يفتتح برواز دبي أبوابه للجمهور مطلع يناير المقبل، من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساء، وسيكون الدخول مجانياً لأصحاب الهمم واثنين من مرافقيهم، على أن تكون أسعار التذاكر 50 درهماً للكبار، و20 درهماً للصغار ممن زاد عمرهم على ثلاث سنوات حتى 12 سنة، ويستقبل البرواز 200 شخص كل ساعة.

صرح بذلك المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي على هامش الجولة التي نظمتها البلدية للإعلاميين من الإعلام المقروء والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي، للتعرف على تفاصيل مشروع برواز دبي، وأوضح أن المشروع يعد واحداً من المشروعات الفريدة التي حرصت دبي على تنفيذها لتكون معلماً للترفيه والثقافة والتعريف بتاريخ الإمارة وحاضرها ومستقبلها.

وعند مداخل البرواز تستقبلك النافورة الراقصة على أنغام الموسيقى بأشكالها الفريدة والمفرحة، تمهيداً لدخول عالم آخر في طابق الميزانين الذي يضم متحفاً فريداً من نوعه يحكي حكايات الغوص على اللؤلؤ، والصناعات اليدوية، والصناعات التراثية، وتعرض على شاشات كبرى وشاشات أخرى ثلاثية ورباعية الأبعاد أشكال المهن القديمة حتى يشعر الزائر كأنه يراهم أمامه بالفعل.

كما أن الأبواب القديمة والبناء الذي يشبه بناء الجص والطين يأخذك لزمن آخر، زمن الإضاءة الخافتة حيث الفنر «الفانوس» إذ لا كهرباء في ذلك الوقت إضافة إلى «الحب» قدر كبير من الفخار لحفظ الماء، والبارجيل الشامخ الذي كان على سطح البيوت في السابق ليؤمن لهم الهواء المنعش من الخارج.

وفي ركن آخر يمكن رؤية الكتّاب وحفظة القرآن والتعليم البسيط، وملابس الأطفال التقليدية بصور متحركة فعلياً لأطفال يدرسون كلها بمؤثرات خاصة تجعل الأطفال والأشخاص موجودين إلا أنهم ليسوا هناك فعلياً، وهي من الوسائل الذكية التي استخدمتها البلدية في هذا المشروع عوضاً عن عرض شخصيات ثابتة كما في المتاحف التقليدية.

الفرجان

الحارات القديمة «الفرجان» والدكاكين، منها الخياط، وبائع الأقمشة وأعواد الخيزران، وبائع الدلال «دلة القهوة» والمرش «الذي يستخدم للتعطير» لتتفاجأ بشخص يقف أمامك مرحبّاً بالترحيب الإماراتي التقليدي «يا مرحبا الساع» إلا أن هذا الشخص أيضاً غير موجود إنما يتواجد بالأبعاد والمؤثرات الخاصة التي أوجدت كل الشخصيات في المتحف وجعلت المكان يضج بحركتهم وكلامهم.

وينتهي الطابق الأرضي إلى مصعد بانورامي للصعود عبر ضلع البرواز للوصول إلى الطابق العلوي وهو الضلع الأفقي العلوي المصمم بأرضيات زجاجية، وهو أحد أكثر الأماكن إثارة على الإطلاق، حيث يمكن للزائر المشي على الزجاج الشفاف ورؤية دبي من علو 150 متراً، إضافة إلى الجوانب الزجاجية، والتي تتيح للزوار الاستمتاع بمشاهدة دبي من كل الجهات.

دبي من الواقع

ويمكن للزائر رؤية دبي على الواقع لا من خلال الصور والأفلام الوثائقية فقط، بل يمكنه رؤيتها مباشرة بالاستمتاع إلى النظر إلى برج خليفة والمنطقة الواقعة حوله، والمشروعات البحرية الكبرى، والمراكز التجارية الضخمة، والشوارع العامرة، كما يمكنه من خلال الجهة الأخرى رؤية دبي القديمة، جهة ديرة ومنطقة الكرامة، ثم الاستمتاع بالمنظر العام للمكان والاستراحة في المقهى، ومن ثم النزول عبر الضلع الآخر بمصعد بانورامي أيضاً.

كما يضم الجسر العلوي في برج البرواز، والذي يمثل حاضر دبي المتجدد، حيث تشاهد معالم دبي القديمة والحديثة من الجهات الأربع خلال عبور الجسر الشفاف، الذي يمكن للزائر أن يستمتع بمناظر دبي الخلابة بالعين المجردة.

وعلى الجانب الآخر من مستوى الميزانين في البرج يمكن مشاهدة معرض «دبي المستقبل»، من خلال عرض تصور متطور لمدينة دبي حتى الخمسين عاماً المقبلة من الآن، ومن ثم يختتم الزائر جولته بالمرور بمعرض الهدايا التذكارية، الذي يتيح للزائر شراء هدايا تذكارية لعائلته وأصدقائه تحمل صور البرواز ومرافقه.

حركة سهلة

ويراعي المشروع من حيث التصميم سهولة الحركة والمرونة العاليتين في تصميم الفراغات، بحيث يستوعب المبنى المتغيرات والتطورات المستقبلية الحاصلة في هذا النوع من الأبنية، إضافة إلى الشكل المميز للمبنى واللافت أيضاً، إذ يعد بشكله وتصميمه أحد أكثر المباني فرادة على مستوى العالم من ناحيتي الهدف والتصميم.

ونظراً لوقوع المشروع ضمن حديقة زعبيل فقد تمت مراعاة أن يسهم المبنى في تطوير البيئة العمرانية للمنطقة، وأن يشكل معلماً بارزاً فيها، وإضافة ملموسة للتطورات الحاصلة في الإمارة، بعد أن تمت دراسة كل المحددات والعوامل، التي من شأنها أن تؤثر في تصميمات المبنى كالعلاقة التكاملية بين المبنى وما يجاوره والمحاور البصرية وزوايا النظر.

معلم حضاري يؤطّر تاريخ دبي قديماً وحديثاً

نجحت دبي بانتهاء أعمال مشروع برواز دبي وافتتاحه أمس، في إنجاز أيقونة أخرى للإمارة، فهو معلم حضاري يقدم الترفيه، والتعليم، والتأريخ لدبي القديمة، والإمارة الحديثة إلى ما بعد 50 عاماً من الآن، على هيئة متحف حداثي يقدم بمختلف الوسائل السمعية والبصرية تاريخ الإمارة ومستقبلها، ليشكل البرواز صورة متكاملة لإمارة تعتز بماضيها وتفخر بإنجازاتها وحاضرها.

كما نجحت بلدية دبي في إنجاز إطار للصورة الكبيرة الجميلة «دبي» التي تحمل بين طياتها داخل أروقة المبنى حكاية هذه الإمارة الفتية، وكيفية نشأتها وتكونها ووصولها إلى ما هي عليه اليوم، وإلى ما تصبو إليه في السنوات المقبلة من خلال عناصر جذب جميلة، يعلوها الضلع الأفقي الشفاف الذي يمكن الزائر من مشاهدة الإمارة من خلال الزجاج تحت قدميه بزاوية 360 درجة، .

الفضاء المفتوح، ليشكّل الفراغ القائم بين الضلعين صورة جميلة للإمارة، واضحة المعالم من علو شاهق، بحيث ينقل من جهة صور ومباني شارع الشيخ زايد التي ترمز إلى مدينة دبي الحديثة، فيما تضم الجهة الثانية من البرواز معالم لمناطق ديرة، وأم هرير والكرامة، والتي ترمز إلى دبي القديمة.

وتتمحور فكرة المشروع في أخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، ابتداء من طابق الميزانين، حيث يدخل في تجربة غامرة تمثل تاريخ وماضي المدينة «معرض دبي القديمة»، من حيث المؤثرات السمعية والبصرية والحسية،.

والتي من شأنها توفير الطابع الخاص والمميز للفراغ ليشعر الزائر وكأنه عاد بالزمن إلى الماضي في «معرض دبي القديمة» الذي يجسد فكرة المشروع، ويحكي قصة تطور المدينة وماضيها، ويظهر معالم المدينة القديمة باستخدام أحدث وسائل العرض وبالشكل الذي يسهم في خلق بيئة عمرانية ملائمة للنهضة الشاملة التي تشهدها مدينة دبي.

وفي الجسر العلوي الذي يمثل «دبي الحاضر»، يتاح للزائر من الاستمتاع بالنظر إلى معالم الإمارة من كافة الجهات، «دبي القديمة» إلى الشمال، و «دبي الحديثة» في الجنوب، ويتم ذلك باستخدام أحدث وسائل العرض والتطبيقات التفاعلية، بحيث يتمكن الزائر من التفاعل مع المباني ومعرفة بعض المعلومات والحقائق المثيرة للاهتمام عن بعض المباني أو مراقبة المباني والمعالم في البعد الثالث،.

وتستخدم التقنيات الحديثة أيضاً لعرض مختلف مجالات التطور الحالية، من حيث الهندسة المعمارية والاقتصاد والبنية التحتية والتقنية والكثير من المشروعات التي تتبناها دبي والتي تمكن الزائر خاصة القادمين من خارج الإمارة التعرف إلى رؤية الإمارة المستقبلية.