أوضحت المهندسة حصة المطروشي قائد فريق إدارة تحليل البيانات العلمية بمشروع «مسبار الأمل» بمركز محمد بن راشد للفضاء أن المهمة العلمية للمسبار تعتبر الوحيدة التي توفر صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ بشكل يومي، مؤكدة أنه تم تحديد هذا المستهدف العلمي بعد التواصل مع المجتمع العلمي العالمي والمهمات الأخرى، وذلك ليتفردوا بتقديم معلومات جديدة تضيف لما هو موجود بهدف كشف أسرار الكوكب الأحمر.
أسرار
وقالت تفصيلاً: «إن الفريق العلمي الخاص بتحليل بيانات المسبار يضم 10 كفاءات إماراتية فضلاً عن أعضاء آخرين من دول غربية من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، يعلمون بشكل متواصل على أبحاث مستمرة من شأنها كشف أسرار الكوكب الأحمر ونقل المعرفة بين الإمارات والغرب»، مشيرة إلى أنه وبشكل عام فإن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يدار من قبل فريق إماراتي يبلغ أكثر من 150 مهندساً وباحثاً خلال مراحل المشروع، حيث سيكونون مسؤولين عن متابعة وتنفيذ كافة مراحل المسبار، من تصميم وتصنيع، واختيار مكان وتقنيات إطلاقه، والاتصال معه والتحكم فيه عن بعد أثناء رحلته، وكذلك استلام البيانات وتحليلها ومشاركتها مع المجتمع العلمي.
معلومات
وذكرت: «أن مسبار الأمل سيكون معنياً بتوفير معلومات يومية عن المريخ من خلال فهم العلاقة والتفاعلات بين طبقات الغلاف الجوي، وكيفية تأثير ما يحدث في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي في كوكب المريخ على الطبقات العليا، كما أنه سيكون مهتماً باكتشاف أسباب تآكل الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، والذي أدى إلى انعدام البيئة المناسبة للحياة على الكوكب».
وأضافت: «أنه خلال الـ 3 سنوات الماضية نظم مركز محمد بن راشد للفضاء، العديد من الورش العلمية والفعاليات التي من شأنها تعزيز ونشر المعرفة فيما يخص مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وأنهم معنيون من خلال فريق العمل بتعزيز اكتساب المهارات ونقل المعارف وتطوير القدرات الوطنية في مجال علوم الفضاء، مبينة أن هناك تعاوناً علمياً وبحثياً وشراكات استراتيجية مع مراكز بحثية متخصصة عالمياً في مجال الفضاء، وذلك في إطار التعاون المستمر مع المجتمع العلمي العالمي ونقل المعرفة منهم لكي يستفيد منها طلابنا وباحثونا في الجامعات الإماراتية».
وأكدت: أن هذا التعاون العلمي ساعد كثيراً في الارتقاء بمعرفة وأبحاث طلابنا، خاصة أن هناك مهمات عالمية تهتم بكوكب المريخ، وهناك الكثير من المعلومات التي تم الكشف عنها، ولذلك فإن الاطلاع على هذه المعلومات يضيف كثيراً لنا كفريق علمي مشرف على مسبار الامل، فضلاً عن أنه وبالتوازي مع ذلك فإننا على تواصل أيضاً مع المتخصصين والباحثين الطلبة في الجامعات الإماراتية لاطلاعهم على هذه المعلومات، ومساعدتهم على تطوير أوراقهم البحثية، ومن ثم الارتقاء بقدراتهم ومعارفهم، وهذه الخطوة جعلت كثيرين منهم يجرون أبحاثهم داخل الدولة، دون تكبد عناء السفر للخارج لمتابعة أوراقهم البحثية، فيما يسير بالتوازي مع ذلك، إطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء لبرنامج المنح البحثية، الذي يهتم بتمويل المشاريع الطلابية المعنية بعلوم الفضاء.
مخرجات علمية
ولفتت إلى أن المخرجات العلمية للتبادل المعرفي الذي يتم مع المجتمع العلمي الدولي، نتج عنه وجود الكثير من الأوراق البحثية العلمية المهتمة بقطاع الفضاء والأبحاث والنشرات المتخصصة التي يقدمها أبناء الامارات في المحافل الدولية.
وذكرت أن الفريق العلمي الخاص بتحليل البيانات العلمية لمشروع «مسبار الأمل» يعمل بشكل حثيث من خلال استخدام أفضل التقنيات والتكنولوجيات في هذا الشأن، وذلك للتعامل مع البيانات التي سيتم إرسالها من المريخ بشكل محترف وصحيح، موضحة أن المسبار سيقوم بجمع أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن الكوكب، ولذلك فإنه من المهم إدارة وتحليل هذه المعلومات بشكل محترف، خاصة أن المعلومات سيتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الدولة، فيما سيقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي تتوافر للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها بشكل مفتوح ومجاني مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
85 % جاهزية
أصبح «مسبار الأمل» جاهزاً بنسبة 85%، حيث تم الانتهاء من معظم الأجزاء الرئيسة له، فيما يعكس المشروع مجهودات الإمارات لاستكشاف الكوكب الأحمر، كونه أول مشروع من نوعه عربياً، للخروج للفضاء والكشف عن أسراره والمشاركة في دعم الجهود العلمية للتعرف على الكواكب الأخرى.