عقدت وزارة الدفاع أمس مؤتمراً صحافياً في واحة الكرامة للإعلان عن أجندة مؤتمرها السنوي «مؤتمر القادة لحروب القرن الواحد والعشرين» الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يومي 6 و7 نوفمبر المقبل في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ونادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.
ويحمل المؤتمر عنوان: «كسب الحرب الرقمية»، وهو الموضوع الذي أكدت القيادات في وزارة الدفاع أنه من أهم الموضوعات التي تجري في خضم الحروب المعاصرة غير التقليدية.
وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع: «أنه انطلاقاً من إيمان وزارة الدفاع بما للتقنية الرقمية وتطور الذكاء الاصطناعي من تأثير مباشر على مقتضيات الدفاع على الأمن الوطني، وفي سبيل حماية سيادة الدولة ومقدراتها، فقد اختارت «كسب الحرب الرقمية» موضوعاً لمؤتمرها لهذا العام».
وأضاف معاليه: «لقد أصبحت الحروب الرقمية تشكل تهديداً حقيقياً أمام الدول، وتحدياً لقدرتها على حماية فضائها الرقمي أو السيبراني. وعليه، يناقش هذا المؤتمر تحديات الحروب الرقمية وتأثيرها على الأمن الوطني للدول، والبحث عن أفضل السبل والوسائل لتحقيق النصر في مثل هذه الحروب».
ومن جهته، أكد مطر سالم علي الظاهري وكيل وزارة الدفاع أهمية مؤتمر «كسب الحرب الرقمية»، الذي يأتي ضمن خطة مؤتمرات وزارة الدفاع الاستراتيجية التي انطلقت عام 2015، بهدف المساهمة في إعداد قادة المستقبل لمواجهة تحديات حروب القرن الـ 21.
وذكر أن التكنولوجيا الناشئة أصبحت تُغير طابع الحرب، وخاصة بما نشهده من الانتشار السريع والتأثير المباشر والفاعل للتكنولوجيا الرقمية على بيئة العمل الدفاعي، والتي دفعت نحو طرح ودراسة ومناقشة التحديات التي تحدثها الحروب الرقمية على البيئة الأمنية الدفاعية.
مساهمة
ومن ناحيته أفاد الدكتور إسماعيل البلوشي، المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع، بأنه تعزيزاً للرؤية الاستباقية لوزارة الدفاع في تناول القضايا الاستراتيجية الكبرى للدفاع عبر الإسهام في تطوير وتوحيد الوعي المعرفي الوطني، وتعميق إدراك جميع المكونات الوطنية بطبيعة التحديات الدفاعية، سيناقش المؤتمر عدداً من المواضيع التي تهم الساحة الوطنية والدولية، ومنها: تحديات الحرب الرقمية، والنظم المستقلة في الحرب، والابتكار والتحديات الاستراتيجية المستقبلية، وتباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط، والأمن السيبراني، والفضاء، وعمليات التأثير في العصر الرقمي، والنظم المسيرة، والجاهزية الوطنية لمواجهة التهديدات الرقمية، وتأمين البنية التحتية الرقمية.
قيمة مضافة
وأوضح أن المؤتمر سيكون قيمة مضافة في تسليط الضوء على مجالات الحرب الرقمية، وذلك من خلال تقديم أحدث الرؤى والدراسات والاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بالاتجاهات سريعة التطور في الصراعات الرقمية، وتأثيرات تهديداتها المحتملة والناشئة والمتغيرة على البيئة الأمنية الدفاعية، لتعميق قدرات التكامل الوطني لكسبها.
وذكر الدكتور إسماعيل البلوشي أن وزارة الدفاع مستمرة في نهجها الاستباقي لفهم طبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية، والنظر في كيفية تطوير قدراتها الاستراتيجية بما يتناسب مع الطبيعة سريعة التغير في البيئة الدفاعية في جميع جوانبها، وما يختص بحماية الفضاء المفتوح لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز القدرة على الاستمرار في كسب المعارك الرقمية والحفاظ على القطاعات الحيوية والمجتمع، وذلك عن طريق الاستعداد الاستباقي للتحديات.
تطورات
وأشار إلى عدد من الأمثلة، منها أن التقنية تقود التطورات السريعة في القدرات الذاتية للأنظمة غير المأهولة، وأن هذه الأنظمة ستؤدي وبشكل متزايد دوراً مهماً في الصراعات المستقبلية وصولاً إلى زيادة التحكم الذاتي في أنظمة الأسلحة، والذي سيؤدي إلى تحديات في الاستقرار القانوني والأخلاقي والسياسي والاستراتيجي.
لقد بدأت الحكومات في التعامل مع كيفية مواجهة التحديات والفرص المرتبطة بزيادة التحكم الذاتي، وذلك لأن التكنولوجيا تتطور بسرعة في هذا المجال، وسيتم استخدام مجموعة كبيرة من شبكات الاتصالات، وشبكات واسعة من الأجهزة الذكية، إلى جانب زيادة السرعات.