أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" جعل القمة العالمية للحكومات منصة لـ 140 حكومة حول العالم لتصبح مختبراً ومنصة عالمية وملتقى للعقول والخبرات ومستشرفي المستقبل لتجسيد رؤى سموه في صناعة مستقبل أفضل للإنسانية.

جاء ذلك خلال كلمة معالي محمد القرقاوي في "حوار القمة العالمية للحكومات" الذي عقد اليوم لاستعراض أبرز محاور ومستجدات القمة العالمية للحكومات التي تقام دورتها السابعة في الفترة من 10 - 12 فبراير المقبل في دبي.

وكشف معالي محمد القرقاوي أن القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة تتبنى توجّهاً رئيسياً يتمثل في التركيز على الإنسان في كل مكان حول العالم ومستقبل المجتمع الإنساني لخدمة أكثر من 7 مليارات إنسان عبر تبنّي 7 توجهات مستقبلية محورية هي التكنولوجيا وتأثيرها على حكومات المستقبل والصحة وجودة الحياة والبيئة والتغيّر المناخي والتجارة والتعاون الدولي والتعليم وعلاقته بسوق العمل ومهارات المستقبل والإعلام والاتصال بين الحكومات والشعوب ومستقبل الأفراد والمجتمعات والسياسات.

ولفت إلى أن القمة أصبحت مصدر إلهام للحكومات والشعوب بما تقدمه من نماذج عالمية ناجحة للتنمية تؤدي فيها التكنولوجيا والتجارة الدولية دوراً أساسياً في تطوير العلاقات بين الحكومات والشعوب لضمان مستقبل أفضل للمجتمع الإنساني وترسيخ معايير السلم المجتمعي والعالمي.

وقال رئيس القمة العالمية للحكومات: عالمنا اليوم متصل ومتواصل ومتغير ومتأثر بعوامل مشتركة، فلا يوجد دول نامية وأخرى متقدمة بل أكثر من 7 مليارات من البشر يتطلعون لصحة أفضل، وتعليم أفضل، واستفادة عادلة من التكنولوجيا، وتوزيع عادل للغذاء والطاقة والعيش بسعادة وسلام في العالم.

وأشار محمد القرقاوي إلى أن القمة العالمية للحكومات ستنظم في دورتها السابعة 16 منتدى هي الحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة، والمنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومنتدى الشباب العربي، ومنصة السياسات العالمية، ومنتدى التغيّر المناخي، ومنتدى أهداف التنمية المستدامة، والمنتدى الرابع للمالية العامة في الدول العربية، ويتم تنظيمه بعنوان: "إرساء أسس إدارة رشيدة للسياسات المالية في الدول العربية"، ومنتدى التوازن بين الجنسين، ومنتدى الصحة العالمي، ومنتدى الخدمات الحكومية، ومنتدى أستانا للخدمة المدنية، ومنتدى المهارات المتقدمة، ومنتدى مستقبل الوظائف، ومنتدى مستقبل الاتصال الحكومي، ومنتدى القيادات الحكومية النسائية، ومنتدى مستقبل العمل الإنساني.. مؤكداً على أن المحور الرئيسي لهذه المنتديات سيركز على سبل توجيه أفضل الأفكار والمبادرات وأحدث الابتكارات لخدمة الإنسان على مستويات التنمية والاقتصاد والتعليم والصحة وجودة الحياة.

وأشار إلى أن القمة في دروتها السابعة ستشهد عقد أكثر من 200 جلسة حوارية وتفاعلية من ضمنها العديد من الجلسات المفتوحة وأكثر من 20 اجتماع طاولة مستديرة تتنوع محاورها في مختلف المجالات الحيوية وتلتقي في مخرجاتها النهائية في هدف يتمثل بتعزيز جهود الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية لما فيه خير المجتمع الإنساني.

وأشار معالي محمد القرقاوي إلى أن القمة العالمية للحكومات ستستضيف في دورتها السابعة ثلاث دول ضيوف شرف بدلاً من دولة واحدة كما جرت العادة في الدورات السابقة هي: أستونيا أفضل دولة في مجال التحول الرقمي على مستوى القارة الأوروبية ورواندا صاحبة التجربة الريادية في الانتقال من حالة الحرب والصراع إلى حالة الاستقرار وإطلاق جهود التنمية في فترة زمنية قصيرة على مستوى القارة الأفريقية وكوستاريكا أكثر دول أمريكا اللاتينية تميزاً في تحقيق الاستدامة وجودة الحياة حيث تجتمع الدول الثلاث في القمة العالمية للحكومات بدبي لتقديم تجاربها الريادية للعالم في مجالات التكنولوجيا والتنمية المستدامة والسعادة وجودة الحياة.

وقال محمد القرقاوي: إن القمة العالمية للحكومات أصبحت وجهة تقصدها القيادات العالمية الباحثة عن أفضل الحلول وأحدث الأفكار المبتكرة لخدمة شعوبها ومجتمعاتها، لتصبح أحد أكبر الأحداث العالمية، حيث تستضيف هذا العام وفوداً من أكثر من 140 حكومة ودولة.

وأشار إلى مشاركة شخصيات عالمية مؤثرة من مستشرفي المستقبل والخبراء والمختصين وصنّاع القرار، يجتمعون على منصة القمة لبحث أبرز التحديات التي تواجه الإنسان حاضراً ومستقبلاً.

وكشف رئيس القمة العالمية للحكومات عن مشاركة أكثر من 30 منظمة دولية، من بينها منظمات تشارك للمرة الأولى في القمة مثل منظمة الملكية الفكرية ومنظمة العمل الدولية إلى جانب منظمات أصبحت مشاركاً أساسيا في دورات القمة، أبرزها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق النقد الدولي، وصندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الآسيوي للتنمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأوضح محمد القرقاوي أن القمة تستضيف في دورة هذا العام أكثر من 600 شخصية عالمية بارزة بينهم أكثر من 60 مفكراً، ورؤساء دول وسياسيون ورؤساء شركات، وقال: "إن الحضور رفيع المستوى لقادة الفكر العالميين يعزز مكانة القمة العالمية للحكومات كمصنع للأفكار المبتكرة والسياسات الهادفة لخير الإنسانية، ومظلة جامعة للخبراء والمختصين والمنظمات الدولية والإقليمية الفاعلة في مجالات التنمية المستدامة والصحة والخدمات الحكومية التي تلتقي سنوياً في هذا الحراك العالمي الهادف لاستشراف حلول مبتكرة للتحديات التنموية والمستقبلية.

وأكد أن القمة اليوم تقدّم تجارب ومبادرات ناجحة ونماذج متميزة من مختلف أنحاء العالم لتضعها في متناول صناع السياسات ورواد الأعمال في المنطقة لبناء مسارات النمو والتقدم لمجتمعاتها وشعوبها وإنسانها.

وأشار محمد القرقاوي إلى مواصلة القمة سعيها لتحفيز التجارب الملهمة عبر 5 جوائز عالمية نوعية متخصصة تحتفي بالمبادرات الإنسانية والحكومية المتميزة من مختلف أنحاء العالم، وهي جائزة التجربة الحكومية الأكثر ابتكاراً في العالم، وجائزة أفضل وزير في العالم، وجائزة تكنولوجيا الحكومات، وجائزة تحدي الجامعات العالمية، وجائزة جديدة هذا العام تضيفها القمة للمرة الأولى هي جائزة فن عرض البيانات التي تساعد الحكومات وصنّاع القرار في الاستفادة من المعلومات والبيانات الضخمة عبر تقديمها بصيغ شاملة تسهّل سن القوانين ووضع السياسات واتخاذ القرارات في مصلحة الإنسان.

وأعلن معاليه أن القمة العالمية للحكومات 2019 ستصدر أكثر من 20 تقريراً خلال أيامها الثلاثة، في إطار دورها كمرجعية عالمية لشؤون المستقبل، وستشكل هذه التقارير مراجع موضوعية في مجالات متنوعة تحللها لتقديم معلومات ومعطيات وأرقام موثوقة تساعد صنّاع القرار على سن تشريعات ووضع خطط عمل مدروسة تستند إلى بيانات دقيقة.
وأكد أن القمة العالمية للحكومات تمثل فهماً عميقاً لمحورية الإنسان في صناعة المستقبل، وقد أصبحت ملتقى سنويا للتجارب الحكومية الناجحة التي يتم عرضها من دولة الإمارات في قصص إبداع وابتكار ملهمة تقدم نماذج تحتذى في التغلب على التحديات والاستفادة من الفرص وإحداث الفرق الإيجابي في حياة الإنسان.

وأكّد محمد القرقاوي أن القمة أصبحت منصة للاحتفاء بقصص النجاح الملهمة وتعميم المعرفة بالمبادرات الحكومية الناجحة ومشاركتها مع الحكومات من أجل صناعة مستقبل أفضل للإنسان.

وقال: "القمة العالمية للحكومات تستقطب كبرى المنتديات الإقليمية والعالمية المتخصصة في مجال التنمية والخدمة المدنية التي تجد في القمة منصة عالمية لإطلاق حواراتها واستضافة الخبراء من مختلف أنحاء العالم".

ولفت إلى الدور الريادي الذي سيلعبه متحف المستقبل في رسم ملامح مستقبل البشرية في عصر الثورات التكنولوجية المقبلة، لما فيه تسخير نتائجها وابتكاراتها لخدمة الإنسان والإنسانية وبناء مجتمعات المستقبل المزدهرة التي تحقق معايير جودة الحياة.