعتبر من السمات المميزة لشوارع الإمارة

المهندس محمد عبد الرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي، يؤكد أن شجرة البوانسيانا تأتي في مقدمة الأشجار المستخدمة في مشاريع تجميل المدينة نظراً لضخامة حجمها وجمال أزهارها الحمراء ولطول فترة أزهارها، التي خلال فترة تقل فيها النباتات المزهرة كونها فترة انتقال بين مواسم الزراعة.

لذلك تلعب أشجار البوانسيانا دوراً هاماً في تعويض نقص الزهور الحولية خلال تلك الفترة، مشيراً إلى زراعة أكثر من 25 ألف شجرة بوانسيانا في شوارع وحدائق المدينة، أكثر من 20 ألف شجرة منها في الشوارع، ونحو خمسة آلاف شجرة في الحدائق العامة، وحدائق المرافق الأخرى الواقعة تحت الإشراف المباشر للبلدية.

جمال وظل

وعدد العوضي الاستخدامات والقيمة التنسيقية لشجرة البوانسيانا موضحاً أنها تستخدم على نطاق واسع في مجال الزراعة التجميلية، حيث يتم زراعتها في صورة فردية على جوانب الشوارع، بحيث تكون مسافة الزراعة بين الأشجار داخل الصف لا تقل عن 8 أمتار.

كما تزرع بجوار المقاعد في الحدائق العامة لتوفير الظل ولجمال أزهارها، ويمكن أن تزرع في مجموعات أو كخلفية للحدائق أو حول البرك، وعادة تزرع بمسافات بينية تتراوح بين 8 إلى 10 أمتار لتتمكن من النمو بصورة جيدة وحتي لا تعيق نمو المسطحات الخضراء تحتها.

وتعتبر من أنسب الأشجار للزراعة بمواقف السيارات لتوفير الظل لحماية السيارات من تأثير أشعة الشمس وحرارة الجو، وهي أيضاً من أهم الأشجار المزهرة التي تزرع لتعويض النقص في الزهور خلال فصل الصيف، وتعتبر أفضل شجرة زينة مزهرة والأكثر ملاءمة للزراعة على جوانب الطرق والمشايات بالحدائق العامة لتوفيرها مساحات كبيرة من الظل لرواد الحدائق.

وعن مواسم تزهير البوانسيانا في الظروف البيئية لدولة الأمارات قال: «تزهر البوانسيانا على فترتين سنوياً، الأولى تبدأ من نهاية الثلث الثاني من شهر أبريل وحتى منتصف يوليو سنوياً والتي تعتبر فترة ازدهار وتألق لهذه الشجرة حيث تتميز هذه الفترة بغزارة الأزهار المتكونة، أما الفترة الثانية فتبدأ خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وهي فترة تتميز بالتزهير الخفيف إلى المتوسط ويزهر في هذه الفترة نحو 40 % من الأشجار.

وأشار إلى أن أشجار البوانسيانا من الأشجار التي تتكاثر بالبذور حيث تبلغ نسبة إنبات البذور نحو 70 % وننصح هنا بضرورة انتخاب الأشجار السليمة القوية الخالية من الآفات الزراعية الغزيرة التزهير لجمع البذور الناضجة منها لضمان إنتاج شتلات قوية ذات مواصفات جيدة .

كما أن نقع البذور في الماء لمدة 24 – 48 ساعة قبل زراعتها يساعد علي زيادة نسبة إنبات هذه البذور، مؤكداً على أهمية دور أعمال الرعاية والصيانة الزراعية لأشجار البوانسيانا في المحافظة عليها وضمان استدامة نموها وإزهارها، حيث يجب الاهتمام بأعمال الري والتسميد العضوي والكيميائي والتقليم ومكافحة الآفات الزراعية التي تعتبر من العوامل الهامة المحددة لنجاح زراعة أشجار البوانسيانا.

تطعيم

وأضاف: «إننا في إدارة الحدائق العامة والزراعة يقوم فريق عملنا بجهود طيبة لإنتاج صنف جديد أشجار البوانسانا يتميز بأزهاره الصفراء بمشاتل البلدية من خلال تطعيم هذا الصنف على أصل من البوانسيانا الحمراء ليكون أكثر تحملاً للظروف البيئية من حرارة ورطوبة والتي من المتوقع أن تكون جاهزة للزراعة بشوارع المدينة في نهاية العام المقبل».

عناقيد صفراء

«الكاسيا فستيولا» واسمها العام Golden Shower Tree وهي شجرة أخرى جميلة أخرى تتبع العائلة البقولية وتتميز بأزهارها الصفراء الذهبية المتدلية التي تغطي أفرعها، وهي مزروعة في العديد من المواقع والحدائق، كالتقاطع الثالث على شارع الشيخ زايد، وتقاطعات القرهود، وحدائق: الخور وبحيرة البرشاء وزعبيل، وبالقرب من أبراج الإمارات، وتزهر هذه الشجرة خلال أبريل ومايو ويمكنها أن تزهر مرة أخرى خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.

وتتكاثر شجرة الكاسيا فستيولا بالبذور التي تنبت بعد 14 يوماً من تاريخ زراعتها، وتبلغ نسبة إنبات بذورها نحو 65 %، ويمكن رفع نسبة الإنبات من خلال نقع البذور في الماء البارد أو الساخن أو معاملتها بحمض الكبريتيك المركز ما يرفع هذه النسبة إلى أكثر من 8 %.

ولفت العوضي إلى أن هذه الشجرة لها العديد من الفوائد والاستخدامات فإضافة إلى كونها من الأشجار الجميلة المناسبة للزراعة في حدائق القصور، والفنادق، والحدائق المنزلية، والحدائق العامة، والشوارع، والميادين.

حيث يمكن زراعتها على جوانب الشوارع في صورة فردية بمسافة تتراوح بين 8 إلى 10 أمتار، كما يمكن زراعتها في مجموعات شجرية تتكون كل مجموعة من نحو 3 إلى 5 أشجار على ألا تقل المسافة بين الشجرة والأخرى داخل المجموعة عن 5 أمتار.

استخدامات طبية

وتعتبر أصلاً جيداً ليطعم أو يركب عليها أشجار الكاسيا ندوزا لوجود توافق بينهما ينتج عنه إنتاج أزهار غزيرة ذات مواصفات جيدة حيث يظهر حالياً تفوق أزهار الأشجار المطعمة عن الأشجار البذرية من حيث جمال الأزهار وتركيز لون أزهارها وغزارتها وطول فترة بقائها على الأشجار، ويحتوي لب ثمار الخيار شمبر على نسبة عالية من السكريات.

وقد استخدم قدماء المصريين لب ثمار الخيار شمبر في تحنيط الموتى، كما أن للب استخدامات طبية حيث يستخدم لعلاج حالات الإمساك وأمراض الفم وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن لب الثمار يستخدم كملين خفيف لحالات الإمساك.

«جافانيكا».. أزهار تُضاعف ملامح الجمال

تحدث المهندس محمد عبد الرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي عن شجرة مزهرة وتتميز بجمال وروعة أزهارها وهي شجرة الكاسيا جافانيكا، التي يعتبرها من الأشجار الواعدة التي سيكون لها دور هام في مشاريع البستنة خلال المرحلة المقبلة لجمال أزهارها، وطبيعة وطريقة إزهارها، حيث تزهر بشكل منتظم على جانبي الأفرع.

وقال: «نؤكد على أن كافة أشجار الكاسيا ندوزا المزروعة في الإمارة هي أشجار مطعمة على أصل من الكاسيا فستيولا الذي يتميز بقوة النمو والتوافق بين الصنفين، وتعتبر من أجمل أشجار الزينة التي تم إدخالها مؤخراً خلال الربع الأخير من عام 2014 في مشاتل البلدية، وتمت زراعتها في حديقة الخور، وحول دوار زعبيل، ومقابل مبنى اتصالات بشارع عمر بن الخطاب.

كما تمت زراعتها خلال العام الماضي بتقاطعات زعبيل الثاني، ووافي، وبعض الحدائق، وتتميز بكثافة تزهيرها وتكوينها للأزهار في نورات في خطين متوازيين حول الأفرع خلال الفترة من بداية مايو وحتى بداية يوليو وهي ملائمة للزراعة بالحدائق العامة وشوارع المدينة والحدائق المنزلية والقصور والفنادق وتتكاثر حضريا بالتطعيم بالشق أو اللصق أو القلم وتعطي أفضل تزهير عند تطعيمها على الكاسيا فستيولا لوجود توافق بينها وبين هذا الأصل ينتج عنه قوة النمو وكثافة الأزهار ونقاوة ألوانها وزيادة فترة بقائها على الشجرة، وتخطط الإدارة لزراعتها بتقاطعات المدينة وشوارعها الرئيسية خلال الفترة القليلة المقبلة.