أعلن معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات استطاعت، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، تجاوز حاجز الـ 5 ملايين فحص مخبري لفيروس «كورونا» المستجد، وأن نسبة الشفاء من المرض ارتفعت إلى 90%، ما يعد مؤشراً واضحاً يعكس فاعلية الاستراتيجية الاستباقية التي تبنتها الدولة لمواجهة الوباء والحد من انتشاره.

جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدتها حكومة الإمارات في أبوظبي، أمس، والتي أكد معالي العويس خلالها أن سياسة الدولة القائمة على زيادة عدد الفحوص المخبرية أسهمت في اكتشاف الحالات بشكل مبكر وعلاجها، مشيداً بدور أبطال خط الدفاع الأول وجهودهم الكبيرة منذ بداية انتشار الجائحة وحتى الوقت الراهن.

وقال معاليه إن الاكتشاف المبكر للحالات وتطبيق بروتوكولات علاج متطورة أسهما في ارتفاع نسب الشفاء بشكل مستمر، حتى وصلت النسبة حالياً إلى قرابة 90%، لتكون الإمارات من بين الأعلى عالمياً.

وشدد العويس على أن الزيارات الاجتماعية والتواصل بدون مراعاة لقواعد التباعد الجسدي تشكل التحدي الأكبر في المواجهة مع مرض «كوفيد 19»، مؤكداً أن التزام الجمهور بإجراءات الوقاية من شأنه الحفاظ على ما تم تحقيقه من نجاحات.

وفيما يتعلق بتطوير اللقاحات، أوضح العويس أن الدولة تحقق بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الشركاء الدوليين تطوراً ملحوظاً، إذ تتواصل حالياً المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي انطلقت خلال شهر يوليو الماضي.

وخلال الإحاطة، كشف الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، عن مستجدات الحالات، مؤكداً أن التحدي مع مرض «كوفيد 19» لا يزال مستمراً، إذ واصل العاملون في القطاع الصحي جهودهم خلال فترة العيد لضمان سلامة جميع أفراد المجتمع.

وشدد الحمادي على أن منظومة الرعاية الصحية في الدولة تهدف إلى خلق بيئة خالية من مضاعفات مرض «كوفيد 19» وتداعياته، وهو ما يتطلب انسجاماً تاماً بين الرؤية المستقبلية التي تتبناها الدولة والوعي الفردي بأهمية الإجراءات المتخذة.

وعن مستجدات الحالات، أعلن الحمادي أن عدد الفحوص اليومية الجديدة بلغ 27811 فحصاً، كشفت عن تسجيل 164 إصابة جديدة، تتلقى جميعها الرعاية اللازمة في مؤسسات الرعاية الصحية، وبذلك يصل إجمالي الحالات المسجلة إلى 61163 حالة.

وأعلن الحمادي عن تسجيل 248 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الشفاء في الدولة إلى 54863 حالة، وبحمد الله لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لليوم الثالث على التوالي، لافتاً إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج يبلغ 5949 مريضاً.

وأوضح الحمادي أن جهاز المناعة هو العمود الفقري للحماية في جسم الإنسان، كونه يشكل الخلايا الدفاعية التي تتصدى للفيروسات، مشيراً إلى أن جهاز المناعة يتعرض للضعف مع التقدم في السن، وهو ما يفسر تعرض كبار السن للمضاعفات بسبب مرض «كوفيد 19»،وذلك بسبب قلة مخزون الخلايا الدفاعية لديهم.

وأكد الحمادي أن أسلوب الحياة الصحي يلعب دوراً مهماً في حماية الجسم، ويؤدي إلى قوة جهاز المناعة، مشيراً إلى أنه من الضروري حمايته من التدخلات الخارجية السلبية التي تشمل التدخين واضطرابات النوم وقلة ممارسة الرياضة وزيادة الوزن والعوامل النفسية مثل عدم الشعور بالطمأنينة، بالإضافة إلى عدم تناول غذاء صحي يحتوي على الخضروات والفواكه.

وحذر الحمادي من الانسياق وراء من يتاجرون بالوهم وينصحون بالوقاية من مرض «كوفيد 19» باستخدام منتجات تدعي تحفيز جهاز المناعة ضد الفيروس، حيث إنهم يستغلون عامل الخوف والقلق من أجل تسويق منتجاتهم وادعاءاتهم.

وشدد الحمادي على ضرورة الاستمرار في لبس الكمامات لقدرتها على الحد من انتشار الفيروس الذي ينتقل بصورة رئيسية عن طريق التواصل المباشر مع المصابين، ومن خلال الرذاذ القادم من المصاب، سواء بالسعال أو العطس.

وأوضح الحمادي أن هناك أنواعاً مختلفة من الكمامات، تتباين فعاليتها من نوع لآخر، مشيراً إلى أن النوع الجراحي هو الشائع.

وشدد الحمادي على ضرورة ارتداء الجميع للكمامة خاصةً من يعانون من أعراض تنفسية، ومن يخالطون مرضى «كوفيد 19»، وكذلك من يقومون بخدمة ورعاية كبار السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة، لافتاً إلى أهمية تعقيم وغسل اليدين قبل ارتداء الكمامة، مع الحرص على أن تكون الكمامة مربوطة بإحكام ولكن بما لا يسبب صعوبة في التنفس.

وأوضح الحمادي أن الطريقة المثلى لإزالة الكمامة تكون بفك الخيوط حول الإذنين وبدون لمس أي جزء من الوجه، بما يشمل الأنف والفم والعينين، ومن ثم يجب غسل أو تعقيم اليدين، موضحاً أنه لا ينصح بترك الكمامة معلقة تحت الرقبة أو فوق الجبهة.

ووجه الحمادي النصيحة بعدم ارتداء الكمامة لمن يعانون من صعوبة في التنفس، أو من لا يستطيعون نزعها بمفردهم لأي سبب.

وأكد الحمادي أن ارتداء الكمامة لا يعفي من التباعد الجسدي، حيث إن استخدام سلاحين ضد الفيروس أكثر فاعلية من استخدام سلاح واحد، مشدداً على أن الكمامة وحدها لا توفر الحماية المطلوبة، بل من الواجب الحرص على التباعد الجسدي والتعقيم المستمر.

وكشف أن الأطفال ليسوا في مأمن من الوباء، خاصةً من يعانون من أمراض مزمنة، موضحاً أنه وعلى الرغم من أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بأعراض شديدة، إلا أنهم قادرون على حمل الفيروس ونقله، لذا لا بد من أخذ الاحتياطات الكافية لإنقاذ الأطفال من العدوى.

وأوضح أنه يوصى بارتداء الأطفال للكمامات، بشرط أن تتجاوز أعمارهم العامين، ولا ينبغي ارتداؤهم الكمامة إذا كانوا يعانون صعوبة في التنفس.

وأجاب الحمادي عن عدة أسئلة حول موضوعات مختلفة من وسائل الإعلام خلال الإحاطة، حيث أوضح أنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن فيروس كورونا المستجد ينتقل بين الناس من خلال السباحة في مياه البحر وأحواض السباحة.

وعن مخالطة الأقارب والأصدقاء بشكل قريب إذا كانت نتيجتهم سلبية، أكد الحمادي أن النتيجة السلبية لا تعني التراخي في إجراءات السلامة، فالنتيجة السلبية تعني أن الشخص كان غير مصاب وقت الفحص، ولا تعني بالضرورة أنه لا يزال سلبياً بعد مضي أيام.

ونوّه الحمادي إلى أن الإصابة يمكن أن تحدث في أي وقت حتى في نفس يوم أخذ العينة، وهو ما يعني ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي في جميع الظروف والأوقات.