يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الشخصية الأكثر تأثيراً وإلهاماً في تطوير العمل الحكومي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، فمن خلال رؤية سموه، انتقلت حكومة دبي إلى حكومة رائدة في الارتقاء بمفاهيم التميز والإبداع، والاعتماد على الابتكار والذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل، وباتت نموذجاً يحتذى في مضمار التنافسية والريادة، وحرص سموه على الابتكار والاستثمار في العقول المبتكرة عالمياً، باعتباره الأساس لاختصار المسافات، وصناعة الفرص، ومواجهة التحديات التي تعوق الوصول إلى المستقبل، وتحقيق التطور للمجتمع الإنساني في مختلف القطاعات وشتى المجالات.

منافسة عالمية

نهض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالعمل الحكومي إلى أعلى مستويات المنافسة العالمية، وأسس سموه منظومة متكاملة من التميز والجودة في أداء العمل الحكومي، وكان أبرز أدوات العمل في حكومة دبي، التي جعلتها في مصاف حكومات العالم المتقدم، هي: تميز الأداء، والابتكار والإبداع، المرونة، المصداقية والشفافية، مؤشرات الأداء، العمل بروح الفريق الواحد، والبيئة الإيجابية، إلى جانب استشراف المستقبل، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، وتلبية تطلعات المتعاملين مع الخدمات الحكومية، وتحقيق رضاهم، وإسعادهم عبر تقديم خدمات ذكية على مدار الساعة، تتميز بالسلاسة وسهول الاستخدام. إذ يقول سموه «تطوير أنظمة الإدارة الحكومية، هي أكبر خدمة يمكن أن يقدمها الإنسان لوطنه ولمجتمعه ولأمته، لأن تطويرها يحقق قفزات لكل مجالات الحياة».

وقاد سموه نهضة استثنائية في الإدارة الحكومية، ودفع عجلة النمو والدعم والتقدم الحضاري، ودفع سموه دبي، لاحتلال مراكز متقدمة في مؤشرات التنمية والتنافسية في العالم.

تميز الأداء

وشكل التميز في الأداء الحكومي، هاجساً لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي سبتمبر 1997، أمر سموه بتأسيس برنامج للأداء الحكومي المتميّز، كأول برنامج متكامل للتميّز الحكومي في العالم، ليكون القوة المحركة لتطوير القطاع الحكومي بدبي، وتمكينه من تقديم خدمات متميّزة لجميع المتعاملين معه، والمستفيدين من خدماته، وساهم البرنامج بإحداث نقلة نوعية حقيقية في الأداء والمفاهيم والممارسات والأساليب الإدارية المطبقة في القطاع الحكومي.

ودائماً يحث سموه على إحداث وتأصيل نقلة نوعية في أداء ونتائج وخدمات الدوائر الحكومية في دبي، لتصل إلى مستوى رائد عالمياً، من خلال رصد مؤشرات الأداء، وتقييمها بشكل دوري، لتتعرف إلى مكامن القوة ومكامن الضعف، وتحسينها من خلال مبادرات وبرامج تحول التحديات إلى فرص، والعمل بروح الفريق الواحد، وترسيخ قيم ومبادئ التنافسية الإيجابية والعادلة، وترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع في أداء الموظفين لمهامهم الوظيفية، فضلاً عن تقييم أداء الموظفين، ومناقشة الموظف بنتائج تقييم أدائه بموضوعية وشفافية وتوثيقها، وهذا ما عزز إنتاجية الموظفين في عملهم، وتحملهم لمسؤولياتهم على أكمل وجه.

الجيل الرابع

وفي أبريل 2016، أمر سموه بالتطبيق الفوري لمنظومة الجيل الرابع للتميّز الحكومي بدبي، التي تم إطلاقها على المستوى الاتحادي في 7 مارس 2015.

وتمثل هذه المنظومة، فكراً إدارياً رائداً، إماراتي المحتوى، عالمي المستوى، وتم تطوير منظومة الجيل الرابع للتميّز الحكومي، بناء على توجيهات سموه، بما يتلاءم مع الرؤية الطموحة لدولة الإمارات، في أن تكون من أفضل دول العالم في 2021، ولتواكب هذه المنظومة، البرامج والمشاريع الرائدة التي تطبقها حكومة دولة الإمارات في مجال التطوير الحكومي، وتطوير الخدمات والتوجهات الحديثة في مجال العمل الحكومي، والمتمثلة في تحقيق الريادة في جميع المجالات.

إعداد القيادات

وحرص سموه على إعداد الكوادر القيادية المواطنة، وفي عام 2003، تم إنشاء مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، بهدف «إعداد قادة الغد»، ويشهد اليوم، نتيجة جهوده من البرامج المستهدفة، والتي انبثق منها عدد كبير من القيادات الإماراتية التنفيذية والعليا بالإمارة والدولة، على حد سواء، وسعى المركز إلى تحديد وبناء وتطوير القيادات الإماراتية على كافة المستويات، لتمكينهم من تحقيق رؤية دبي الطموحة، وعلى مدى السنوات الماضية، قام المركز بتخريج أكثر من 600 قائد، يقومون الآن بقيادة مشاريع تسهم في مكانة دبي كمدينة ريادية عالمياً.

مؤشر السعادة

ويعتبر سموه أن تطوير وتغيير الخدمات، هو عمل يومي، وتأثيره في سعادة الناس، هو تأثير حقيقي، وفي هذا السياق، أطلق سموه في أكتوبر 2014، مبادرة «مؤشرة السعادة»، وهي مبادرة فريدة من نوعها، لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، وذلك بشكل يومي.

تحسين الخدمات وفي إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل لا يعرف حدوداً لطموحات دبي، وبتوجيهات ورعاية من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، تم إطلاق مبادرة «مركز نموذج دبي لتقديم الخدمات الحكومية»، كمبادرة استراتيجية، طورت في إطار رؤية سموه، بهدف تحسين الخدمات الحكومية، والارتقاء بها لتعزيز التنافسية العالمية لإمارة دبي.

مسرعات دبي المستقبل

بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تم إطلاق مبادرة «مسرعات دبي المستقبل»، بهدف خلق منصة عالمية متكاملة، لصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية، وخلق قيمة اقتصادية قائمة على احتضان وتسريع الأعمال والحلول التكنولوجية المستقبلية، وجذب أفضل عقول العالم لجربة وتطبيق ابتكاراتها على مستوى مدينة دبي.

«دبي 10x»

ويحرص سموه على تحقيق الرقم واحد عالمياً في كافة المجالات، من خلال مسيرة تنموية تواكب التسارع اليومي والمنافسة العالمية، ويترجم هذه الرؤية، إعلان سموه مبادرة «دبي 10x».

منظومة رقمية تحاكي الثورة الصناعية الرابعة

يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على استشراف المستقبل، والانتقال إلى صناعته، وهذا ما أثمر في بناء منظومة رقمية، أصبحت جزءاً استراتيجياً من الثروة الوطنية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتعتبر المنظومة الرقمية، من بنية تحتية ذكية، وبيانات هي ثروة على الجميع الحفاظ عليها، وتساوي رؤية سموه، بين التقنية والعمل باتجاه تحقيق شكل استثنائي من جودة الحياة، بحيث تعتبر التكنولوجيا، ليست هي الهدف النهائي، بل إن تحقيق سعادة مستدامة للمواطنين والمقيمين والزوار، هو الهدف الذي نسعى إليه في مسيرتنا، بالتعاون مع شركاء في دبي الذكية.

وحافظت دبي الذكية على ريادتها في توفير حلول المدينة الذكية منذ عام 2000، عندما تم إطلاقها تحت مسمى «حكومة دبي الإلكترونية». ثم قام سموه بتغيير المسمى إلى «دائرة حكومة دبي الذكية» في يونيو 2013، تماشياً مع مبادرته القاضية بالتحول إلى عصر الحكومة الذكية.

كما أطلق سموه، مبادرة الثروة الرقمية، والحفاظ عليها، وتأمينها، من خلال شهادات دبي الرقمية، واستراتيجية إنترنت الأشياء، بهدف تشجيع المؤسسات والهيئات الحكومية على الانضمام إلى منظومة التحول الرقمي الذكي في الإمارة، وكذلك تحقيق أهداف خطة دبي الذكية 2021، في التحول نحو حكومة خالية تماماً من المعاملات الورقية.