تعطلت مركبته يوماً على الطريق، فقرر أن يعكف على تطوير طائرة من دون طيار وتطويعها لخدمة السائقين المتعثرين في الطرقات، لتمكنّهم من إصلاح العطل والمضي قدماً في طريقهم، سواء إلى العمل أو إلى المنزل أو لأي غرض كان، هذا الإبداع سيوفر الكثير من الوقت والجهد والقلق وعناء الانتظار على السائقين، فضلاً عن تقليل الازدحام بسبب تعطل السيارات على الطريق.

المهندس الإماراتي المتخصص في الميكاترونكس مشعل المرزوقي، قرر إنشاء مشروعه الخاص، إضافة إلى إنشاء لوحات إرشادية تعريفية بطرائق ذكية وغير تقليدية، وإعداد تقنيات تفاعلية تسمح للمتدربين على السياقة بارتداء نظارة تفاعلية، يستطيعون من خلالها التدريب على السياقة من مكانهم دون الحاجة إلى الخروج إلى الشوارع والميادين العامة.

المرزوقي، الذي عكف على استقطاب الحلول للتحديات المعاصرة وتطوير الحلول القائمة، بالتنسيق والتعاون مع العديد من الجهات الحكومية، قرر أن يجد حلاً يُسعف السائقين، فطوّر طائرة من دون طيار، وزوّدها بنظام الذكاء الاصطناعي، وربطها بتطبيق يمكن تحميله على الأجهزة الذكية، ويتيح للمستخدمين إمكانية تحديد الأعطال التي يعانونها بغرض طلب المساعدة.

تلك الأعطال تشمل أعطال الإطارات ونقص البترول، وانتهاء بطارية السيارة، وكل الأعطال الخفيفة والمتكررة.

وقال: «إن الهدف من هذه الطائرة يتمثل في رفع نسبة السعادة بين مستخدمي الطريق»، لافتاً إلى أنه سيحدد محطات البترول مقراً للطائرة التي سيزودها بخصائص ذكية مربوطة بتطبيق ذكي، يمكّنها من تلقي الأوامر وتجهيز الحلول للأعطال المطلوبة، بعدما يحدد المستخدم ويختار نوع العطل على التطبيق المحمل على هاتفه الذكي، كما يمكنه دفع ثمن الخدمة الرمزي عن طريق التطبيق ذاته، ثم تتوجه إليه الطائرة محملةً بالمعدات اللازمة لإصلاح العطل في وقت زمني قصير مقارنة بالطرائق التقليدية.

وأعرب المرزوقي عن أمله بأن تتبنى إحدى الجهات المعنية ابتكاره، ليتمكن من تنفيذه وتعميمه وتطويره للاستفادة منه وإسعاد المجتمع، انطلاقاً من توجّه الدولة نحو الذكاء الاصطناعي.

ولم يقف إبداع المهندس الشاب الإماراتي عند حد هذا الحد، فطموحه الذي يلامس السحاب جعله يعكف حالياً كذلك على تنفيذ تطبيقات تخدم أصحاب الهمم، وتعينهم على الاعتماد على أنفسهم، وقضاء شؤون حياتهم ليكونوا شريكاً في نهضة دولتنا.

جوائز

مشعل المرزوقي هو أول خبير ومحكم دولي في مجال هندسة الميكاترونكس على مستوى الشرق الأوسط، له ابتكارات عديدة، أهمها طائرة من دون طيار لاستخدامات القطاع الطبي، وحصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة رواق عوشة، والعويس للإبداع في المجال العلمي، كما حصل على المركز الثالث في جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار عن ابتكارين للقطاع الطبي، والمركز الأول في جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي عن فكرة مصنع الأحلام، وجائزة مبادلة الشباب عن اختياره ضمن الشباب المؤثرين في الدولة، وجائزة أبوظبي للصناعة عن تميزه في المجال الأكاديمي والصناعي بكليات التقنية، وغيرها الكثير من الجوائز.