تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، احتفلت مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، أمس، بتخريج 134 متدربة من سبع دول عربية في «البرنامج التدريبي لبناء وتطوير قدرات المرأة العربية في قطاع الأمن وحفظ السلام» الذي أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام.
ويهدف البرنامج، الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر ابتداءً من 27 يناير الماضي، إلى تعزيز مشاركة المرأة العربية وتفعيل دورها في قطاع الأمن والسلام.
شهد حفل التخرج اللواء الركن طيار عبد الله الهاشمي الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المساندة بوزارة الدفاع، وفومزيلي ملامبو نفكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتورة موزة الشحي المديرة التنفيذية لمكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إلى جانب عدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بدولة الإمارات والمسؤولين وممثلي الوفود الأجنبية أعضاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
تطوير القدرات
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقت العقيد الركن عفراء الفلاسي قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، كلمة رحبت فيها براعي الحفل، وقالت: «بالأصالة عن نفسي ونيابة عن قيادة التدريب الانفرادي ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية نرحب بالجميع خلال مشاركتهم في تخريج أول دورة من نوعها وهي دورة «بناء وتطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام»، التي ظهرت إلى الواقع بجهود تشكر عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي تحمل همَّ المرأة بشكل عام، وهمَّ المرأة العربية بشكل خاص».
وقدّمت العقيد الركن عفراء الفلاسي الشكر للفريق الذي تعاون وأسهم في إنجاح هذه الدورة، ممثلاً بوزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام ومكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي.
تجربة فريدة
وقالت قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية: «شاهدنا تسابق النساء من تلك الدول إلى دولة الإمارات التي فتحت ذراعيها بإتاحة الفرصة لخوض هذه التجربة الجديدة والفريدة والممتعة بلهفة وحب، فنحن فخورات حين نرى بناتنا وأخواتنا من هذه الدول وهن في بلدهن الثاني يرتدين لباس العز والفخر».
تدريب
من جانبها قالت فومزيلي ملامبو نفكوكا في كلمة لها، إن الهدف من هذا البرنامج التدريبي هو تعزيز تمثيل المرأة العربية في المجال العسكري وعمليات حفظ السلام.. مؤكدة أن البرنامج نجح في تدريب أكثر من مئة امرأة عربية من سبع دول، وأصبحن قادرات على الخدمة وتعزيز الفعالية التشغيلية للعمليات العسكرية وحفظ السلام.
عرض عسكري
وقدّمت الخريجات عرضاً عسكرياً أمام المنصة الرئيسية، مؤديات التحية العسكرية، عقب ذلك تقدم طابور العرض بهيئة الاستعراض إلى الأمام حيث أدين التحية العسكرية ثم رسمت الخريجات من خلال الاستعراض عاماً للتسامح واستعراضاً للحركات الصامتة نالت استحسان الحضور.
كما تضمن الحفل استعراض المهارات العسكرية في فك وتركيب السلاح، وقدّمت الخريجات استعراضاً للقتال في المناطق المبنية وتطهير الخنادق، كما تضمن الحفل مهارات وتدريبات مختلفة تسهم في صقل مهاراتهن وتزودهن بالمناهج التدريبية الحديثة والمتقدمة ضمن إطار برنامج أعد خصيصاً لهذه الدورة من خلال تدريبهن وتأهيلهن ليصبحن متمكنات من العمل بالصورة المطلوبة وعلى أكمل وجه.
وتم تكريم المتفوقات في الدورة على نجاحهن وتفوقهن، وسلّم راعي الحفل الجوائز لأوائل الدورة والمتفوقات، مهنئاً ومباركاً التميز والتفوق العلمي لهن.
نجاح
من جانبها أكدت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، نجاح هذه التجربة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة بفضل الاهتمام الكبير لقيادتنا الرشيدة بالمرأة وتمكينها في المجالات كافة.
وقالت إن المتابعة الحثيثة من جانب أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، كان لها دور كبير في نجاح هذه الدورة، حيث وجّهت بتقديم كل دعم لهذه الخطوة كونها تعطي المرأة القدرة على خوض تجارب جديدة في حياتها المدنية والعسكرية، إذ أثبتت أنها قادرة على ذلك بامتياز.
وقالت الدكتورة موزة الشحي المديرة التنفيذية لمكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأبوظبي: «هذه لحظة مميزة بالنسبة لنا، وخاصة لهؤلاء الشابات اللاتي سيتخرجن اليوم بعد الانتهاء من برنامج التدريب الشاق الذي اختبر قوة تحملهن، ولكنهن أثبتن جدارتهن ومثابرتهن».
ويعد هذا البرنامج الذي يقام بدولة الإمارات العربية المتحدة الأول من نوعه، حيث قام بتدريب مجموعة من النساء العربيات ينتمين إلى سبع دول عربية على عمليات حفظ السلام، ما يعد مثالاً ناجحاً يمكن تطبيقه عالمياً.
كما زوّد البرنامج الذي أقيم برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، مجموعة النساء العربيات بمهارات أساسية في حفظ السلام وحل النزاعات، وخلق حلقات للتواصل ليقمن بدعم بعضهن خلال عمليات نشر القوات الأممية مستقبلاً.
وكان برنامج التدريب العسكري لمجموعة النساء العربيات الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر بدأ في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بأبوظبي، وهي أول أكاديمية عسكرية للنساء في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد أسست عام 1990.
ويتعيّن على جميع المشاركات إكمال المرحلة الثانية من البرنامج، وهو تدريب مدته 15 يوماً على مهام حفظ السلام، والذي يبدأ في الأول من مايو.