وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، معاهدة السلام التاريخية مع دولة إسرائيل.

وقع المعاهدة نيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعن جانب إسرائيل بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء.

وشهد هذا الحدث التاريخي - الذي جرى في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض - حضور نحو 700 ضيف من مختلف دول العالم.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن السلام يحتاج إلى شجاعة، وصناعة المستقبل تحتاج إلى معرفة، والنهوض بالأمم يحتاج إلى إخلاص ومثابرة.

وقال سموه في كلمة خلال مراسم التوقيع على المعاهدة: «أقف اليوم أمد يد سلام، وأستقبل يد سلام. وفي ديننا نقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام..فالبحث عن السلم مبدأ أصيل، ولكن المبادئ تتحقق فعلاً عندما تتحول إلى أفعال. وها نحن اليوم نشهد فعلاً سيغير وجه الشرق الأوسط، وسيبعث الأمل حول العالم».

وأضاف سموه: «لم تكن هذه المبادرة ممكنة لولا جهود فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفريقه الذي سعى بجدٍ وإخلاص لنصل إلى هنا».

مستقبل مزدهر

وشكر سموه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على قراره لوقف ضم الأراضي الفلسطينية.

وقال سمو وزير الخارجية «إننا نشهد اليوم فكراً جديداً سيخلق مساراً أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، فمعاهدة السلام هذه تعد إنجازاً أفضل لكل من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لن يتوقف أثرها الإيجابي بل إننا نؤمن بأن ثمارها ستنعكس على المنطقة بأسرها»، مضيفاً سموه «أن كل خيار غير السلام سيعني دماراً وفقراً ومعاناة إنسانية، وأن هذه الرؤية الجديدة التي بدأت تتشكل لمستقبل منطقة مليئة بالطاقات الشابة ليست شعاراً نرفعه من أجل مكاسب سياسية، فالجميع يتطلع إلى خلق مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً».

مقاربة حضارية

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أنه في زمن يسود فيه العلم يتطلع شباب المنطقة إلى جزء من هذا الحراك الإنساني، معرباً سموه عن سعادته بأن تكون الإمارات جزءاً من قوة الدفع هذه نحو الاستقرار ونمو الطاقات البشرية في مقاربة حضارية جديدة تفتح أبواب الفرص على مصراعيها ليستفيد منها محبو السلام والازدهار والمستقبل.

وأشار سموه إلى أن مجتمعاتنا اليوم تمتلك مقومات التنمية الإنسانية الحديثة من بنية تحتية واقتصاد متين وإنجازات علمية تؤهلها للنهوض بمستقبل الشرق الأوسط.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن الإمارات تؤمن بالدور الإيجابي للولايات المتحدة، والدليل هذه المعاهدة التي ستظل منارة مضيئة في الشرق الأوسط لكل محبي السلام، وبالنسبة لنا فإنها ستمكننا من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة ومزدهرة. وأضاف سموه: «تأتي هذه المعاهدة لتبني على ما سبقتها من معاهدات سلام وقعها العرب مع دولة إسرائيل. حيث إن هدف هذه المعاهدات هو العمل نحو الاستقرار والتنمية المستدامة».

مبادئ إنسانية

وأضاف سموه: «في هذه السنة الصعبة على العالم الذي يعاني تداعيات وباء «كوفيد19»، عززت دولة الإمارات التزاماتها تجاه المبادئ الإنسانية التي أرساها المؤسس الشيخ زايد، الذي علمنا بأن وقوفنا إلى جانب الآخر، أياً كان انتماؤه الديني أو العرقي، هو واجب إنساني ومبدأ راسخ».

وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات استطاعت في هذا الوقت الصعب أن تطلق مسباراً إلى المريخ، وأن مسبار الأمل في الحقيقة يمثل أملاً بأن منطقتنا قادرة على النهوض والتقدم إذا تبنت الحكومات والشعوب العلوم.

واختتم سموه كلمته بالقول: إن السلام يحتاج إلى شجاعة، وصناعة المستقبل تحتاج إلى معرفة، والنهوض بالأمم يحتاج إلى إخلاص ومثابرة. ولقد أتينا اليوم لنقول للعالم إن هذا نهجنا، والسلام مبدأنا، ومن كانت بداياته صحيحة ستكون إنجازاته مشرقة، بتوفيق الله».

وفد الدولة

ضم وفد الدولة المشارك في مراسم التوقيع معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد ومعالي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومعالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومعالي علي سعيد مطر النيادي مفوض الجمارك رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك وعمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية ولانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة وهند مانع العتيبة مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وعدداً من المسؤولين.