أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» أول من أمس إلى الفضاء الخارجي بنجاح يمثل محطة فاصلة في تاريخ الإمارات، تعلن من خلالها أنها تمتلك الإرادة والقوة والثقة بالنفس كي تخوض غمار المنافسة العالمية في مجال الفضاء، وتشارك بفاعلية في إثراء الحضارة الإنسانية.
وتحت عنوان «الإمارات تدخل عصر التصنيع الفضائي بـ خليفة سات».. أشارت إلى أن هذا الإنجاز الكبير يمثل فخراً للإمارات وجميع العرب والمسلمين.
ليس فقط لأن تصنيع هذا القمر تم بأيدٍ إماراتية مئة في المئة، وإنما أيضاً لأنه يؤكد أن الإمارات تمضي في الطريق الصحيح، وأنها تمتلك ثروة بشرية مؤهلة قادرة على تحقيق حلمها في إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في عام 2021، وهو العام الذي يصادف الذكرى الخمسين لقيام دولة الاتحاد.
وأوضحت النشرة الصادرة أمس عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية».. أن أهم ما يميز انخراط دولة الإمارات في عصر الفضاء أنها تعتمد على قدراتها الذاتية ولا تكتفي بشراء أو استيراد التكنولوجيا من الخارج .
كما فعلت وتفعل دول أخرى، حيث تم بناء وتصنيع «خليفة سات» بالكامل في الإمارات وبكفاءات إماراتية بنسبة مئة في المئة عبر فريق عمل وطني متكامل من مركز محمد بن راشد للفضاء، يضم 70 مهندسة ومهندساً إماراتيين، تراوحت أعمارهم بين 27 و28 عاماً، واستغرق تصنيعه 4 أعوام من التجهيز والاستعداد والتدريب.
وذكرت أن هذا القمر سيتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، فيما ستلبي صوره مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني والتنظيم الحضري والعمراني، ما يتيح استخداماً أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، ومن ثم فإن الأمر لا يتعلق بإنجاز علمي إماراتي كبير فحسب، وإنما هو إنجاز علمي عربي أيضاً، لأنه يؤكد قدرة الدول العربية على دخول عصر التصنيع الفضائي، الذي كان حكراً في السابق على الدول المتقدمة.
وتابعت إن الإمارات نجحت في كسر هذا الاحتكار اعتماداً على خبراتها العلمية والمعرفية والبشرية، فـ «خليفة سات» هو ثمرة طبيعية لجهود كبيرة تمت على مدى السنوات الماضية في مجال توطين التكنولوجيا، والاهتمام ببناء كوادر مواطنة قادرة على التعامل مع أعقد التقنيات الحديثة في كل المجالات.
والتعاون العلمي الواعي والهادف مع الدول المختلفة، فضلاً عن الاهتمام بالتعليم التقني وتطويره على الدوام، حتى أصبحت الإمارات تمتلك الآن بنية تحتية تكنولوجية ومعلوماتية متطورة في قطاع الفضاء، ولديها مجموعة من البرامج الطموحة التي تستثمر في بناء الكوادر المؤهلة للعمل في هذا القطاع الحيوي.
لعل أبرزها «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يهدف بالأساس إلى إعداد وتأهيل رواد فضاء إماراتيين من الشباب والشابات المتفوقين علمياً وتمكينهم في علوم الفضاء، كي يسهموا في الارتقاء بقطاع الفضاء ليكون في صدارة العملية التنموية في الدولة خلال السنوات الخمسين المقبلة، ولتكون دولة الإمارات مركزاً للقطاع الفضائي في المنطقة، ومن الدول الرائدة في مجال الصناعات الفضائية والتقنيات المرتبطة بها.
وأضافت أنه منذ إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في يوليو 2014 إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، والجهود والمبادرات لا تتوقف من أجل المضي قدماً في إنجاز هذا المشروع الحضاري العملاق، سواء لجهة إعداد الكوادر المواطنة وتأهيلها،.
أو لجهة تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب الرائدة في مجال صناعة الفضاء والاستفادة من خبراتها في هذا الشأن، حتى حقق هذا المشروع إنجازات نوعية كبيرة، وبات دليلاً على أن أحلام الإمارات تعانق الفضاء، وأنها تبعث من خلاله رسالة أمل وتفاؤل بأن الإنسان العربي قادر على صنع المعجزات متى توافرت له البيئة الداعمة لإطلاق طاقاته المبدعة والخلاقة.
إلهام
قالت «أخبار الساعة» إن دولة الإمارات أصبحت تمثل مصدر إلهام لكل العرب في الانخراط الشجاع في أعقد مجالات العلم والتقنية، التي ظلت لسنوات طويلة حكراً على الدول المتقدمة، وهذا لأن القيادة الرشيدة في الإمارات تؤمن بأن التقدم الحقيقي لا يقوم إلا على قاعدة علمية متينة يتم بناؤها بأفكار ومساهمات أبنائها، وأن الإبداع في مجال العلم الحديث متاح للجميع بشرط امتلاك شجاعة الدخول في مضمار المنافسة، وتوفير كل مقومات النجاح والفوز فيها.