أكد أولياء أمور خطورة الألعاب الإلكترونية على أبنائهم؛ كونها تحضّ على العنف والعزلة، مشيرين إلى أن تفعيل الدور الرقابي للجهات المختصة بحجب المواقع التي تروّج للألعاب المشبوهة ضروري لإنجاح دورهم الرقابي في المنزل.

وقالت تغريد زهدي إن ما يحدث سيعصف بكيان الأسر، إذا لم تنتبه إلى الخطر الداهم، المتمثل في هذه الأجهزة التي تضم الغث والسمين.

وحذرت من مغبة عدم متابعة الأسر لما يمارسه الأبناء من ألعاب ويشاهدونه من أفلام وفيديوهات، فضلاً عن مراقبة الألعاب التي تضم أكثر من شخص، حيث تكون على شكل دردشات في غرف، وما تحمله من خطر التوجيه أو محاولات الاستدراج وبث السموم والشواهد في ذلك كثيرة، معتبرة الأسرة هي خط الدفاع الأول والحصن المنيع إذا أدت دورها المطلوب منها.

سلبيات

وقالت أفنان هاشم إن أبرز السلبيات التي يمكن أن تواجه مَن يمارس الألعاب الإلكترونية هو فقدان التركيز والتشتت الفكري، علاوةً على تزايد حالات الصرع أو الكهرباء الزائدة في الدماغ بسبب الألعاب التي تعتمد على الإضاءة والحركات السريعة، مشيرة إلى أن بعض الألعاب تقوم بدور توجيهي، بحيث يتبنى اللاعب الأفكار المطروحة والتي تكون في العادة بعيدة عن قيمنا وعاداتنا، مثل تمجيد بعضها للقتلة واللصوص وإظهارهم بمظهر البطل، أو تلك التي تتطلب إنهاء مراحل بالقيام بشيء ما، وقد تسببت في انتحار لاعبيها وغالبيتهم من الأطفال أو فئة المراهقين، مثل لعبتي «الحوت الأزرق» و«مريم» وغيرهما، مطالبة برقابة شديدة من قبل الجهات المختصة تصل إلى حد حجب تلك المواقع؛ حفاظاً ليس على الأرواح فقط وإنما على مستقبل أمة بأكملها مهددة بأبنائها.

وترى لميس خالد أن الخلل يكمن في الأسرة التي تسمح لأبنائها بالجلوس ساعات أمام أجهزة البلاي ستيشن أو أي جهاز آخر دون تحديد وقت واختيار المحتوى، وذكرت أن أمهات كثيرات يعتقدن أن وجود أبنائهن داخل غرفهم وأمام أعينهن يعني أنهم بخير، مستغربة من هذه الفكرة المغلوطة التي تقول إن الجهاز الذي يتيح للأبناء التواصل مع غرباء بكل سهولة والحديث معهم في شتى الأمور أقل خطورة من خروج الابن على الأقل مع أُناس معروفين ومن ذات المجتمع.

وقالت إن الكثير من الأبناء تصبح أفكارهم مشوّشة وتميل إلى العنف ونبذ أي قيمة إيجابية مثل حب الخير والمساعدة والشفقة، حيث تتبلد مشاعرهم ويصبحون أكثر نزوحاً للعنف وحب الذات، منوّهة إلى أن هذه السلبيات نتاج الألعاب وكم البرامج التي يتابعونها دون أدنى رقابة على محتواها ما يؤدي إلى تزحزح وتبدل في القيم التي يتم القضاء عليها تدريجياً بحيث يصبح الخطأ مألوفاً والعنف مبرراً والقتل والسرقة سلاحي القوي.