شيّع قاطنون في إمارة رأس الخيمة من مواطنين ومقيمين بعد صلاة الظهر أمس في مسجد الشيخ زايد جثمان «أكرم»، من الجنسية الألمانية، والذي كان يقيم مع أسرته في رأس الخيمة منذ 1997.

حيث حضر المئات للصلاة على جثمانه إثر تبادل رسالة نصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقول: «رجل ألماني مسلم ليس لديه أقارب فلنكن أهله» للتذكير بموعد الجنازة.

وانتشرت الرسالة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي داعيةً أهالي رأس الخيمة إلى التوجّه لمشاركة الأسرة في مصابهم والوقوف بجانبهم، خاصة أن الأسرة تعيش بمفردها في دولة الإمارات، وهو ما لاقى استجابة إنسانية اجتماعية واسعة.

وقبل موعد الصلاة حضر المئات من المواطنين والمقيمين حرصاً على الوقوف إنسانياً مع عائلة المتوفى بحضور وفد من السفارة الألمانية، حيث رسمت الوقفة ملامح العادات الأصيلة للشعب الإماراتي التي يستمدها من ديننا الإسلامي الحنيف، وسارع الجميع إلى حمل الجثمان للصلاة عليه قبل نقله لسيارة الإسعاف.

وفي الطريق بين مسجد الشيخ زايد بمنطقة كورنيش القواسم ومقبرة الفلية كانت مركبات الأهالي حاضرة بالسير خلف مركبة الإسعاف لنقل الجثمان إلى مثواه الأخير، لترسم مشهداً جديداً من التكافل والتعاون المجتمعي بالوقوف إلى جانب الأسرة التي فوجئت بأعداد الحضور، ليقف مَنْ لم يصل على الجثمان للصلاة عليه من جديد.

وأكد المشيعون عقب مراسم الدفن أن الوقوف والالتفاف بجانب أسرة المتوفى في الصلاة وتشييع الجثمان من العادات المجتمعية الإماراتية التي يحرص الجميع عليها الأهالي من المواطنين والمقيمين، وهذه العادات لا تختلف من إمارة لأخرى حيث يسارع الجميع إلى التواجد انطلاقاً من باب التراحم والعادات الإسلامية وتأكيداً على أن المجتمع الإماراتي أسرة واحدة في الأفراح والأحزان.

وأشار الحضور إلى أن خدمة الرسائل النصية الخاصة بالجنائز تسهم في التفاعل الكبير بين أفراد المجتمع على أرض الدولة، عبر الدعوات التي تنشرها حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن مواعيد وأماكن جنازات المتوفين، خاصة العائلات التي تعيش بمفردها في إمارات الدولة، حيث يحرص المواطنون والمقيمون على الحضور للوقوف مع أهل المتوفى وتخفيف مصابهم، دون معرفة مسبقة أو صلة قرابة.