كشفت شمسة صالح، المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، لـ«البيان»،عن عزم المؤسسة ضمن خطتها الاستراتيجية، إطلاق برنامج «القيادات النسائية المتسارعة من منظور الابتكار»، مشيرة إلى أن المؤسسة تعكف حالياً على وضع محتوى البرنامج تمهيداً لإطلاقه خلال الربع الأول من عام 2020، ليحاكي توجهات ورؤية الدولة 2071، واستشراف المستقبل، من خلال تطوير التفكير القيادي لدى النساء في مراكز صنع القرار.

وقالت إن مثل هذه البرامج تسهم في خلق بيئة عمل مستقبلية محفزة للمرأة وتدعم تمثيل المرأة في مراكز صنع القرار في مجالات العمل المختلفة وفتح فرص وآفاق جديدة لرفع مشاركة المرأة.

وأشارت إلى أن المؤسسة كانت أطلقت برنامجا مماثلا للقيادات النسائية له بالتعاون مع كلية آشريدج هالت لإدارة الأعمال الدولية في المملكة المتحدة، بهدف تطوير مستوى القيادات الفاعلة وكيفية بناء كوادر وطنية مؤهلة، قادرة على المشاركة بفعالية في كافة المجالات، إلى جانب تشجيع الرؤى الجديدة حول القيادة من منظور الريادة والابتكار التجديدي الذي يعد نهجاً جديداً يعتمد على التفكير الابتكاري والاستراتيجي الذي يتبنى التطوير في العمل لخلق مؤسسات أكثر قدرة على التجديد والابتكار، وذلك بهدف تحقيق نتائج وإنجازات غير مسبوقة في مجال القيادة.

تفاعل

وشاركت في هذا البرنامج قياديات إماراتيات من مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتضمنت ورش عمل وجلسات تفاعلية، عقدت بمشاركة خبراء ومبدعــين وأعــضاء هيئة التدريس بجامعة آشريدج هالت، تناولت سبل التفكير والتخطيط المستقبلي القادر على مواجــهة التحديات، والاطلاع على أفضل الممارسات وأحدث أساليب القيادة بالعمل المؤسسي من خلال زيارات لمؤسسات وشركات عالمية تعتمد نهجاً ابتكارياً وإبداعياً مثل «جوجل»، وتم تخريج دفعتين من البرنامج، الدفعة الأولى في عام 2017 والدفعة الثانية في عام 2018.

وكشفت مديرة مؤسسة دبي للمرأة كذلك عن عزم المؤسسة إطلاق مبادرة «قدوة» على مستوى دول الخليج العربي سبتمبر المقبل، والتي تستهدف تنظيم جلسات الإثراء المعرفي لقدوات نسائية إماراتية يسردن فيها قصص نجاحهن أمام طالبات الجامعات.

مساعٍ

وأوضحت أن المؤسسة أسهمت من خلال برامجها المختلفة ومساعيها الحثيثة بتوجيهات من حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، في ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة الحكومية إلى 17%، وفي شركات الأسواق المالية وصلت إلى 5% مقـــارنة بعام 2009 حيث كانت 1.2%، وأرجعت شمسة الزيادة إلى رؤية القيادة الحكيمة لتعزيز دور المرأة في كل مجالات المسيرة التنموية للدولة وخططها المستقبلية وارتفاع نسبة الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة الإماراتية شريكاً رئيــساً في التنمية، ورفع نســـبة وجودهــا في سوق العمل.

وأشارت إلى أن القــيادات النسائية في قطاع السوق المالي كن يفتقرن للوعي بكيفية الترشح، لذا سعت المؤسسة إلى توقيع العـديد من الاتفاقيات مع هذا القطاع هدفت إلى رفع الوعي لدى الطرفين بأهمية وجود المرأة في هذه المجالس، من خلال قاعدة البيانات التي كونتها المؤسسة، مشــيرة إلى أن هذه الاتفاقيات أسهمت في رفع نسبة تعيين المرأة في مجالس الإدارة، ولفتت إلى جهود هيئة الأوراق المالية والــسلع في هذا الصدد.

تعاون

ومن جهة أخرى أوضحت شمسة أن المؤسسة توفر نوعين من البرامج بالتعاون مع «حوكمة»، وهما القيادات النسائية والقـــيادات المتوسطة، واللذان يهيئان المـــرأة للترشح لمجالس الإدارة ومجالس الصف الثاني، وتعرفها بمعايير الحوكمة، بما يخلق قاعدة بيانات من نساء مؤهلات للمناصب القيادية تتكون من 200 امرأة.

ويهدف برنامج أساسيات حوكمة الشركات والمؤسسات الحكومية الذي أطلقته المؤسسة بالتعاون مع معهد حوكمة الشركات، التابع لسلطة مركز دبي المالي العــالمي، إلى ترسيخ أنظمة وممارسات الحوكمة بالمؤسسات، وتعزيز المهارات القيادية والإدارية للمُشارِكات فيه، من خلال التعريف بمفهوم الحوكمة وأبرز مبــادئها وعناصرها وضوابطها ومتطلباتها، وأهميتها للمؤسسات والعاملين بها والمساهمــين فيها. حيث تمت مشاركة قـــياديات إماراتيات بمؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وتم تخريج 6 دفعات من البرنامج حتى الآن.

تبادل

وقالت إن كافة برامج التمكين التي أطلقتها المؤسسة شهدت نجاحاً لافتاً ومن أمثلة ذلك، برنامج القيادات النسائية للتبادل المعرفي أوضحت شمسة أن الابتكار يتطلب اليوم تفعيل قنوات التواصل والتعاون بين جميع القطاعات والمناطق، ووجود قادة يتمتعون بالقدرة على دعوة الناس للعمل معاً بطرق مبتكرة أكثر فاعلية. ومن هنا، وحدت «مؤسسة دبي للمرأة» جهودها مع «شبكة نساء من أجل التنمية المستدامة» من جامعة «لوند» السويدية لإطلاق هذا البرنامج المشترك للقيادة الإدارية بهدف دعم السيدات اللواتي يتولين قيادة شركات في عالم اليوم الذي يشهد تغيرات مستمرة. كما يهدف البرنامج إلى بناء بيئة اجتماعية داعمة للسيدات المشاركات.

وتضمن برنامج التبادل مرحلتين، الأولى تقام في مملكة السويد، والثانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تخريج 3 دفعات من البرنامج مشيرة إلى أنه خلال إحدى الزيارات لدولة السويد لوحظ انبهار دولي بتجربة الإمارات في تمكين المرأة في كافة القطاعات.

أهداف

أوضحت مديرة مؤسسة دبي للمرأة أن جلسات التمكين تنطوي على أربعة أهداف هي تقديم الدعم المهني والتطوير القيادي والمهارات الإدارية للمؤسسات المهنية، وربط المشاركات مع فرص المشاركة والتعلم عبر الشبكات، وتشجيع المشاركين على تحقيق التطور الذاتي، بالإضافة إلى المساهمة في تضييق الفجوة بين الجنسين والنجاح المشترك في مجال القيادة.

أما برنامج مهارات القيادة من منظور الفروسية الذي تم إطلاقه عام 2013، فقد خرج ثماني دفعات حتى الآن، مشيرة إلى أنه تم تصميمه لدفع الملتحقات إلى مستويات جديدة من فاعلية القيادة، وإزالة الحواجز الشخصية عن طريق مواجهة العوامل العاطفية والبيئية المشتركة التي يمكن أن تحد من النمو الشخصي والمهني، وذلك عن طريق التركيز على تطوير القيادة الشخصية من خلال منهجية الفروسية.