مقيمون:لمسنا قيم التسامح بأرقى معانيه

■ تعدد الثقافات يعزز مشاعر احترام الآخر | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مقيمون في الدولة أن قيمة التسامح باتت واقعا ملموساً في الدولة من خلال معايشتهم اللصيقة بالمجتمع الإماراتي الذي اتخذ من هذه القيمة سبيلاً لتعامله مع الآخر، كل ذلك بفضل دعم وجهود قيادة الدولة في ترسيخ هذه القيمة النبيلة التي جعلت الدولة تتبوأ مراكز متقدمة في التسامح والتعايش السلمي.

مشيرين أن التسامح بات حقيقة ملموسة يجب تعاطيها، انطلاقاً من سنة الوجود التي اقتضت أن يكون المجتمع الإنساني في شكل تجمعات بشرية وهي إن اتفقت فيما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمع والحرص على البقاء والرغبة في التمكن من مقومات الحياة والسعي في إقامة التمدن والعمران والتوق إلى الارتقاء والتقدم.

فإنها قد تباينت فيما تنفرد به كل مجموعة من خصوصية عرقية ودينية وثقافية، لذلك فإن ثقافة التسامح في دولة الإمارات ليست شعاراً احتفالياً بل تعد أرضية أساسية لبناء المجتمع وإرساء قواعده، فالتعددية والديمقراطية وحرية المعتقد وقبول الاختلاف في الرأي والفكر وثقافة الإنسان وتقدير المواثيق الوطنية واحترام سيادة القانون، تعد خيارات وقيماً إنسانية ناجزة لا تقبل التراجع ولا التفريط ولا المساومة.

عطاء متبادل

وفي السياق يؤكد يوجين ماين من الهند، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تريستار» الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية والنقل البحري: إن استقراره منذ عام 1976 في دولة الإمارات من أكثر التجارب الحياتية إلهاماً بالنسبة له.

وستظل هي الأغنى فكراً وتقارباً وفي مقدمتها ثقافة التقدير والتسامح مع الآخر التي هي بمثابة نشاط يومي بصورة ارتجالية لا يتوقف عندها الكثير من الإماراتيين والمقيمين الذين نشؤوا وترعرعوا على هذا النهج الذي وضعت أركانه بعناية واهتمام القيادة الرشيدة في الدولة ورسخت وصايا وتشريعات واضحة في معانيها الأصيلة.

والتي تخاطب جوهر الإنسان وتحرك مشاعرة كي يكون أكثر محبة وتعاطفاً مع الآخر، ويقدم الاحترام والتقدير وينبذ النعرات الهادمة التي تدعو للتفرقة والطائفية وفقاً للجنسية أو الديانة. إن أكثر ما يميز الإمارات أنها دولة تحتضن كافة الثقافات وتحرص على تقديرها من خلال تكوين العلاقات الوثيقة وإيجاد الروابط المشتركة ونقاط الالتقاء المغلف بقدر كبير من التسامح والمشاعر الإنسانية المستندة إلى روح التكاتف والصداقة الخالصة وهذا ما لمسته بالفعل.

حوار الحضارات

من جانبها تشير الإسبانية ستيفانيا برونوري المدير المؤسس لموقع «يوغا فيتنس» إن الحوار في معناه الصحيح لا يقوم ولا يؤدي إلى الهدف المنشود إلا إذا كان هناك احترام متبادل بين أطراف الحوار، واحترام كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر. وبهذا المعنى فإن الحوار يعني التسامح واحترام حرية الآخرين، واحترام الرأي الآخر لا يعني بالضرورة القبول به.

وليس الهدف من الحوار مجرد فك الاشتباك بين الآراء المختلفة أو تحييد كل طرف إزاء الطرف الآخر، وإنما هدفه الأكبر هو إثراء الفكر وترسيخ قيمة التسامح بين الناس، وعالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى، نظراً لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة.

أهمية الاختلاف

وقال نيراج أغراوال من الهند المدير التنفيذي في شركة الهلال للمشاريع: عندما يحتفي العالم بالتسامح في يوم واحد تتاح للشعوب أن تتشارك أحلامها وآمالها، وأن تسعى إلى تحويل التسامح ثقافة وأسلوب حياة تضمن لنا ولأجيالنا القادمة حياة أفضل. إن تجارب التاريخ تعلمنا أن الاختلاف ضرورة لإثراء التراث البشري ومنجزاته، والتسامح يعني أن نفهم أهمية هذا الاختلاف كدافع للتواصل والتفاعل وليس سبباً للكراهية.

لقد بنت الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في التسامح عندما جمعت على أرضها أكثر من 200 جنسية لتبني تجربة حضارية أصيلة الجذور وعالمية التأثير. يجب أن نتذكر دائماً أن التسامح ليس مجرد ترف أو خيار بل ضرورة لا غنى عنها في مسيرة البناء والتطوير والتنمية على مستوى العالم أجمع.

استشراف المستقبل

وقال الأميركي آرثر كوزاد، الرئيس التنفيذي لأسواق الشرق الأوسط بشركة «سيجنا العالمية للخدمات الصحية»: إن قيادة الإمارات عملت بكل جهد على إسعاد مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وتحقيق الإنجازات التي يشار لها بالبنان في العالم.

ولقد أسهم هذا الفكر الفذ الذي يستشرف المستقبل في تحقيق قفزات نوعية في العديد من المجالات، في مقدمتها الاقتصاد، حتى أصبحت الإمارات في فترة وجيزة منذ تأسيسها حتى الآن محط أنظار العالم تسعى كافة الدول المتقدمة إلى تعزيز علاقات التعاون معها، بعد أن أسهمت العلاقة الناجحة القائمة بين القيادة والشعب والمبنية على أسس سليمة في تحقيق الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما الدولة.

حيث سعت القيادة السياسية دوماً لتكريس ذلك النمط من التعامل المباشر بين القيادة والشعب، إيماناً منها بأهمية الإبقاء على التقاليد الأصيلة في التعامل، ونلمسها في مجالسهم التي أصبحت عبارة عن منابر مشرعة لتبادل الآراء وطرح الأفكار والمبادرات التي تهم المجتمع ككل.

حيث يلتقي فيها عامة الشعب معهم ليناقشوا مجمل الهموم والقضايا ويتبادلوا الرأي في جو تشيع فيه الديمقراطية وتلتقي فيه كافة الرؤى المختلفة، حتى غدت تلك المجالس رديفاً للحراك المجتمعي لما تتميز به من بساطة في الطرح وشفافية في التعامل.

دعائم التنمية

ويعتقد الأسترالي جلين نوبس المدير العام لفندق كوبثورن دبي أن منظومة التسامح العالمية تسير بالتوازي مع مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتعايش والتسامح في إطار التداول الاجتماعي والديني والسياسي وتنظر لهما على أنهما وجهان لعملة واحدة، بحيث يصعب الحديث عن أحدهما دون الآخر.

إذ لا يتصور تعايش بلا تسامح، كما لا يتصور تسامح بلا تعايش فهما يحققان بالأساس أرضية للحوار والتفاهم بين الديانات والثقافات المختلفة. كما يحققان أساساً للاستقرار والأمن الاجتماعي وحتى الاقتصادي أيضاً. ثم إن التعايش والتسامح يشكلان حاجزاً قوياً ضد كل نزعات العنصرية والتمييز والتفرقة، والتطرف والتشدد.

حيث إنه حينما يلمس المجتمع بكل أطيافه وتشكيلاته العرقية واللغوية والدينية آثار التعايش والتسامح التي أبقت على تماسك المجتمع واستقراره، لا يبقى أمام الفكر المتطرف أي باب ليدخل منه.

أفكار إبداعية

ويشير الألماني كاسبار هيرزبيرغ، رئيس شنايدر إلكتريك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن مهمة تعزيز الروابط الإنسانية بين الشعوب ونشر قيم التسامح والتواصل، باتت واحدة من أهم محاور عمل الشركات العالمية. هذه الشركات التي تعمل في بلدان مختلفة وضمن ثقافات مختلفة أيضاً تدرك من تجربتها التاريخية أهمية التنوع والاختلاف لبناء النجاح في الأعمال وتوليد الأفكار الإبداعية. ن

حن في «شنايدر إلكترك» نعتبر أنفسنا جسراً للتواصل وتقريب وجهات النظر وقاعدة للتعاون لما فيه خير الجميع. ولقد اخترنا أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي قاعدة لعملياتنا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك لما تتمتع به الإمارات من سمعة ومكانة عالمية في تعزيز قيم التعايش والتسامح بين أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرضها.

لقد أصبحت قيم التسامح مؤشراً واضحاً لاستدامة الأعمال لما توفره من مناخات مستقرة وبيئة تحفيزية جعلت من الإمارات في مقدمة الدول التي يفضلها الناس من حول العالم للعيش والعمل، كما أصبحت هذه القيم أيضاً مؤشراً على كفاءة المنظومة البيئية والتشريعية للدولة، وأحد أهم عوامل جذب الاستثمارات الأجنبية.

تعزيز التنوع

وتقول الهندية شبانة فيصل، مؤسس مشارك ونائب رئيس مجلس الإدارة كيه إي أف القابضة: أقيم في الإمارات منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، وأفخر كثيراً بالقول إنها تمثل بالفعل حاضنة للعديد من الثقافات من جميع أنحاء العالم. فالإمارات تحتضن الأفكار الجديدة مع احترامها للتقاليد والقيم .

كما تحافظ على توازن فريد من نوعه وهو حجر الزاوية في نجاحها. ولا يسعني إلا أن أعبر عن إعجابي العميق بالرؤية المستقبلية للحكومة الإماراتية التي تعمل بجهد على تعزيز التنوع والتسامح والسعادة لبناء مجتمع عصري ومتناغم لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها.

وتضيف شبانة: اليوم، وبفضل المبادرات المختلفة التي أطلقتها دولة الإمارات، بما في ذلك برنامج التسامح الوطني، وتعيين أول وزير للتسامح في العالم، برزت البلاد بوصفها نموذجاً يحتذى به للعديد من الدول، وقدمت مثالاً رائعاً على كيفية التعايش بين أناسٍ ينتمون لخلفيات وثقافات متنوعة. وإذ نحتفل باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر، دعونا جميعاً نفكر كيف يمكننا كأفراد أن نعزز من هذه القيم السامية.

يشير الفرنسي تيري بريفوست، المدير التنفيذي لقطاع الأزياء ومتاجر الأقسام في الفطيم للتجزئة، إلى أنه وخلال استقراره في الأمارات وتحديداً بدبي، فقد التقى العديد من الناس ومن مختلف الديانات والأجناس، ما ساهم في تكوين تجربة غنية بالمشاعر والاحترام للآخر وهو الوئام في سياق الاختلاف.

 

Email