أكد مسؤولون أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم التي اعتمدها مجلس الوزراء تستهدف الوصول بدولة الإمارات إلى مصاف أهم قادة الابتكار عالمياً، كما أنها تساهم في تعزيز رفاهية المجتمع.
تكامل
وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية: «نقترب أكثر فأكثر من تحقيق المستقبل قبل غيرنا في العالم، واليوم باعتماد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم، نعيد تعريف الابتكار من حيث نوعيته والقطاعات المحورية فيه، وكما تعودنا جاءت رؤية القيادة منطلقة من الاحتياجات الإنسانية لحياة المستقبل من حيث القطاعات التي تركز عليها الاستراتيجية».
وأضافت بن بشر: «في دبي الذكية الابتكار هو العنوان لكل ما نقوم به وعلى مختلف المستويات، ومنها أننا نبتكر في تطبيق التقنيات التي مازال العالم يفكر في تبنيها، بل وضعنا لها استراتيجيات وطبقناها في المؤسسات الحكومية، ونحن نبتكر أيضاً في بناء الشراكات والشركاء العالميين الذين نستقطبهم وفي الوقت ذاته نبتكر في بناء نموذج غير مسبوق للمدن الذكية جعل من سبقونا يحرصون على الاطلاع على تجربتنا للاستفادة منها، ولكن الأهم مع إطلاق الاستراتيجية الجديدة للابتكار هو الحرص على التطوير الدائم والتكامل مع الجهود الوطنية لتحقيق أهدافها».
مفتاح المستقبل
من جانبه قال وسام لوتاه المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية: «أصبح الابتكار مفتاح المستقبل في العالم، ولَم يعد هناك مكان لتبني حلول ومعادلات جاهزة، وهو ما جعلناه الأساس الذي نعمل وفقه. ولفت إلى أن التحدي الذي يواجه الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء اليوم هو الاستراتيجية التي يتم وفقها تبني التقنيات الجديدة، وكثيرون يركزون على فكرة أن تكون التقنية هي الأحدث بينما الأهم هو الابتكار في تبني هذه التقنيات وأنسنتها بربطها بالاحتياجات الفعلية للإنسان في المدينة اليوم والحرص على توافقها مع متغيرات المستقبل، ونتطلع عبر مبادراتنا المختلفة أن نكون جزءاً من المجهود الوطني لتعزيز الابتكار المتقدّم في مختلف المجالات.
تمكين الابتكار
بدوره قال يونس آل ناصر مساعد مدير عام دبي الذكية والمدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي: إن للبيانات الحصة الاستراتيجية في دعم وتمكين الابتكار المتقدّم، فالقدرة على تحليل البيانات وفتحها بشكل كامل بين مختلف الجهات وفق سياسات البيانات سيفتح للجميع مستويات جديدة للابتكار، كما سينعكس على الفعالية التشغيلية والمالية للمشاريع ونتائجها على حياة الناس.
وذكر أن القطاعات التي تضمها الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم وهي الصحة والمعيشة والتنقل ومهارات المستقبل والبيئة والمياه وتطوير تكنولوجيا صناعات الفضاء جميعها ستدخل مرحلة غير مسبوقة عند توظيف إمكانيات تحليل البيانات في خدمة التخطيط الاستراتيجي لها وحتى في كفاءتها التشغيلية.
حلول جديدة
وأكد الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد أن الابتكار يقدم حلولاً جديدة تحسن نوعية الحياة، فعلى سبيل المثال المباني الخضراء تحسن بيئة السكن والعمل وتقلل استهلاك الطاقة، وتقنيات الطاقة المتجددة تقلل انبعاثات الكربون وتحسن البيئة، كما أن تقنيات المدن الذكية والحكومة الذكية تحسن الفعالية وتقلل الازدحام، وتقنيات المواصلات والاتصال جعلت العالم صغيراً ومتصلاً بدون حدود، كما تحسن التقنيات الطبية من الوقاية والعلاج. ولفت إلى أن الابتكار في الحياة المعاصرة عموماً يعيد هندسة الحياة ويسمح بأنماط جديدة توفر قدراً من الرفاهية لم تشهده الأجيال السابقة.
مستقبل آمن
وقال الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة الفلاح»إن المعرفة اتخذت أشكالاً جديدة في عصر التكنولوجيا الرقمية، ولم تعد العلوم البسيطة (القراءة والكتابة والحساب) كافية، لإعداد أجيال الغد". وأكد عطاطرة أهمية ترسيخ علوم الحاسوب والبرمجة وتعزيز الابتكار في محتوى المناهج الدراسية سواء المدرسية أو الجامعية.