قالت معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن الشباب هو منطلق الوعي وعماد الحفاظ على مكتسبات الأوطان وأساس خطط التنمية وحماية بنية المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً في كافة الظروف والحالات؛ الاعتيادية منها والطارئة، لأن الشباب هم المستقبل والبناء والرؤية الإيجابية التي تحيل التحديات والأزمات إلى فرص بالعزيمة والعمل الجاد.
جاء ذلك في كلمة وجهتها معاليها للمشاركين في ورشة عمل تم عقدها باستخدام تقنية الاتصال عن بعد بين المقر الرئيسي للمركز في أبوظبي وعشر عواصم عربية؛ لأعضاء الدفعة الأولى من "برنامج مبعوثي الشباب للتنمية في المنطقة العربية" بحضور منسّق الأمم المتحدة المقيم لدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة دينا عساف؛ حيث قام مركز الشباب العربي بإطلاق هذه المبادرة التي تستمر نسختها الأولى لمدة عام كامل بالشراكة مع "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المنطقة العربية" لتوفير التدريب العملي في مجال التنمية لعدد من الشباب في مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 10 دول عربية.
وأضافت معاليها: "إن مهمة 11 شابا وشابة عربية بدأت اليوم وتستمر لعام من الآن تحمل معها الكثير من المسؤوليات والعديد من الفرص أيضاً، حيث سيتعرفون عن كثب على الخطط الوطنية للتنمية وتمكين الشباب في أوطانهم، وسيكسبون خبرات عملية لنقلها لأقرانهم الشباب والجهات الفاعلة في مجالات التنمية في مجتمعاتهم، وسيكونون سفراء لاستراتيجيات التنمية في أوطانهم ولأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وسيكونون الأقدر على فهم احتياجات مجتمعاتهم وآليات تمكين الشباب فيها." 10 دول.
وتضم الدفعة التأسيسية من برنامج مبعوثي الشباب للتنمية في المنطقة العربية شباباً من 10 دول عربية هي البحرين والأردن ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان والصومال وجيبوتي وسوريا وتونس، تم اختيارهم ليكونوا سفراء للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلاد العربية، وذلك بعد عملهم لعام كامل في مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويباشر أعضاء البرنامج عملهم بالتزامن مع تحدي وباء كورنا المستجد الذي تبذل دول العالم الجهود للتعامل معه والتعافي من تداعياته والاستفادة من التجربة للاستعداد لأية حالات مماثلة مستقبلاً. وقد تم إطلاق البرنامج في هذه الظروف بشكل افتراضي حيث باشر الأعضاء مهامهم وفق ترتيبات العمل عن بعد التي طبقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حفاظاً على معايير الصحة والسلامة والوقاية والتزاماً بالإجراءات المحلية المعتمدة في كل بلد وتماشياً مع توجيهات منظمة الصحة العالمية.
بدورها قالت سارة بول، نائب مدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نثق بأن تمكين الشباب كمبتكرين لحلول التنمية أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومحوري في تعزيز تأثيرات جهودنا الإنمائية حول العالم. ونشكر في هذا السياق مركز الشباب العربي على رعاية هذه المبادرة المتميزة التي ستطرح فكراً متجدداً في هذه المرحلة التي سنحتاج فيها إلى توفير كافة مستويات الدعم للدول للتعافي من التأثيرات الواسعة لوباء كوفيد-19 دون أن ننسى العمل من أجل المستقبل والتنمية المستدامة للجميع." مواقع قيادية.
من جانبه قال السيد أيمن بن توفيق المؤيد وزير شؤون الشباب والرياضة في مملكة البحرين: "تمكين الشباب من شغل المواقع القيادية في مختلف مجالات التنمية يعتبر مساراً أساسياً بالنسبة لنا في مملكة البحرين من أجل الاستفادة من قدرات الشباب وتوسيع أثر أفكارهم في كافة القطاعات واستدامة نتائجها حاضراً ومستقبلاً، ذلك أن الشباب لديهم الرؤية الإيجابية والطموح والطاقة والأفكار الملهمة لحلول إبداعية تحقق النمو الاقتصادي والاجتماعي وهو الأمر الذي يتوافق مع رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في تمكين الشباب وخلق قيادات شبابية قادرة على قيادة مسيرة البناء والتحديث".
وتابع "رؤيتنا أن تكون البحرين عاصمة للشباب والرياضة، لذلك نحرص على تضافر كل الجهود والعمل معاً في مختلف المؤسسات وفق منهج البحرين فريق واحد لتمكين الشباب ومنحهم الفرص الواعدة التي يستحقونها لقيادة قطاعات التنمية وصولاً إلى تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تمكّن الشباب في مجال الشباب والرياضة والتعليم وريادة الأعمال والبحث العلمي والابتكار والإبداع والذكاء الاصطناعي." تركيز الطاقات.
بدورها قالت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة سابقاً في الجمهورية اللبنانية فيوليت خيرالله الصفدي: "النساء والشباب اللبنانيون هم قوة التغيير. الهدف من هذا البرنامج خلق سلسلة تتجاوز الحدود الجغرافية، وخلق خارطة طريق من شأنها أن تعزز تمكين الشباب اللبناني، من خلال وضع الشباب في لبنان على تواصل مع شبابنا في الخارج، وخلق شبكة تواصل تفيد الطرفين." وأضافت: "يجب علينا العمل جميعا على التغيير، إذ أن سر التغيير يكمن في تركيز كل طاقاتنا، ليس على محاربة ما كان قديما، وإنما بناء ما هو جديد." مبعوثون.
وضمت الدفعة الأولى من برنامج مبعوثي الشباب للتنمية في المنطقة العربية كلاً من نجيب خضر وعلاء سبيتان من الأردن، وسليمة بن ساسي من تونس، وأحمد بوعسلي من البحرين، وآية البيطار من سورية، وأحمد خيري من مصر، وسارة قدورة من فلسطين، ومهيوب محمد من جيبوتي، وعبدالله حاشي من الصومال، ووليد مشروح من المغرب، ونادين خولي من لبنان.
ويهدف برنامج مبعوثي الشباب للتنمية في المنطقة العربية إلى توفير الدعم للشباب في المنطقة العربية والاستثمار في إمكاناتهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في بلدانهم، وإطلاع الشباب العربي على أطر عمل الأمم المتحدة والخطط الوطنية لتطوير قدرات الشباب والتنمية في مجتمعاتهم، وإتاحة الفرصة لهم لتكوين شبكة علاقات إقليمية والعمل مع أقرانهم وشركاء من مختلف أنحاء العالم.
بدوره قال سعيد النظري، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي وعضو اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات: "مهمة أعضاء البرنامج التي ستستمر لعام كامل لن تنتهي بانتهائه، بل ستتواصل لتمكين الشباب العربي في مجتمعاتهم باعتبارهم سفراء لأهداف التنمية المستدامة 2030، ليشكلوا مصدر إلهام لمزيد من الشباب العربي الطامح إلى تطوير قدراته والمشاركة بفاعلية في تعزيز مكتسبات البلاد العربية اقتصادياً واجتماعياً." ووجه النظري دعوة مفتوحة للشباب في الدول العربية العشرة الأعضاء في البرنامج للاستفادة من دور مبعوثي الشباب للتنمية من خلال التواصل المباشر معهم لطرح الأفكار والمبادرات التي يمكن أن تسهم في خدمة الشباب في أوطانهم مؤكدا استعداد مركز الشباب العربي لتبني المقترحات الجديدة ودعمها، وأن كافة أعضاء البرنامج باتوا جزءا من الفريق الأكبر لمركز الشباب وبرامجه ومبادراته المختلفة لدعم مسارات التنمية محلياً وعربياً.
وتم الإعلان عن برنامج مبعوثي الشباب للتنمية في المنطقة العربية في سبتمبر 2019 من خلال اتفاقية شراكة بين "مركز الشباب العربي" والمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لـ"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" في مقر "منظمة الأمم المتحدة" بنيويورك، وذلك لدعم وبناء قدرات الشباب في الدول العربية، وتعزيز دورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.