أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن العالم بات أقرب من أي وقت من القضاء التام على مرض شلل الأطفال، حيث نشر سموه تدوينة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لشلل الأطفال.
والذي يوافق الـ 24 أكتوبر من كل عام، جاء فيها:«في#اليوم_العالمي_لشلل_الأطفال، فخورون بالجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات، بتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتعاون مع شركاء دوليين، حتى بتنا أقرب من أي وقت، من القضاء التام على هذا المرض، الذي لم يعد خطراً يتهدد أطفال مناطق عدة من العالم».
وفي السياق، أشاد مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية، بالجهود البارزة التي تبذلها الإمارات، من أجل مكافحة مرض شلل الأطفال والقضاء عليه عالمياً، منوهين في هذا الصدد، بمنتدى «بلوغ الميل الأخير»، والذي تستضيفه أبوظبي في 19 نوفمبر المقبل، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
تضافر الجهود
ودعا المسؤولون بمناسبة اليوم العالمي لمرض شلل الأطفال، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، إلى ضرورة تضافر الجهود العالمية للحكومات والمجتمع الدولي، للوصول إلى عالم خالٍ من مرض شلل الأطفال.
وقال مايكل زافران مدير مبادرة القضاء على مرض شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية: «إن مرض شلل الأطفال معدٍ، وقابل للتحول إلى وباء، وإذا لم يتم احتواؤه، سيكون من الصعب السيطرة عليه».
وأضاف: «ينبغي القضاء على المرض نهائياً، حتى لا يعاود الظهور في الدول التي قضت عليه بالفعل».
وأكد أن منظمة الصحة العالمية، تعي أن الفشل في تبني مناهج استراتيجية للقضاء على شلل الأطفال، يمكن أن يؤدي إلى ظهور 200 ألف حالة جديدة مصابة بالفيروس، الذي يصيب الأفراد كل عام، وتعلم جيداً أيضاً أن الفشل في القضاء على شلل الأطفال، سيؤدي إلى عودة ظهوره عالمياً، وفي غضون 10 سنوات، سنشهد مرة أخرى 200 ألف طفل مصاب بشلل الأطفال في جميع أنحاء العالم كل عام».
تفاؤل
وفي رده على سؤال حول ما ينبغي عمله لتجنب إعادة انتشار المرض مجدداً، قال زافران: «الأمر الذي يبعث على التفاؤل والثقة، أننا نمتلك الأدوات اللازمة كافة للقضاء على مرض شلل الأطفال، ولا تزال الدول المتأثرة بالمرض، تكثف جهودها من أجل تحقيق ذلك».
ونوه بأن فيروس شلل الأطفال البري، يوجد الآن في أجزاء من باكستان وأفغانستان، وتوقع أن تعلن لجنة الهيئة العالمية لإصدار الشهادات بشأن القضاء على مرض شلل الأطفال، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، القضاء على فيروس شلل الأطفال من النوع «3» و«WPV3» عالمياً.
نجاح
ووصف حامد جعفري رئيس وحدة القضاء على مرض شلل الأطفال في شرق المتوسط بالمنظمة في العاصمة الأردنية عمان، الإعلان المتوقع من قبل اللجنة بشأن القضاء على فيروس شلل الأطفال من النوع «3» و«WPV3» عالمياً، بأنه إنجاز عظيم.
وقال جعفري: «يتبقى نوع واحد فقط من فيروس شلل الأطفال البري المتداول في بلدين فقط حول العالم». وأضاف: «أفريقيا لم يكتشف بها أي فيروس شلل أطفال بري من أي نوع منذ سبتمبر 2016، والمنطقة الأفريقية بكاملها مؤهلة للحصول على شهادة خالية من جميع أنماط شلل الأطفال البري في يونيو المقبل».
وأكد جعفري أن القضاء على «WPV3»، أظهر أن سبل مكافحة المرض نجحت، إذ تم القضاء بنجاح على أنماط الفيروس تماماً، وأشار إلى أن الاستراتيجيات الجديدة تساعد في الوصول إلى أكثر الفئات ضعفاً، لا سيما في مناطق الخزان المتبقية».
وأضاف: «يجري حالياً تطوير أدوات جديدة، بما في ذلك لقاح جديد لضمان معالجة مخاطر شلل الأطفال المستمدة من اللقاح على المدى الطويل، غير أن هذه الأدوات والسبل تكون فاعلة فقط إذا تم تمويلها وتنفيذها بشكل كامل».
وفي تعليقه على تعاون منظمة الصحة العالمية مع الدول الشركاء، قال جعفري: «نواصل العمل مع كل الدول لمعالجة تهديدات الأمراض المعدية، لضمان وجود أنظمة صحية قوية، وتحقيق هدف ضمان رعاية صحية عالمية».
وسلط جعفري الضوء على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في القضاء على الأمراض المعدية، لا سيما في مناطق النزاعات، وقال: «إن جهود ودعم الشركاء، مثل دولة الإمارات، أمر في غاية الأهمية».
دعم
وفي تعليقه على حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال في باكستان، أكد جعفري أن دعم الإمارات حاسم بالنسبة للقائمين على عملية التطعيم، للوصول إلى الأطفال في مناطق باكستان.
وأوضح: «إن ذلك يؤكد ما الذي يمكن تحقيقه، عندما تعمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني سوياً، في إطار قضية مشتركة».
وقال: «لقد أثبت برنامج شلل الأطفال حقاً، أنه يمكن الوصول إلى كل طفل، في ظل وجود إرادة سياسية واجتماعية كافية، هذه هي طبيعة جهود القضاء على المرض، عليك أن تصل إلى كل طفل، وإلا فلن تنجح». ونوه بمنتدى «بلوغ الميل الأخير»، الذي تستضيفه أبوظبي في 19 نوفمبر المقبل.
تضافر الجهود
وأكد جعفري أن: «مثل تلك المنتديات ضرورية لدعم الجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال، وفرصة للمجتمع الدولي لتضافر الجهود الجماعية للوصول إلى عالم خالٍ من هذا المرض».
وفي ما يتعلق بجهود الإمارات على صعيد مكافحة المرض في باكستان، أشاد المسؤول الدولي بالتزام الإمارات بدعم جهود التصدي لمرض شلل الأطفال والقضاء عليه، منوهاً بتبرعات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي بلغت حوالي 168 مليون دولار، وذلك لصالح الجهود العالمية للقضاء على هذا المرض.
مؤسسة غيتس: الإمارات شريك تاريخي
أكدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس أن هناك حاجة لجمع 3.27 مليارات دولار إضافي، لتحقيق هدف القضاء على مرض شلل الأطفال، وأعربت عن فخرها بالتعاون مع دولة الإمارات، في عدد من المبادرات للقضاء على الأمراض حول العالم، خاصة مرض شلل الأطفال».
وأكد جاي فينغر مدير برنامج القضاء على مرض شلل الأطفال في المؤسسة، أن: «الإمارات شريك تاريخي وممول للبرنامج، ولعبت دوراً محورياً في جهود مكافحة المرض، خاصة على صعيد باكستان، وأسهمت في إيصال التطعيمات إلى بعض أكثر المناطق صعوبة في البلاد».
دعم
وقال: «من الضروري أن تحصل مبادرة القضاء على مرض شلل الأطفال العالمية، على المزيد من الدعم السياسي والمالي من الحكومات والمانحين على المستوى العالمي»، منوهاً بأن هذه المبادرة تأسست منذ 3 عقود، ونجحت في القضاء على 99.9 % من حالات شلل الأطفال، إلا أن هناك حاجة للقضاء التام على المرض. وسلط فينغر الضوء على منتدى «بلوغ الميل الأخير».
والذي تستضيفه أبوظبي في 19 نوفمبر المقبل، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ووصفه بأنه مناسبة مهمة للغاية، من أجل الدعوة لهذا الدعم المالي المطلوب. ويجمع المنتدى قادة الصحة حول العالم، لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات حول كيفية تحديد الأمراض المعدية والقضاء عليها.
وينعقد منتدى هذا العام، تحت عنوان «تسريع الوتيرة»، ويأمل في ضمان التمويل والتنفيذ الكاملين للجهود المبذولة لإنهاء المهمة.
وقال فينغر بهذا الشأن: «إن تلك الفعاليات تضمن استمرار حملات التطعيم، وحماية أكثر من 400 مليون طفل من مرض شلل الأطفال كل عام، وفي كل مكان».
عوامل
وبشأن باكستان، قال فينغر: «إن هناك عدة عوامل أسهمت في ارتفاع حالات الإصابة بشلل الأطفال البري في باكستان هذا العام، من بينها تنقل السكان، والمفاهيم الخاطئة المتعلقة باللقاح، والتي تؤدي إلى رفض الوالدين».
وأضاف: «تمثل باكستان 80 % من جميع حالات الإصابة بشلل الأطفال البري على مستوى العالم، وتعد أفغانستان البلد الثاني، الذي ينتشر فيه فيروس شلل الأطفال البري». وعلى الرغم من الأرقام المثيرة للقلق، أشار فينغر إلى أهمية الاعتراف بالتحسن الذي شهدته باكستان على صعيد عدد حالات الإصابة السنوية في عام 2014.
وأكد أن شركاء مبادرة القضاء على مرض شلل الأطفال العالمية، يواصلون تعاونهم الوثيق مع حكومة باكستان، للتصدي لتحديات القضاء على مرض شلل الأطفال، موضحاً أن المبادرة اقترحت استراتيجية 2019-2023، للقضاء تماماً على المرض.
وشدد فينغر على أن المبادرة تواصل جهودها في هذا الصدد، مشيراً إلى أنه تم القضاء على المرض في بعض المناطق التي كان يتعذر تقديم خدمات الرعاية الصحية بها، بما في ذلك مناطق الحروب.