أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن استراتيجية الإمارات بشأن تنوع حقيقي في سلة الغذاء تركز على تحقيق تنوع في المحاصيل الزراعية.

وتشكل أساساً لضمان وجود نظام غذائي مستدام متكامل، وهذا التنوع يشمل ما يتم زراعته محلياً أو في الاستثمارات الزراعية في الخارج، وتنويع آليات وأساليب الزراعة، بالإضافة إلى تنويع ما يتم استيراده من محاصيل ومصادر استيرادها، وإعادة النظر في منظومة التغذية في المجتمع المحلي وتوعية المستهلكين بأهمية تنويع سلة طعامهم للحصول على القيمة الغذائية الحقيقية.

وأضاف معاليه: بشكل أكثر إيضاحاً وتحديداً فإننا نتطلع من الناحية الإنتاجية للاستراتيجية إلى إعادة الاهتمام بتضمين بعض المحاصيل إلى السلة الغذائية عبر تحسين وتطوير إنتاجها، ومنها أصناف التمور الجيدة، وتشجيع تربية النحل والزراعة العضوية.

وتحديد سلالات الماشية المناسبة للتربية في بيئتنا المحلية لتوليد عوائد اقتصادية عالية، كما نعمل أيضا على حماية أنواع الأسماك المحلية المهددة بالانقراض عبر إنشاء مزارع تفريخ الأسماك التجارية وزراعة أشجار المانجروف ونشر الشعاب الاصطناعية لتعزيز بيئة تكاثر الأسماك.

وقال معاليه: إن مشاركة الدولة في مسابقة طهي طعام المستقبل التي أقيمت في نيويورك بالتزامن مع يوم العمل الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة اليوم، والتي شهدت إعادة اكتشاف محاصيل غير معروفة، وأسهمت الإمارات فيها بعرض تراثها الغني من التمور وإمكاناتها المستقبلية، تندرج ضمن الجهود الدولية لدولة الإمارات في هذا المجال.

وغير ذلك من المشاركات التي نحرص خلالها على تقديمها واستعراضها عالمياً، لطرح نموذج عملي عن التعامل الصحيح مع تحدي تناقص الغذاء عالمياً، والمساهمة في الجهود الدولية الرامية لضمان تنوع سلسلة القيمة الغذائية وتحقيق استدامتها، وتحويل شعار «غذاء للأبد» إلى واقع ملموس.

محفزات

ونبه إلى أنه وضمن التخطيط المستقبلي، تم التركيز على ضرورة إيجاد محفزات لمنتجينا المحليين لتشجيعهم على اعتماد أفضل الممارسات، وتطوير الأسواق لإيجاد الطلب على المنتجات المحلية، وتعزيز البحث والتطوير وتطبيق أحدث التقنيات، وجمع التمويل الكافي وزيادة وعي المستهلكين. ونبه معاليه إلى أهمية اجتماع «غذاء للأبد» الذي عقد مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن،.

واستضافه الأمير تشارلز أمير ويلز، وشاركت فيه وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية وناقش آليات التعاون، ونشر الوعي حول كيفية تحقيق تنوع المحاصيل بالشكل الصحيح وإعادة الانتباه إلى الأغذية المنسية لتحقيق استدامة الغذاء عالميا.

وأوضح معاليه أنه على الرغم من التاريخ الحافل لمجتمع الإمارات في الزراعة وتربية الماشية تحقيقاً لتنوع الغذاء، إلا أن مهن الزراعة والصيد لم تعد تمثل إلا حيزاً بسيطاً من اهتمامات أبناء المجتمع المحلي، إذ تحول الأمر من الشكل التجاري الذي يعتمد عليه في الدخل إلى شكل فردي.

فالبعض يتملك مزارع صغيرة تكفي للاحتياجات الشخصية فحسب، الأمر الذي تسبب في تراجع حاد في توافر محاصيل عدة مثل الأعلاف والنباتات الطبيعية وبعض الفواكه ومنها (اللوز، والنبق).

ولفت معاليه إلى أن مدى التنوع الغذائي في الإمارات، والذي يعتمد بمعظمه على الاستيراد، مدعوماً بالنمو الاقتصادي والحضاري الذي حققته الدولة خلال العقود الماضية، يطرح تساؤلاً هاماً إن تناولنا الأمر بمنظور عالمي: هل تستطيع دول العالم كافة تحقيق هذا التنوع في ظل الطلب المتنامي على الغذاء، والتحديات التي يفرضها التغير المناخي، والخسائر المتزايدة لهذا التنوع، حيث تشير الدراسات العالمية إلى ضياع 90% من تنوع المحاصيل على مستوى العالم؟.

بحث

أكد معالي ثاني الزيودي أنه وعلى مستوى التطبيق الفعلي أجرت جامعة الإمارات بحثاً مكثفاً لاستزراع أنسجة نخيل التمر، بالإضافة إلى بحث آخر حول المراعي والأعلاف المناسبة لظروف الإمارات، كما ارتفعت معدلات الزراعة العضوية 4 أضعاف خلال السنوات الخمس الأخيرة.