لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تشارك الإمارات العالم، إحياء يوم التطوع العالمي، الذي يصادف الخامس من ديسمبر كل عام، بالتركيز على قيم وثقافة العمل التطوعي في المجتمع، باعتباره جزءاً من المنظومة التنموية التي تعيشها الدولة، في شتى المجالات، وكذلك تسلّط المناسبة الضوء على إنجازات الإمارات في مسيرة العمل الإنساني، وكذلك مساهماتها اللافتة في هذا المجال، إذ تقدم للعالم تجربة زاخرة بإنجـازات العمـل التطوعي والإنساني.
وتأتي المناسبة في الوقت الذي تسهم الإمارات في جهود التطوع إقليمياً ودولياً من خلال إطلاق العديد من المبادرات المهمة التي تقدم خدمات مجتمعية في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والبيئية والثقافية.


وتستمد التجربة الإماراتية في العمل التطوعي قوتها من اعتبارات رئيسة أولها إيمان القيادة السياسية في الدولة بقيمة العمل التطوعي كونه رافداً أساسياً من روافد تنمية المجتمع والنهوض بمكانته، وثانياً وجود منظومة قوية من المؤسسات المتخصصة تعمل بنجاح في شتى مجالات العمل التطوعي وفي طليعتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وثالثاً الثقافة المجتمعية، حيث يمثل العمل التطوعي أحد أبرز أوجه التكافل والتلاحم الذي يتمتع به أبناء الإمارات والذي يعكس مدى تمسكهم بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية.


وتزخر التجربة الإماراتية في العمل التطوعي بالإنجازات والنجاحات التي حققتها مجموعة من المؤسسات والهيئات التطوعية في جميع أنحاء الدولة.


وتعتبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية في مجال جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصورة فردية أو جماعية تابعة للهلال لتوزيع الأدوار التطوعية.


وتوفر هيئة الهلال الأحمر عدة برامج تطوعية تعمل مع مهنيين وطلاب من الجامعات والمدارس وتنقسم إلى ثلاث فئات هي: الهلال الطلابي ويشمل طلاب المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، والهلال الجامعي ويتضمن طلاب الجامعات، وأخيراً برنامج العمل التطوعي العام المفتوح لجميع الأفراد من سن 18 سنة فما فوق الذي يشمل جميع أفراد المجتمع. وأنجز منتسبو المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات» 452,093 منتسباً للعمل التطوعي، بحسب أحدث إحصاءات الموقع الإلكتروني الرسمي للمنصة، بواقع 7999 فرصة تطوعية، ومشاركة 504 مؤسسات، وإجمالي 3486894 ساعة تطوعية.

وتعتبر المنصة الوطنية للتطوع أول منصة ذكية من نوعها والأكبر على مستوى الدولة، كمنصة شاملة وتفاعلية لتطوير وتنظيم الجهود التطوعية في الدولة من خلال تسهيل عملية البحث عن فرص تطوعية حسب الميول والاهتمامات والمهارات والخبرات المتاحة لدى كل راغب في الانخراط، ولعب دور الوسيط بين الراغبين في التطوع والفرص التطوعيّة المتاحة من قبل مؤسسات القطاعين العام والخاص.
ويقوم المعنيون بإدراج أسمائهم وتسجيل حساباتهم على الموقع، في حين تقوم المؤسسات بالإعلان عن الفرص التطوعية حسب احتياجاتها، ومن أبرز المؤسسات إكسبو 2020، وزارة التربية والتعليم، الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، تكاتف، صانعو الأمل وغيرها من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.


ومن الفرص المتاحة عبر المنصة المشاركة في تنظيم احتفالات رأس السنة الميلادية 2020 - بالتعاون مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في واجهة المجاز المائية – الشارقة، حيث وجه برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي التابع لمؤسسة الإمارات دعوة المتطوعين للمشاركة، ودعوة من وزارة التربية والتعليم لطلبة الجامعات للمشاركة في تنفيذ الدورة الثانية من دبلوم الصغار ضمن اهتمامات الوزارة بتقديم كافة أشكال الدعم الأكاديمي لطلبة المدرسة الإماراتية من الصفوف الأولى وحتى السابع في مادة اللغة العربية والرياضيات، وستعقد في عدد من المدارس على مستوى دبي والإمارات الشمالية من 5 يناير إلى 9 يناير، كما وجهت دعوة أخرى للمتطوعين الراغبين بالمشاركة في تنظيم المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار وهو إحدى أهم المبادرات المبتكرة والنوعية التي أطلقتها الوزارة منذ 2016 وهو حدث مهم يستهدف ما يزيد على 21 ألف مشارك وزائر سنوياً، ويساهم بشكل جوهري بالنهوض بالابتكار والريادة في الدولة ويهدف لإحداث نقلة نوعية في نظام الابتكار الوطني، ويقام في الفترة من 4 ـ 8 فبراير المقبل بدبي.


رواد التطوع


وتطلق مؤسسة الإمارات مبادرة «روّاد التطوع» شبابنا على خطى زايد عبر منصة «متطوعين. إمارات»، لروّاد العمل التطوعي والتي تسعى إلى استثمار طاقاتهم الإبداعية لخدمة مجتمعهم، من خلال دعم وتشجيع الشباب (أفراد أو مجموعات تطوعية) وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للتعرف على المشاريع التطوعية المطروحة وتمويلها، وتهدف المبادرة إلى دعم أفكار ومبادرات شبابية واحتضان أفكارهم التطوعية.


مسارات للتطوع


كما استحدثت وزارة التربية والتعليم مجموعة من المسارات ضمن أطر موجهة يتم من خلالها تأهيل وتمكين المتطوعين للعمل التطوعي في مجال تخصصي محدد يقوم على المهارات والبرامج التي حصل عليها خلال المسار واجتازها بنجاح وتتمثل في المسارات التالية: الفضاء والطاقة النووية التحكيم، التقييم، التدريب، التطوع الإعلامي، التنظيم، الروبوت، البرمجة، الكشافة ـ التراث والسلع، والأمن والسلامة، وإكسبو، حيث يقوم المتطوعون من الطلبة بخدمة المجتمع بعد انتسابهم لهذه المسارات بالتطوع في المجال الذي التحقوا به وتم تأهيلهم فيه، كما أطلقت جائزة تشمل 6 فئات في مجالات العمل التطوعي وخدمة المجتمع، حيث تمثل إنجازات الفرد والمجتمع والجهات في التطوع وأهم معاييرها الساعات، المبادرات، البرامج التدريبية في مجال التطوع، المساهمات لخدمة التطوع والبرامج المجتمعية. بما يواكب رؤية الحكومة في إعداد أجيال المستقبل. وألزمت المدارس بتشكيل مجلس للتطوع الطلابي.  وفي هذا الإطار أكد تربويون أهمية تكريس ثقافة التطوع بين الطلبة منذ مرحلة رياض الأطفال ليكونوا على قدر كافٍ من الوعي بأهمية قيمة التطوع في نماء وتطور المجتمعات.


تعاون


وقالت هبة الله محمد من جمعية للاجتماعيين إن الأعمال التطوعية في المجتمع تنشر روح التعاون والتكاتف والاعتماد وتعزز قيم الإيثار والعطاء، وصقل المهارات، مشيرة إلى أهمية إشراك الطلبة منذ الحلقة الأولى في أعمال تطوعية تنمي لديهم هذه الثقافة وتشغل أوقاتهم في أمور مفيدة، مؤكدة على أن للمدرسة دوراً كبيراً وكذلك الأسرة.ورأى جاسر محاشي من مدرسة المجد في الشارقة أن للعمل التطوعي أهمية خاصة تميزه عن باقي الأعمال ونظراً لهذه الأهمية وتقديراً للمتطوعين خصص الخامس من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للتطوع وذلك من قبل الأمم المتحدة، وهو جزء لا يتجزأ من مبادئ ديننا الحنيف لما يمثله من معاني التعاون والسلام والتسامح والعطاء والبذل.


فرص دائمة


من جانبها، أكدت هيئة تنمية المجتمع أن برنامج دبي للتطوع الذي أطلقته في عام 2015 بهدف إدارة المبادرات التطوعية، يشهد تزايداً في أعداد المتطوعين، حيث تقدم الهيئة خدمة التطوع وهي أول خدمة رسمية من حكومة دبي على مستوى الإمارات، تتيح فرصاً متواصلة للمتطوعين للمشاركة في فعاليات مختلفة واكتساب مهارات وخبرات، كما تعمل على تأهيلهم وتدريبهم بالشراكة مع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام.


وتهدف هذه الخدمة إلى نشر ثقافة التطوع والتوعية بأهمية الأعمال التطوعية وتحقيق التماسك والتضامن الاجتماعي، وتتيح هذه الخدمة للجهات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام طلب متطوعين للفعاليات والأنشطة التي تنظمها لخدمة المجتمع في مختلف المجالات، وذلك بتسجيل الجهات من خلال ملء الاستمارة الخاصة بالخدمة. ويقدم برنامج دبي للتطوع عدة خدمات من خلال توفير فرص دائمة للتطوع، وذلك عبر التنسيق مع مختلف الهيئات والدوائر الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام في إمارة دبي.


فرص


وتتيح هذه الخدمة للأفراد الراغبين في المشاركة في الأعمال التطوعية فرص التسجيل في مختلف الفعاليات والأنشطة التي يوفرها قسم شؤون المتطوعين بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام، والتي تهدف إلى خدمة المجتمع في مختلف المجالات وذلك عن طريق ملء الاستمارة الخاصة بالخدمة.


وبينت الهيئة أن إطلاق تطبيق دبي للتطوع ساهم بتوفير منصة متكاملة وسلسة للجهات والأفراد سهلت الإعلان عن الفرص التطوعية وساعدت باستقطاب أعداد متزايدة من المتطوعين بشكل منظم، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع الوعي لدى هذه الجهات والأفراد بأهمية العمل التطوعي في إدارة النفقات بالشكل الأمثل، وبناء قدرات المتطوعين وإكسابهم المهارات اللازمة للعمل الميداني.


ويشمل المتطوعين المسجلين في البرنامج كافة الأعمار والجنسيات والتخصصات، وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز التلاحم المجتمعي وتطوير الاستفادة من الخبرات والمهارات المتراكمة لدى أفراد المجتمع فضلاً عن استثمار الطاقة الشبابية الخلاقة لتحقيق تنمية مستدامة. وأوضحت أن برنامج دبي للتطوع، الذي يحمل شعار «بتطوعي تفتخر الإمارات»، يوفر للراغبين بالعمل التطوعي فرصة التسجيل والعمل في خدمة المجتمع ويساهم بشكل فعال في نشر ثقافة التطوع في مجتمع الإمارات، ويدعو الشباب من الجنسين والأكاديميين والمحترفين والمهنيين وذوي الخبرة للمساهمة بوقتهم وجهدهم في تحسين حياة الناس ودعم المجتمع ومؤسساته والاستمتاع بشعور غامر من الرضا والسعادة عبر المساهمة في دعم المجتمع.


«تكاتف»


إلى ذلك، تعد «تكاتف» واحدة من أهم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في جميع أنحاء الإمارات حيث تقدم لشباب الوطن فرصاً هادفة للتطوع في قضايا اجتماعية مهمة وتشجعهم على الخدمة المجتمعية العامة.
 

19
 

أفاد الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن كليات التقنية العليا اعتمدت التطوع متطلب تخرج لجميع طلبتها، لأن التطوع يمثل تسامحاً متعدد الجنسيات، ونفخر بأن أكثر من 19 ألف طالب وطالبة تمكنوا من إنجاز مليون ونصف مليون ساعة تطوعية، منذ بدء تطبيق برنامج العمل التطوعي في الكليات العام الأكاديمي 2016/‏‏‏2017 حتى اليوم.
وتهدف «التقنية» إلى دمج 100 ساعة من العمل التطوعي في المنهاج الدراسي متطلباً إلزامياً للتخرج، لدعم النمو الشخصي والنضج السلوكي، وتعزيز الهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية، إذ يتماشى البرنامج مع رؤية الحكومة المتمثلة في تعزيز المواطنة لدى الشباب المواطن.