أوضح عامر الصايغ مدير مشروع القمر الصناعي «خليفة سات» في مركز محمد بن راشد للفضاء، لـ«البيان»، أن الاختبارات النهائية لإطلاق القمر تمت بنجاح كبير، وأن الـ 24 ساعة المقبلة قبل الإطلاق تشهد متابعة حثيثة من مهندسي المركز في غرفتي عمليات بالمحطة الأرضية في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، مضيفاً أن أولى مهمات القمر ستكون التقاط صورة تم الاتفاق على أنها ستكون مفاجأة.
ساعات حاسمة
وتفصيلاً قال الصايغ: إن الساعات القليلة المقبلة تعد حاسمة وحساسة، كونها تحمل مجهود سنوات وخطوة تاريخية للمهندسين الإماراتيين الذين صنعوا «خليفة سات» بشكل كامل، ولذلك فإن هناك متابعة لحظية لكل تفاصيل عملية التجهيز والإطلاق.
وشرح الصايغ تفاصيل الساعات المقبلة من حيث الاستعداد والتجهيز لهذا المشروع الوطني الضخم، موضحاً أن كل الاختبارات للتجارب النهائية للقمر كشفت الاستعداد والجهوزية التامة للإطلاق، حيث تم إجراء عمليات محاكاة لمرحلة الإطلاق وما بعدها، فضلاً عن جاهزية تشغيل كل أجهزة ومكونات القمر الصناعي «خليفة سات».
وتابع أن تركيب القمر على الصاروخ الياباني (H-IIA) يتم على مرحلتين، الأولى تكون ميكانيكية، ويتم فيها تثبيت القمر بطريقة فنية تمنع حدوث أي اهتزازات له، مبيناً أن المهندسين وفريق العمل الياباني هم المسؤولون عن هذه المرحلة، فيما ستكون المرحلة التالية هي التركيب الكهربائي ويتم خلالها التأكد من الجاهزية الفنية للقمر ووجوده بشكل صحيح على متن الصاروخ، وتستمر هذه المرحلة يومياً بشكل حثيث وصولاً ليوم الإطلاق.
متابعة حثيثة
وقال إن فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في اليابان يراقب أداء «خليفة سات» بمعدل 7 ساعات يومياً، فيما يتم ذلك بالتعاون مع الفريق الياباني الذي يشرف على الإطلاق، معتبراً أن هذه المرحلة تعتبر معقدة ودقيقة جداً.
وأبان الصايغ أن المرحلة النهائية من استعدادات الإطلاق تبدأ قبل الإطلاق بـ 12 ساعة، حيث يتواجد 4 من مهندسي المركز، اثنان منهم في غرفة التحكم بالصاروخ، والآخران في مركز تحكم قريب من موقع الإطلاق، مبيناً أن هذا الفريق الهندسي هو الذي سيقرر الإطلاق من عدمه، اعتماداً على المعلومات اللحظية التي ترد إليهم عن حالة القمر الصناعي وصاروخ الإطلاق، الذي يحمل بجانب «خليفة سات» قمراً يابانياً ومجموعة أقمار صناعية صغيرة.
ولفت إلى أن هناك عوامل كثيرة تتحكم في عملية الإطلاق: أهمها كفاءة عمل بطاريات الطاقة للقمر، ومعدلات الضغط داخله، فضلاً عن كفاءة عمل التوصيلات الكهربائية وغيرها الكثير من الأمور الفنية المتخصصة جداً، مع ضمان عدم وجود أي حركة نهائياً في موقع الإطلاق.
وذكر أن يوم غدٍ وعند الثامنة صباحاً تحديداً بتوقيت الإمارات سيتم إعطاء إشارة الإطلاق، والبدء بدخول «خليفة سات» إلى مداره المنخفض حول الأرض على ارتفاع 613 كم تقريباً، مبيناً أن تحديد المدار اختير بعناية ليسمح بمرور القمر بالمحطات الأرضية في دبي بمعدل 4 مرات يومياً، وذلك لإتاحة الفرصة لالتقاط صور متنوعة، والتي تلبي طلبات الجهات المستفيدة منها.
وأفاد أنه بعد نجاح عملية الإطلاق ستبدأ على الفور إدارة عمليات القمر والتي تستمر لمدة 5 أيام، ويتم ذلك عبر أجهزة التحكم الخاصة بخليفة سات، والتي تدير نفسها تلقائياً بانتظار الإشارة من المحطة الأرضية وتلقي مهامها، مبيناً أن لدى مركز محمد بن راشد للفضاء محطتان أرضيتان إحداهما توجد بالقطب الشمالي، والأخرى رئيسية في المركز.
ولفت إلى أن هذه المرحلة الزمنية توجد بها عمليات مراقبة مكثفة للتأكد من عمل كل الأنظمة بكفاءة سواء أكانت الأساسية أم الاحتياطية وإجراء اختبارات محاكاة لحساسات القمر، وعمل الكاميرات الخاصة به بدقة وكفاءة، خاصة أنها ستصور كذلك مواقع النجوم لتحديد حركة القمر وتحديد موقعه بكفاءة، موضحاً أن الفريق المسؤول عن ذلك هو نفسه الذي كان يتابع القمرين الصناعيين دبي سات 1 و2، وأن قراراتهم ستكون حاسمة وفورية خلال الـ 5 أيام الأولى التي تلي الإطلاق.
صور فضائية
وأشار إلى أن «خليفة سات» سيقدم صوراً فضائية عالية الجودة والوضوح، وسيتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني .