لم تتوقع الشابة الإماراتية سهام الشحي مُدربة معتمدة في «ساند» البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب بأن قضاءها أخيرا لعطلة نهاية الأسبوع مع أبنائها على يخت خلال نزهة بحرية سيسهم في إنقاذها لحياة شاب إماراتي، إذ استوقفها مشهد لا تنساه وهو تجمهر مجموعة من الشباب في عرض البحر بإحدى إمارات الدولة،.

وهم على دراجاتهم المائية حول صديقهم الذي فَقَد وعيه وهو يقود دراجته المائية، وهم غير مُلمين تماما بماهية إنقاذه وإسعافه، فما كان من الشحي إلا أن اقتربت منهم، وطلبت من الشباب ضرورة رفع صديقهم إلى اليخت ووضعه في وضعية الإفاقة بعد التأكد من كونه يتنفس.

حرفية

وتذكر الشحي في حديثها لـ «البيان»: «لم أتردد مطلقا في إنقاذ حياة هذا الشاب الذي عجز أصدقاؤه عن إنقاذه، إذ كان يتنفس وهو فاقد لوعيه فما كان مني إلا اتخاذ قرار وضعه بوضعية الإفاقة لأنها تفتح مجرى التنفس وتمنع الاختناق الناجم عن انسداد مجرى الهواء، ليعود بعدها لوعيه، وتم طلب الإسعاف لنقله للمستشفى.

ولله الحمد تعاملت بوعي كبير مع حالة الشاب، لاسيما وأنني أمتلك مهارات وخبرات اكتسبتها من برنامج ساند أهلتني تماما للتعامل مع هذه الحالات من الحوادث، وكيفية إسعاف الغريق وإجراء التنفس الصناعي. فلا يختلف اثنان بأن الإسعافات الأولية تشكل الحلقة الأولى من حلقات العناية الطبية».

وشددت الشحي على أهمية التدرب على الإسعافات الأولية، لافتة إلى تعاملها كذلك مع حالة طفلة عمرها ثلاث سنوات، وإنقاذها من الغرق عندما تصادف مرورها في جوار الشاليه الخاص بها في أحد منتجعات منطقة العين، حيث سمعت استغاثة أهل الطفلة التي سقطت في حمام السباحة.

وسارعت إلى مساعدة الأهل على انتشال الطفلة قبل الغرق وإجراء الإسعافات اللازمة لها بإجراء التنفس الصناعي بعد فتح مجرى التنفس خاصة وأن الطفلة ابتلعت كمية كبيرة من الماء»، مشيرة إلى أن إخراج الطفلة من المسبح استغرق دقيقتين تقريبا، وطلبت من الموجودين طلب سيارة الإسعاف على الفور بعد مساعدة الطفلة في الجلوس بوضعية الإفاقة.

مهارات

ولا تتردد سهام الشحي في تنظيم دورات الإسعافات الأولية مع المؤسسات المجتمعية بالتنسيق مع برنامج «ساند»، مؤكدة أن الإنسان معرض للإصابات والحوادث في أي مكان وزمان مما يقتضي التدخل السريع أملا في إنقاذ الحياة أو تخفيف الأعراض أو منع المضاعفات.

كما حذرت الشحي من إجراء الإسعافات للمصاب بطريقة اجتهادية أو عشوائية إذ ستمتد تأثيراتها السلبية إلى حدوث مضاعفات حادة وخطيرة يمكن أن تؤدي بحياة الشخص المصاب، لذلك فإن زيادة الوعي المجتمعي بهذه المهارات وتشجيع الأفراد على تعلمها يشكل خطوة أساسية من شأنها أن تقلل من حدة الإصابات الخطرة وترفع احتمالات البقاء على قيد الحياة للمصابين.