«ما تابْ» حنينُ القلب وغِواية الربابة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لكلّ قصيدةٍ بديعةٍ بيتٌ بديعٌ هو مفتاحُ أسرارها ومَجْمَعُ أنهارها، يُوْدِعُ فيه الشاعر جمرةَ قلبه وذَوْبَ حُشاشته، ويختزنُ فيه أشجانَ روحه ولواعج خافقه، وفي هذه القصيدة المرهفة «ما تاب» كان البيت الأخير هو الجوهرة الختامية التي ازدان بها هذا السّمط الإبداعي الفريد:

قالوا يموت الّلي يجرّ الربابة

واصابعه تلعب على القوس ما تاب

وهذه القصيدة عربيةُ الروح والوجه واللسان، يُحلّقُ فيها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مثل نَسْرٍ في سماء الحبّ الصافية، ويرنو بعينيه الحادّتين إلى يَمامته البيضاءِ وهي تتيهُ عليه دلالاً وجمالاً، وتشعر بقيمتها وهي ترى هذا الفارس العاشق الشجاع يحوطُها بقلبه وسيفه، وهي تَخْطِرُ مثْلَ ظبيةٍ فاتنة الطرف، وترمقُه بجفنها الذابل الوَسْنان كي تزيدَ جمرةَ قلبه توقُّداً، ونيران جوانحه اشتعالاً، لتأخذنا هذه الحالة الرائعة من الحب الصامت والدلال الذكي إلى صوت ابن الفارض وهو يُعبّر عن قلبه المُلذّع بجفاء الحبيب ودلاله حين يقول:

تِهْ دَلالاً فأنتَ أهلٌ لذاكا

وتحكّمْ فالحُسْنُ قد أعطاكا

ولكَ الأمرُ فاقضِ ما انتَ قاضٍ

فَعلَيَّ الجمالُ قد ولّاكا

يُحْشرُ العاشقونَ تحت لوائي

وجميعُ المِلاحِ تحتَ لِواكا

إنّ الحب الصادقَ والعشق العفيف في الثقافة العربية الإسلامية هو واحدٌ من أرقى المسالك الأخلاقية وأكثرها دلالة على النبل والفروسية وسموّ الروح، وكم تمدّحتْ فرسان العرب في الجاهلية والإسلام بهذه المَنْقَبَة الجميلة التي كانت صِنْوَ الفروسية وعلامة الشجاعة والكرم، وكانت تحتملُ بقلب صابر خاشع جفاء الحبيب ودلاله وترى فيه وجهاً آخر للمحبة الراسخة والوفاء الخلّاب:

وبكى وعانقني وقال عَدِمْتَني

إنْ كان لي جَلَدٌ على الهجران

قُلْ ما تشاءُ ولا تَغِبْ عن ناظري

وفِداكَ ذُلّي في الهوى وهواني

وإن من عجيب ما وقع في الثقافة العربية الإسلامية أن يكون أكابر الفقهاء والعلماء هم أبدع الناس تصنيفاً في وصف لواعج الحب ومصارع العشاق، فها هو الإمام محمد بن داود الظاهري (ت296هجرية) من أعيان عصره في اللغة والأدب والفقه، قد صنّف كتابه الشهير «الزهرة» الذي أجاد فيه أيّما إجادة في الحديث عن نظرة العرب للحب، وكيف أنهم يستعذبون ذُلّ الحجاب من المحبوب، وينوحون كما تنوح الثكالى تفجُّعاً على فراق الأحباب، وهم الفرسان الشجعان، فلا عارَ في الحب، ولا عار في التذلّل على أعتاب الحبيب، وإنّ من أجمل الأبواب التي عقدها في كتابه هو الباب السادس الذي سمّاه «باب التذلّل للحبيب من شِيَم الأديب» ذكر فيه طائفة بديعة من رقائق الأشعار التي جاشت بها صدور الشعراء الذين يستعطفون الحبيبة الهاجرة، ويصفحون عن جفائها، ويعلنون أن التوبة عن الحب هي مما لا يدخل تحت الاستطاعة، ومن جميل ما ذكره من ذلك قول قيس بن المُلوّح الشهير بالمجنون حيث يقول:

عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي

فإني وإن لم تَجْزني غيرُ عاتبِ

عليها ولا مُبْدٍ إليها شِكايةً

وقد يشتكي المُشْكى إلى كلّ صاحبِ

يقولون تُبْ عن حُبّ ليلى وذكرِها

وما خِلْتني عن حبّ ليلى بتائبِ

وبعد ابن داود كان ابن حزمٍ الظاهري (ت456هجرية) شيخ الأندلس وإنسان عين الزمان في عصره، يكتب كتابه البديع «طوق الحمامة في الأُلفة والألّاف» الذي نضَّر به وجه الحب والمحبين، وتفنّن في الدلالة على منازل الحب وما يعترضها من الدلال والجفاء والهجر والوصال حتى غدا كتابه آيةً كبرى من آيات علم الحب وفنون العشق، وقد فُتن به الناس فتنةً جعلت من صاحبه عَلَماً من أعلام الإنسانية يحتفي به أهل الغرب احتفاء يفوق حفاوة أهل الشرق في إشارة واضحة إلى أن الحب في جوهره هو أخلاقية إنسانية نورانية شفيفة تهفو إليها القلوب الصافية والأرواح السابحة في الفَلَكِ الدوّار.

وأمّا كتاب «مصارع العُشّاق» فهو من تصنيف إمام من أئمة الحديث هو أبو محمد جعفر بن أحمد السرّاج (ت500هجرية) جمع فيه من مستطرف الأشعار ونوادر القصص ما يملأ القلب رحمة وإجلالاً لهؤلاء العشاق الذين قضوا نحبهم وهم يكتمون لواعج القلب ونيران الغرام، في عمق دلالة على أصالة هذا الشعور الإنساني النبيل في قلب الإنسان، ولقد صدّر السراج كتابه هذا بقوله:

هذا كتابُ مصارع العُشاق

صرعتْهمُ يوما: نوىً وفِراقِ

تصنيفُ مَنْ لذع الفراقُ فؤاده

وتطلّبَ الراقي فعزّ الراقي

فإذا تصفّحه اللبيبُ رثى لهم

أسرى الهوى أيِسوا من الإطلاقِ

على خُطى هؤلاء العُشاق الكبار سار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وكتب هذه القصيدة البديعة التي تذوب رقة وعذوبة وحنيناً، وتنظر بعين القلب إلى رضا الحبيب، وتُصوّر لوعةَ الروح والنارَ المشبوبة بين الجوانح، مع استعذاب هذا العذاب الذي هو أشهى من الماء الزلال حين تفيض به ثنايا الحبيب العذبة مثل نبعة العسل الصافي التي تتنعش بها الروح، وتسري حميّاها في القلب الذي شاب وهو يرتّل آيات الشوق في محراب الحبيب:

شبّت وشابْ القلبْ مِللّي شَبابهْ

شبّْ بحشايهْ مِن لظى الشوق شبّابْ

امعذّبَنّي غير عَذْبٍ عذابهْ

واعذبْ عذابي من ثناياه لعذاب

في هذا المطلع يتجلّى سحرُ اللغة (النبطية) البدوية التي لا يفهم مَرامزَها إلا من عاش أدقّ خفاياها، ومهما حاولت الكتابة الشعرية أن تؤدي المعنى المستكنّ فيها فإنها تظل قاصرة، فشعر البداوة شعر مسموع، والمعاني إنما تتضح أكثر بطريقة الأداء الصوتي حيث يختزن الصوت كثيراً من الدلالات الخفية، فإذا فازت هذه القصيدة بالغناء على جَرّة الربابة من صوتٍ شجيّ حزين، فهناك تقوم قيامة القلب حين يسمع هذا الغناء الحزين الذي يشبه جُواحَ الذئب المطعون، فالبدوي ما أحب الذئب إلا لصوته الحزين حين يفقد أنثاه.

ثم ينعطفُ صاحب السموّ إلى السرّ، سرّ الحب الذي غمر روحه فإذا هو التشابه الذي يصل إلى درجة التماهي، فهما روحان واحدة رغم السكنى في جسدين، وإذا سر الجاذبية هو هذا التشابه وهذا التعارف الذي كان وما زال وسيبقى سبباً وحيداً للألفة بين الأرواح كما ثبت في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، وهو ما عبّر عنه بعض المتصوفة أروع تعبير في قوله:

يا نسيمَ الرَّوح قولي للرشا

لم يَزِدْني الوِرْدُ إلا عطشا

لي حبيبٌ حبُّه ملء الحشا

لو يشا يمشي على خدي مشى

روحه روحي وروحي روحه

إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشا

وقديماً كان الشعراء العرب يعبرون عن جرح القلب من نظرة الحبيب بالسهم المصيب كما قال المتنبي في رائعته المشهورة:

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي

وللحبّ ما لم يبقَ مني وما بقي

وما انا ممّن يدخلُ العشقُ قلبَه

ولكنَ من يُبصرْ جفونك يعشقِ

وفي هذه القصيدة يطالعنا صاحب السموّ بمثل هذه الصورة البديعة في قوله:

صوّبْ وصوّبني بصايبْ مِصابهْ

مصيوبْ من عينِه ورِمشه والاهداب

ثم يزداد الإفصاح عن طبيعة هذه العلاقة التي يكتفي فيها العاشق بكلمة مكتوبة من الحبيب، وقديماً كان العشاق يرفعون كتاب الحبيب إلى العين والرأس تعبيراً عن جلالة مكانته في القلب، فالكلمة الواحدة من الحبيب يطير بها القلب ويفرح بها ويكتفي بها عما سواها من كلام الآخرين (وبه الكفاية عن محبين واحباب).

فإذا غاب الحبيب كان الطيف هو السلوى للروح، واستمع إلى صاحب السموّ كيف يُهلّي ويرحّب بالطيف وتهشّ له الروح، فهو أثر الحبيب حين يغيب الحبيب:

والطيف لي طايف يطوّفْ هلا بِهْ

يا طايف الاطياف لكْ طيفْ مِرتاب

وقد أكثر الشعراء العرب من مناجاة الطيف، لا بل إن الشريف الرضيّ صنّف كتاباً كاملاً سمّاه «طيف الخيال»، استقصى فيه كثيراً من الشعر الذي كانت الشعراء تلهج به تعبيراً عن الحنين إلى الحبيب الغائب من خلال طيفه الحاضر، ومن أجمل الأبيات التي ذكرها في هذا السياق قول البحتري في وصف الطيف وكيف أنه حضر للحبيب وهو في جبل عرفات:

أحْبِبْ إليّ بطيفِ سُعدى الآتي

وطُروقهِ في أعجب الأوقاتِ

أنّى اهتديتَ لمُحْرمين تصوّبوا

لسفوح مكةَ من رُبا عرفاتِ

ذكّرتنا أرضَ الشآمِ وعيشَنا

بين القِبابِ البيضِ والهضباتِ

حتى إذا غاب الطيف، واشتاقت الروح للحبيب، كان عطره هو الذكرى الجميلة، وكم بكى الشعراء على تلك الرائحة الزكية التي تنبعث معها صورة الحبيب، وكم تمنى الشعراء لحظة شميم لعطر الحبيب، وهو ما عبّر عنه صاحب السموّ بقوله:

أطيبْ منَ اطيبْ طيبْ طاب بمطابِهْ

طيبِهْ بْلَيّا طيبْ به تطيب الاطيابْ

فالحبيب ليس طيّب الرائحة فقط، بل هو أطيب من كل طيب، وقديماً وجد يعقوب عليه السلام ريحَ يوسف على بُعْدِ المسافة، لأن قلبه كان مملوءاً بحبه:

وريحُ يوسفَ لا تأتي نسائمُها

إلا لقلبٍ هواه كان يعقوبا

ولا يفتخر العاشق الصادق بشيء مثل افتخاره بكتمان سرّ الحبيب، فهو علامة الوفاء والحِفاظ، وهو دلالة كرم الأخلاق، ولا يبوح به العاشق إلا إذا غُلب صبره، فإنه يخاف أن يموت كَمَدا، وقد عبّر سموّه ومن خلال صورة عميقة التأثير بأنّ سرّ الحبيبة مكتوم لا يهتدي إليه أحد مثل إبرة مخفيّة في ظلام الليل كناية عن شدة الكتمان، لأن إذاعة السرّ ليست من شيَم الكرام ولا من خلائق الفرسان:

سِرّي وسرِّهْ سِرّْ ما يِنْحكى بهْ

إبرهْ ف ظلامْ الليل في بَحْرْ عبّابْ

وبإحساس الفارس الشجاع يعترف صاحب السموّ بأنه مغلوب أمام دلال الحبيب، (ومن غالب الغلّاب يغلبه غلّاب)، ثم يُعزّي نفسه وسامعه بأن الحبيب جدير بهذا الحب والدلال، فهي ظبية خنساء تقود سِرْباً من الظباء الحِسان، وتشعر بدلالها، وتتصدى للحبيب ثم تغيب ثقة بمكانتها المكينة في قلبه، وهو يطلبها كلما لاح له وجهها الساحر الخلاب:

ظَبيٍ يِقودْ السّرْب واتبع سرابه

يِبْعِدْ وانا له كلمّا لاح طلّابْ

وما أبدعَ هذا الجناس اللطيف بين السرب والسراب، ومثله في الدلالة الفنية المطابقة بين «يبعد» و«طلّاب» فهما دالان على شدة الرغبة وصدقها، وعدم الاستسلام لجفاء الحبيب وهجره المقصود، وهو ما جاء التصريح به في البيت التالي حيث تعلو نبرة لا تخلو من الشجن الحزين رغم نبرة الفروسية والتصميم على عدم التراجع مهما كانت التضحيات:

يا هاجري هَجْرك هِجير ومَهابه

ومِنْ حَرّْ هجرك هاجري ذُقت الانشاب

فهو رغم اعترافه بأن نار الهجر مثل نار الهجير وهو الحرّ الشديد، لكنه مع ذلك لا يهاب، بل يظل مصمماً على بلوغ المراد، والوصول إلى عين الحب كي يرتوي منها القلبُ الذي ذَبّلهُ الحب والحنين، وهو ما جاء مصرّحاً به في البيت التالي:

أرويتني منك الرّيا يرتيا به

وما أرويتني والريّ في ايديك سكّابْ

فالحبيبة بخيلة بالوصل، وهو مما تتمدّح به العرب في عشقها فهم لا يحبون المحبوبة المبتذلة، يقنعون منها بالنظرة العجلى والوعد الممطول، وهو ما عبّر عنه جميل بثينة بقوله:

وإني لأرضى من بثينة بالذي

لو أبصره الواشي لقرّت بلابله

بلا وبألّا أستطيع وبالمُنى

وبالوعدِ حتى يسأمَ الوعدَ آمِلُهْ

وبالنظرة العَجْلى وبالحول تنقضي

أواخره لا نلتقي وأوائله

ثم يُفصح صاحب السموّ عن سرّ السرّ في هذا الحنين وهو أن الحبيبة محجوبة عن عينه في خدر الستر والعفة والصيانة، فهو لا يجد إلى اللقاء سبيلاً، فيذوب قلبه وتتخدّر أعصابه في إشارة إلى معاناة القلب والروح من غياب الحبيب:

محجوب عني في خدورْ بحجابهْ

متخدّرٍ في خدور وتخَدّر اعصابْ

وحين نصل إلى هذه النقطة التي تلوح عليها أعلامُ اليأس والقنوط من لقاء الحبيب تكون مُفاجأة القصيدة غير المتوقعة حين يقرع الحبيب على الباب ويأتي به عالم الغيب فينقلب إيقاع القصيدة نحو أفق جديد من العتاب والحب والتأكيد على رسوخ الحب في قلب هذا الفارس الشجاع الذي سيندفع نحو الحبيبة مثل السيل الهادر الذي يطوي البِطاح ومثل مُهْرٍ برّي يسبح في الصحراء كي يشم رائحة الحبيبة ويرى كُحْلها الجميل، مؤكداً أنه سيطوي البيد طية لا تستطيعها الأسود والسباع في إشارة إلى الشجاعة والتصميم على بلوغ المراد:

ولي غاب عني غايب الغيب جابهْ

ومن عُقُبْ غيبه وغيبته دقْ ع الباب

باجيه بطحا سيل هادر عِبابه

وبطويه طيّهْ ما طووها هَلِ الناب

ثم يُقدّم صاحب السموّ القُربان الأكبر للحبيبة حين يقول في لغة عذبة لا تخلو من حزن الفرسان وشجاعتهم ووفائهم:

وبابيع نفسي والعمر في طِلابهْ

ومن باع نفسه هانْ له قطعْ لِرْقاب

ولا شيء في الدنيا يدفع الفارس للمجد مثل زغرودة يسمعها من الحبيبة مريوشة العين، وما أجمل قول الشاعر في هذا المعنى الجميل:

إلكْ كانت يا حُلْوَ الطول طَلّات

عليها زَغردتْ مَرْيوشةَ العين

ورغم كل هذا الحب، فلا بُدّ من لحظة عتاب بين الحبيبين: عتاب يغسل القلب بصابون المحبة، ويفسر القصة من أساسها وهي أن الوشاة والحسّاد هم الذين أفسدوا ما بين الحبيبين، وهي سُنّة ثابتة لا تتغير عبّر عنها ابن زيدون تعبيراً رقيقاً حين قال في قصيدته النونية الشهيرة:

غِيظَ العِدا منْ تَساقينا الهوى فدعَوْا

بأنْ نَغَصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلّ ما كان معقوداً بأنفسنا

وانبتّ ما كان معقوداً بأيدينا

وفي هذه القصيدة يقول صاحب السموّ وبإيقاع هادئ يليق بلحظة العتاب:

لا تعتذر عِذرك ما يَعذر ولا به

سِبَبْ على بُعدك تِسَبّبْ لكْ اسْباب

طِبْعِك ما يتغيّر وما من غَرابه

وما هِي غريبه أن تسمّع للاغراب

ثم كانت خاتمة القصيدة البديعة التي كانت تفســـــــــيراً لكل شيء، وإغلاقاً لباب العتاب، وتعبيراً عن الخبرة العميقة بالحياة حين ختم هذه القصيدة الشجية بقوله:

قالوا يموت اللي يجِرّ الربابه

واصابِعِهْ تِلْعَبْ على القوسِ ما تابْ

 

Email