وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التحية لأبناء الإمارات المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن.

وأكد سموهما أن أبناء الإمارات ضحوا فرفعوا الرأس، ودورهم الوطني والإنساني أوقد شعلة الأمل لأشقائنا في اليمن.ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر «تويتر»: «الصقور المخلصين... بذلتم فأخلصتم... وضحيتم فرفعتم الرأس.. فخورين بكم.. وبأهلكم.. وبعملكم.. فخورين بكل ساعة بذلتموها بعيداً عن بلدكم... حفظكم الله للوطن... وحفظ الله الوطن بكم..».

ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر «تويتر» «شهدت وأخي محمد بن راشد والحكام، الاحتفاء بأبناء الإمارات المشاركين ضمن قوات التحالف العربي باليمن.. تحية فخر للصقور المخلصين الذين أدوا الأمانة للوطن واستقرار المنطقة، تضحياتهم ودورهم الوطني والإنساني أوقد شعلة الأمل لأشقائنا في اليمن.. ستبقى الإمارات عضيداً للشقيق وجسراً للسلام».

واستعرض الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن في كلمة خلال حفل احتفاء الإمارات أمس بأبنائها البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن التسلسل الزمني لمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن.

وفيما يلي نص الكلمة التي افتتح بها الحفل:بعد خمسِ سنوات من انطلاق «عاصفة الحزم» تم التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها القوات المسلحة باحترافٍ عالٍ إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم والتي تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها والتي يجب عليها اليوم استكمال تحرير الأراضي اليمنية غير المحررة.

وبمناسبة تحولنا الاستراتيجي هذا في عمليات قواتنا المسلحة في اليمن، نحتفل اليوم بحضوركم الكريم ورعايتكم السامية لاستقبال قواتنا بعد إنجازها مهام التحرير والتأمين والتمكين بنجاحٍ تام.

وأجدُني مُلزَماً في كلمة القيادة المشتركة بهذه المناسبة، أن أوضح لكم وعلى التوالي بعض جهود القوات المسلحة وما ترتب عليها من نتائج والتزامات.

أما القوات البحرية فقد شاركت وحدها في ثلاث قوات واجب بحرية، بأكثر من خمسين قطعة بحرية مختلفة وأكثر من ثلاثة آلاف بحَّارٍ مقاتل.

وفي مجالِ الإمداد وعلى الرغم من أن أرض العمليات تَبعد أكثر من ثلاثة آلاف ميل، فقد نجحت قواتنا المسلحة في نقل القوات والإمدادات والأسلحة والذخائر والمعدات والآليات والمساعدات الإنسانية طوال السنوات الخمسِ الماضية باستخدام جميع وسائل النقل البري والبحري والجوي وعبر قاعدتَي إمداد متقدمتين في أراضي دول شقيقة وصديقة وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد تم تنفيذ أكثر من ألف رحلة بحرية جرى خلالها نقل ملايينِ الأطنان.

وبعد تحرير كل مدينة ومحافظة ونتيجة لغياب قوات الأمنِ واجهنا تحدي تأمينِ المدنِ المحررة وليعلمِ الجميع وأقولها هنا للتاريخ، بأننا كنا نقاتل ثلاثة أعداء في آنٍ واحد هم: الانقلابي الحوثي و«الإخوان المسلمون» وطابورهم الخامس والإرهاب القاعدي والداعشي فلم يكن للتحرير أن يكتمل دون فرضِ الأمنِ والأمانِ والتعامل باحتراف قتالي مع أولئك الأعداء، فلذلك تم تجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من مئتي ألف جندي يمني في المناطقِ المحررة.

لقد واكب كل تلك الجهود في اليمنِ، استمرار أداء القوات المسلحة مهامها وواجباتها داخل الدولة دون تفريط في حماية أرضها وسمائها ومياهها وحدودها وسواحلها.

وأضاف لقد كان لكل هذه الجهود نتائج باهرة، فقد كان للقوات المسلحة الجهد الرئيسي في تحريرِ خمسة وثمانين بالمئة من التسعين بالمئة من الأراضي اليمنية المحررة.

وكانت أهم المدن المحررة وفقاً للتسلسل الزمنيِ التالي:

- تحرير عدن من الحوثيين في السابع عشر من يوليو عام ألفينِ وخمسة عشر.

- تحرير العَنَد من الحوثيين في الرابع من أغسطس عام ألفينِ وخمسة عشر.

- أمّا أبين فقدْ تم تحريرها مرتَينِ، مرةً من الحوثيين في التاسع من أغسطس عام ألفينِ وخمسةَ عشر ومرة أخرى من القاعدة في الخامسِ من سبتمبر عام ألفين وستة عشر.

- تحرير مأرب «سد زايد» في السادس عشر من أكتوبر عام ألفين وخمسةَ عشر.

- تحرير المكلا من القاعدة في الخامسِ والعشرين من أبريل عام ألفين وستةَ عشر.

- تحرير المخا من الحوثيين في الثالثِ والعشرين من يناير عامَ ألفينِ وسبعةَ عشر.

- تحرير مطار الحديدة من الحوثيين في العشرين من يونيو عام ألفينِ وثمانيةَ عشر.. ولولا توقيع اتفاقية استوكهولم لكانتْ الحديدة مدينة محررة بالكامل.

وكان من نتائج هذه الجهود الكبيرة أيضاً.. تمكين القوات اليمنية من تأمينِ المناطقِ المحررة والدفاعِ عنها بقدراتها الذاتية بعد أن اكتسبت خبرات عملياتية خلال السنوات الخمسِ الماضية التي قضيناها معهم في التدريب والتجهيز.

لم تكن هذه النجاحات الكبيرة رخيصة دون مقابِل، حيث قدمنا التضحيات للدفاع عن الإسلام والعروبة في اليمنِ..إذ بلغ عدد شهداء قواتنا المسلحة مئة وثمانية شهداء..نسأل الله المغفرة والرحمة لشهدائنا الأبرار.

دعم التحالف

وأضاف :على الرغم من إنجاز جميع قواتنا لمهام التحرير والتأمينِ والتمكينِ.. فإن قواتنا المسلحة لا تزال ملتزمة بدعم التحالف العربيِ في العمليات الجوية والدعم اللوجستيِ والتدريب ومكافحة الإرهاب.. ونتمنى من الله أن يجمع قلوب الأخوة اليمنيين على قتال أعدائهم واستكمال تحرير العشرة بالمئة المتبقية من الأراضيِ اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.

ولا ننسى جهود شركائنا المحليين جميعاً وحلفائنا الإقليميين كافة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والمقاومة الجنوبية والوطنية. وأؤكد للجميع أن قواتنا المسلحة بُنيَتْ على عقيدة دفاعية وأنها تجدد التزامها بالدفاع عن اتحاد الإمارات ومصالحه.

ولا يفوتني أن أبلغ الحضور الكريم.. أن القوات المسلحة أصبحت اليوم أكثر نضجاً في عقيدتها القتالية الدفاعية وانقضاضها على الأعداء والإرهاب.. ولقد استفادت دروساً قيّمةً كان ثمنها دماً غالياً.. رحم الله شهداءَنا الأبرار.

واجب الشرف

وقالت العميد ركن طبيب الدكتورة عائشة سلطان الظاهري، قائد سلاح الخدمات الطبية في كلمة المشاركين ضمن عملية «إعادة الأمل» في اليمن من أبناء الإمارات: أقف اليوم بين إخواني في القوات المسلحة الذين شاركتهم وفرقي الطبية أداء واجب الشرف في هذا اليوم المبارك من أيام الوطن الغالي.. حيث تزهو الإمارات وتفخر برجالها البواسل الذين حملوا الأمانة ورفعوا رايةَ الوطنِ خفاقة في ميادين العز والبطولة متسلحين بإيمانهم بالله وانتمائهم للإمارات وولائهم للقيادة.

وأضافت، أننا نحتفل اليوم باستقبال قواتنا المشاركة التي عكست الصورة المشرقة والمستوى المتقدم لقواتنا المسلحة في مسيرة بدأت منذ انطلاق العمليات العسكرية والإنسانية في عام 2015.. جسدت خلالها تواجدها في اليمن قيم الإمارات ومبادئها الإنسانية النبيلة في موجهة قوى الشر والفوضى والتخريب وبثت الأمل في نفوس أبناء الشعب اليمني الشقيق ودعمت تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والتنمية والحق في الحياة الكريمة.

وتابعت: «لن استعرض اليوم ما أنجزته القوات المسلحة الباسلة في اليمن ولكن ما أنجزته من نصرة الإنسان اليمني، الطفل الضعيف والمرأة المكلومة والشيخ الكبير وكيف داوت جراحهم وحفظت كرامتهم..لقد كنا في اليمن خيراً كما أرادتنا قيادتنا الرشيدة.. فكما كنا أبطال ساحات القتال محاربين أشداء.. كنا البلسم الشافي واليد الحانية نمسح دمعة طفل هنا ونعالج مريضاً هناك ونوفر الغذاء والكساء والدواء والتعليم للجميع».

وأكدت العميد ركن طبيب الدكتورة عائشة سلطان الظاهري..أن هذه الأدوار الإنسانية تأتي ترجمة صادقة لقيم الإمارات والتزامها الصادق تجاه أشقائها، ومد يد العون إليهم مهما كلفها ذلك من تضحيات..فلم نكن يوماً حَمَلةَ بندقية فقط.. بل حملة رسالة الإمارات الإنسانية..رسل إمارات الخير، الذين ما حلوا بمنطقة إلا نشروا فيها الأمل، مجسدين دور بلادنا الإنساني النبيل.

وقالت: «إن قواتنا المسلحة سطرت ملاحم إنسانية عظيمة باتت نموذجاً يدرس في التعامل الحضاري أثناء العمليات العسكرية بالتزامها بالمواثيق الدولية وقواعد الاشتباك المتفقة مع القانون الدولي الإنساني..كما قادت عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتكفلت بإيصالها إلى مختلف المناطق وأخلت آلاف الجرحى من مختلف المحافظات للعلاج في خارج اليمن كما أشرفت على عملية تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الإنسانية العاملة إلى مناطق الصراع؛ للتعرف إلى احتياجات الناس والإسهام في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية..كما قدمت المساعدات الإغاثية العاجلةَ في المناطق المحررة إلى جانب فتح الطرقات والمعابر الآمنة وتمشيط المناطق ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تعيق تحركات المدنيين وتهدد حياتَهم بالخطر».

الدور الطبي

وسلطت الضوء على دور دولة الإمارات طبياً في مساعدة الشعب اليمني الشقيق..وهو دور متعدد الأبعاد والمراحل لم يقتصر فقط على تقديم المساعدات الطبية العاجلة وإنما استهدف أيضاً العملَ على الوقاية والحد من انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن فقد كانت الإمارات سباقة للعمل مع منظمة الصحة العالمية في العام 2016 - 2017 للحد من انتشار وباء الكوليرا وهو الأمر الذي كان محلَّ إشادةِ العديد من المنظمات الإنسانية الأممية والدولية، التي أعربت عن تقديرها لمبادرات الإمارات الطبية والإنسانية في اليمن.. فقد أكد رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن أن دولة الإمارات تضطلع بدور محوري في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وثمن الدوري الريادي للإمارات في تلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن وذلك من خلال الشراكة مع منظمة الصحة العالمية لتأهيل عدد 12 مستشفى في اليمن والقيام بحملات تطعيم ضد الأمراض السارية شاملاً المحافظات غير المحررة.

وأوضحت أن فرق الإغاثة وإعادة البناء أشرفت على توزيع الأدوية والغذاء والكساء على مختلف المحافظات اليمنية دون استثناء، وكانت هذه المساعداتُ تقدم بشكل مباشر أو عن طريق المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، كما أشرف على مشاريع إعادة الإعمار المتعددة كبناء المدارس وترميمها وإعادة تأهيل موانئ للصيادين وإيصال الكهرباء وبناء محطات الكهرباء والصرف الصحي وتشجيع المشاريع الصغيرة للأسرة المنتجة.

أمهات الشهداء

وخاطبت أمهات الشهداء بالقول «لقد كان أبناؤكن قدوة نتعلم منهم معاني الانتماء والتضحية من أجل أن تظل راية الوطن خفاقةً في ميادين العزة والشرف والحق والواجب..هم الذين قدموا الغالي والنفيس نصرة للمظلوم ودفاعاً عن الحق وتلبية لنداء الوطن..رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم جناته الخالدة وجزى أهليهم وذويهم خير الجزاء وحفظ قيادتنا الرشيدة وجعل إماراتنا الحبيبة على الدوام رمزاً للنخوة والعطاء والإنسانية.

وقالت: «إذا كانت هناك أيام خالدة ومحطات فاصلة في تاريخ الدول والشعوب، يتذكرها مواطنوها بكل فخر واعتزاز.. فإننا اليوم نسجل واحدةً من هذه المحطات الفارقة في تاريخ وطنِنا الغالي، حيث ستبقى مشاركة قواتنا المسلحة في اليمن، وما قامت به من أدوار وما قدمته من تضحيات، حاضرةً ومتوهِّجةً في وجدان أبناء الوطن جميعاً، يستلهمون منها الدروس والعبر، ويستمدون القوةَ والإرادةَ في كل مواقع العمل الوطني، من أجل أن تستمر ملحمةُ البناء والتنمية والتطور، والانطلاق نحو صناعة مستقبل أفضل لأبنائنا وللأجيال المقبلة».

  • قواتنا المسلحة .. إنجازات تستحق التضحية

رسل الأمل

وتضمن الحفل عرض فيديو لمسيرة بعنوان «رسل الأمل» الذي احتوى على مشاهد من جهود دولة الإمارات العسكرية والإنسانية والتنموية في اليمن بعدها عزف السلام الوطني مصحوباً بعرض جوي..ثم قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وسمو ولي عهد الشارقة باستعراض الطابور الذي اصطف مصحوباً بأنواع مختلفة من الأسلحة والآليات والمعدات والطائرات المقاتلة والنقل والمروحيات والزوارق البحرية والأنظمة العسكرية الدفاعية وهي نماذج من صنوف الأسلحة الإماراتية التي شاركت ضمن التحالف العربي في اليمين، فيما ضم الطابور تشكيلات عسكرية ومدنية شملت القوات البرية والبحرية والجوية وحرس الرئاسة والطيران المشترك والإمداد المشترك والدفاع الكيميائي وحماية المنشآت وسلاح الإشارة إضافة إلى الشرطة العسكرية ووزارة الداخلية والهلال الأحمر.. بينما حلقت طائرات «فرسان الإمارات» مشكلة علم الإمارات في سماء مدينة زايد العسكرية.

15.000

قال الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي «شاركَت القوات المسلحة البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها، بأكثر من خمسة عشر ألف جندي في خمس عشرة قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمن.

وبلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها، أكثر من مئة وثلاثين ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليونِ ساعة طيران على أرضِ العمليات».

الإمارات ستبقى عضيداً للشقيق وجسراً للسلام