يسلط «صرح زايد المؤسس» الضوء على الغرس الطيب الذي زرعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس المواطنين والمقيمين والرؤية القيادية الفذة التي كان يتمتع بها كما يحتفي بالأثر الإيجابي الكبير للمغفور له على مستوى الدولة والعالم.
وسوف يفتتح «صرح زايد المؤسس» رسمياً أمام الجمهور في ربيع عام 2018 ويتيح للزوار تجربة تفاعلية تثري معرفتهم بحياة الوالد المؤسس وفرصة يستلهمون خلالها من سيرته العطرة.
ويمنح «صرح زايد المؤسس» أجيال المستقبل شعوراً بالتواصل العميق والارتباط بشكل أكبر بمنارة الأمة الشيخ زايد رحمه الله، وسيمكنهم من استلهام أفكار مبتكرة انطلاقاً من رؤيته التي لا تزال ترسم طريق التقدم والازدهار لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال حفل التدشين، تم الكشف عن «الثريا» وهو عمل فني مبتكر يحتضنه «صرح زايد المؤسس» ويتألف من أشكال هندسية متناسقة وإبداعات فنية تقوم على التواصل البصري مع العمل الفني، ويشكل ملامح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بمفهوم الأبعاد الثلاثية.
ويبلغ عدد الأشكال الهندسية التي تشكل هذا العمل الفني 1,300 معلقة جميعها على أكثر من 1000 سلك ويبلغ ارتفاع العمل الفني «الثريا» 30 متراً وهي واحدة من الأعمال الفنية الأكبر من نوعها ويشكل معلماً بارزاً في قلب العاصمة أبوظبي، ويعد عملاً فنياً ذا قيمة وجدانية عميقة يقدم شعوراً بالتواصل والارتباط مع شخصية لطالما ألهمت الملايين حول العالم.
وقد استلهم الفنان رالف هيلمك مصمم العمل الفني، إبداعه من رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه، ونسق المجسمات المنتظمة بشكل يحاكي نجوم السماء التي لا تزال تشع نوراً من على بعد آلاف السنين الضوئية وترشدنا إلى الطريق الصحيح.
إرث ملهم
وتخليداً للإرث الملهم لمنارة الأمة الشيخ زايد رحمه الله، الذي لايزال يضيء الدرب ويرشد أجيال الأمة نحو مستقبلها المشرق، ساهم هذا الاحتفال بمسيرة القائد الراحل الذي استمر لمدة 30 دقيقة في خلق جو يبعث الفخر بين أوساط الحضور والمشاهدين من خلال استلهام صور إبداعية تقدم فهما أعمق حول شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، وقيمه ورؤيته الخالدة.
وتميز هذا الحفل الذي أقيم في الصرح بتسليطه الضوء على سنواته الأولى رحمه الله وجهوده المتفانية في بناء أمة قوية لها مكانة مرموقة بين الأمم وتسعى إلى تحقيق الاستدامة على جميع الأصعدة، واحتفى بذكرى الشيخ زايد الإنسان ودوره الذي لم يقتصر على وطنه فحسب، بل امتد ليشمل جميع أنحاء العالم بفضل حكمته واحترامه للآخرين.
وعرضت خلال مراسم التدشين مقاطع وصور نادرة لقصص تروى من خلال صوت الشيخ زايد رحمه الله وأفعاله وكأنه يرويها شخصياً وقصص يحكيها أشخاص مقربون من الشيخ زايد، وكان له بالغ الأثر في حياتهم، ومن بينهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، ومعالي علي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة واللواء حمد بن سهيل الخييلي ومبارك بن قران المنصوري، ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة.
كما شهدت مراسم التدشين أداء فرقة تتألف من 40 شخصاً لأغنية «الله يا دار زايد» الشهيرة بالإضافة إلى عروض جديدة ورائعة للأغاني والموسيقى التراثية وبعض المقاطع المؤثرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وهو يؤدي العيالة التراثية.
تجارب تفاعلية
ويعتبر الصرح وجهة يبحر الزوار من خلالها في حياة الشيخ زايد، رحمه الله، باستخدام الصور الفنية والمساحات الخضراء والكلمات والقصص وتجارب الوسائط المتعددة.
ويوفر الصرح للزوار مجموعة من التجارب التفاعلية الشخصية يعيشون خلالها مع شخصية الشيخ زايد القائد والإنسان تتيح لهم اكتساب فهم أعمق عن حياته وإرثه وقيمه النبيلة.
ويمتد الصرح على مساحة 3,3 هكتارات ويتمكن الزوار عبره من الانطلاق في رحلة يستكشفون خلالها حياة الشيخ زايد ويتأملون في عظيم إنجازاته في أجواء تتميز بالمساحات الخضراء والأشجار والشتلات المحلية وأخرى تنتمي إلى شبه الجزيرة العربية فيما يتيح الممشى لزوار الصرح إطلالات مذهلة على «الثريا» والكورنيش وأفق مدينة أبوظبي الساحر.
وتعد وزارة شؤون الرئاسة الجهة المالكة والمشرفة على «صرح زايد المؤسس».