أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أن ما «توليه دولة الإمارات من حرص على صون وحماية التراث، إنما ينطلق من الرؤية التي أرساها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

حيث بقيت كلماته نبراساً ومنهجاً، فـ «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر».

وأكد سموه في معرض تقديمه لكتاب «السنع - قيم خالدة على مر العصور»، من تأليف عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد سارا على ذات النهج الحكيم.

وقال سموه: «إن الدول المتقدمة هي التي تستثمر تراثها، وتسخره لخدمة المستقبل، لأنه المحرك الأساسي لعجلة الثقافة في أي بلد»، معتبراً سموه أن التراث هو «المحطة الأولى في مسيرة المجتمعات، ومنه تنطلق إلى الحاضر والمستقبل».

وأشار سمو ولي عهد دبي، في معرض تقديمه إلى أننا نعيش في «وطن يمتلك إرثاً حضارياً عريقاً، يشكل قاعدة صلبة، مستلهماً من قيم متوارثة من الآباء إلى الأبناء عبر العصور، صنعت هويته جيلاً بعد جيل». وقال سموه إن ذلك «هو ما أهّل مسيرتنا التنموية للمضي إلى الأمام بقوة وصلابة وعزم، وتحقيق النجاحات المتتالية في مسيرة التقدم الإنساني». وأكد سموه أن تسليح الشباب بالعلم والمعرفة، والحفاظ على الهوية الوطنية ركيزتان أساسيتان.

وقال سموه: «حيث إننا في سباق مع العالم لا يتوقف، من أجل بلوغ الصدارة، فإننا نؤمن بركيزتين أساسيتين في رحلة التنافسية هذه للنمو، في خطين متوازيين نحو الأمام، وهما: تسليح الشباب بالعلم والمعرفة، والحفاظ على الهوية الإماراتية».

إضافة نوعية

وسعى عبد الله حمدان بن دلموك، عبر كتابه الجديد، الذي قام بتوقيعه أمس، إلى توضيح الفروقات بين «السنع» و«الإتيكيت»، في إضافة نوعية للمكتبة التراثية المحلية، نظراً لثرائه بالتفاصيل التي تتعلق بـ «السنع»، وتركيزه على جانب مهم من التراث الإماراتي، يندرج تحت مظلة العادات والتقاليد المحلية.

الكتاب الجديد، كان ترجمة مكتوبة لفقرة «السنع»، التي دأب على تقديمها عبد الله حمدان بن دلموك، على أثير إذاعة الأولى، التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وهو ما أكده بن دلموك لـ «البيان»، حيث قال: «ما تتضمنه دفتا الكتاب من معلومات، هو عبارة عن ترجمة لعدد كبير من حلقات فقرة السنع، التي تم تسجيلها خصيصاً لإذاعة الأولى».

أهمية

وقال: «بتقديري أن أهمية الكتاب تكمن في تقديمه لجانب مهم من الموروث الاجتماعي الخاص بالإمارات، وقد سبق أن قدمنا هذه الفقرات في الإذاعة، ولكن فضلنا تقديمها في كتاب، حتى نضمن وصوله إلى كافة شرائح المجتمع». وأشار بن دلموك إلى أن الكتاب يستهدف مواطني الدولة بالدرجة الأولى، إلى جانب شرائح المجتمع الأخرى.

ولذلك فضلنا إصدار الكتاب باللهجة المحلية، حتى يسهل فهمه والتعامل معه. ونوه بن دلموك بأنه سعى خلال كتابه، إلى توضيح الفرق بين مصطلحي «السنع» و«الإتيكيت». وقال: «الفرق كبير بينهما، حيث إن «السنع» تعني الأدب والأخلاق النبيلة والاحترام والتربية، بينما «الإتيكيت» عبارة عن إجراءات يلتزم بها الفرد، ولكنها تختلف عن طبيعة ما تفرضه عاداتنا وتقاليدنا في الإمارات».

باب خاص

الكتاب الذي يتألف من 172 صفحة، تضمن باباً خاصاً بـ «السمات الصوتية للهجة الإماراتية»، حيث يوضح فيه بن دلموك كيفية نطق الهمزة والأحرف في اللهجة المحلية، كما يعرج فيه إلى الصفات البنائية للهجة الإماراتية، حيث يمكن هذا الباب، القراء من المضي في قراءة الكتاب الذي كتب باللهجة المحلية.

وتضمن الكتاب أيضاً تعريفاً للهوية الوطنية، والتفريق بين الإتيكيت والسنع. علماً بأن الكتاب تم تزويده بخاصية «كيو آر كود»، وذلك من أجل تمكين القراء من الاستماع إلى فقرات السنع المذكورة في الكتاب.