دعا المشاركون في فعالية أسبوع المناخ والتنوع الحيوي التي نظمها إكسبو 2020 دبي «عن بُعد» يومي 20 و21 أكتوبر الجاري إلى التحرك الجماعي من أجل التحكم بشكل أفضل في التغير المناخي وحماية التنوع الحيوي، فيما استعرض المشاركون في فعاليات اليوم الثاني والختامي من أسبوع المناخ والتنوع الحيوي حلولاً لإنبات المحاصيل الغذائية في الصحراء، وتناولوا مشروعات ناجحة للحفاظ على البيئة في مختلف أنحاء العالم، كما بحثوا تغيير التقنية للطريقة التي نتعامل بها مع البيئة إضافة إلى مناقشة مبادرات مستدامة، بينها الاتفاقية الخضراء الأوروبية والاقتصاد الدائري.
كما ركّزت الحلقة النقاشية الختامية على المجموعة الاستشارية الشبابية، وهي مبادرة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة لجمع الشباب في حوار مفتوح وشفاف في ظل مساعي الأمم المتحدة لتعزيز الطموح وتسريع التحرك للتعامل مع أزمة المناخ. وطرحت الحلقة النقاشية تساؤل كيف يمكننا الاستفادة من هذا الزخم بأفضل طريقة ممكنة؟ ومن جانبها، قالت نسرين الصائم ضمن مجموعة الأمين العام الاستشارية الشبابية المعنية بتغير المناخ: «إن التنوع الحيوي من الجوانب الأكثر تضرراً وتأثراً جراء التغير المناخي، مشيرة إلى أن الأشياء لم تعد كما كانت في السابق، وبالطبع لن يبقى شيء على حاله في المستقبل إن بقينا على ما نحن عليه».
تطبيق الاتفاقيات
بدورها، قالت بالوما كوستا ضمن مجموعة الأمين العام الاستشارية الشبابية المعنية بتغير المناخ: «لا بد أن نعمل من الآن فصاعداً على تطبيق الاتفاقيات التي نبرمها معاً، والتي تحترم فرصة الحياة لهذا الجيل وللأجيال القادمة، إذ يتعين علينا الالتزام بالاتفاقيات التجارية التي نطبقها من أجل حماية البيئة لمجتمعاتنا ولمستقبل شبابنا».
نظام مبتكر
من جانبها، قالت جورجيو ساكوكيا رئيس وكالة الفضاء الإيطالية: «إن وكالة الفضاء الإيطالية أطلقت العام الماضي نظاماً مبتكراً لمراقبة الأرض يحمل اسم «بريسما»، ويهدف إلى المساعدة في أبحاث ترتبط بجوانب عدة بينها الرصد البيئي وإدارة الموارد والسيطرة على التلوث».
وأضافت إن إيطاليا تؤمن بأن التعاون الدولي أمر أساسي للحد من تبعات التغير المناخي، ولهذا السبب، أتحنا البيانات التي يجمعها نظام «بريسما» للجميع وبلا مقابل.
وقالت روسانا غايتي المدير التنفيذي لمؤسسة إتش.2: «إن تشيلي تمتلك أعلى الإمكانات عالمياً في مجال الطاقة المتجددة في ضوء التزامات قوية حيال البيئة والتمسك بهدف معادلة انبعاثات الكربون، كما تملك أيضاً اقتصاداً مفتوحاً و26 اتفاقية تجارية عالمية تسمح بتزويد العالم أجمع بالهيدروجين ومشتقاته، واليوم يعد الهيدروجين الأخضر بمثابة «الذهب الجديد» بسبب تعدد استخداماته وأهميته للأعمال، ومن المتوقع طبعاً أن يصبح الهيدروجين مصدر الطاقة الأساسي في المستقبل».
بدوره، قال سيف الحاتمي عالم نباتات في حديقة عمان النباتية إن حكومة سلطنة عمان سنّت تشريعات ووضعت سياسات لحماية الحياة البرية والحفاظ على الطبيعة، وبالإضافة إلى ذلك هناك استراتيجية وطنية راسخة للاستخدام المستدام للأرض لضمان تحقيق التوازن بين ما تحتاجه الدولة للتنمية وحماية تنوعها البيئي، فضلاً عن وجود استراتيجية بحثية خاصة بمنطقة ظفار من أجل حماية غاباتها الاستوائية.أنظمة بيئية
ومن جهته قال آدم ميلر، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك - منظمة بلانيت إندونيسيا: «نؤمن أن للبشر دوراً محورياً في مجال التنوع الحيوي وفي إندونيسيا أنظمة بيئية تعد من الأكثر تنوعاً في العالم، حيث تتولى مجموعات السكان المحليين إدارة معظم هذه الأنظمة وحمايتها».
وفي جلسة بعنوان «جديد أسرة إكسبو: نيسان - التحول لاستخدام الكهرباء ومستقبل التنقل» عرضت نيسان رؤيتها لمستقبل تنقل أكثر أماناً وذكاءً واتصالاً - والدور المحوري للتحول لاستخدام الكهرباء وحلول النقل المستدامة.
وقال غيوم كارتييه نائب الرئيس ونائب رئيس أول للتسويق والمبيعات في نيسان بمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأوروبا وأوقيانوسيا إن شراكتنا مع إكسبو 2020 دبي تجسد رؤيتنا لمستقبل التنقل، وهو مستقبل لا يمتاز فقط بأنه أكثر استدامة بل أكثر أماناً وذكاءً واتصالاً أيضاً.
مشاريع واعدة للحد من التصحر
سلطت جلسة بعنوان «إكسبو لايف: حلول للحد من التصحر» الضوء على اثنين من المشاريع الواعدة المطبقة بالإمارات، وهما: المركز الدولي للزراعة الملحية، ومؤسسة ديزرت كُنترول، حيث استكشفت كيف نجحا في تطوير طرق فريدة للتصدي للتصحر.
وقال أولي كريستيان سيفرتسن الرئيس التنفيذي لشركة ديزرت كنترول إن جائحة «كوفيد 19» ومسألة الأمن الغذائي جرس إنذار قوي للعالم، وفرصة لنبدأ في مساءلة أنفسنا بجدية عن سلاسل التوريد، وعن الطريقة التي ننتج بها الغذاء وتوزيعه واستهلاكه، الأمر يتعلق بتغيير طريقة التفكير التقليدية.
وأضاف أن العمل الذي نقوم به فيما يخص توفير الأراضي الصالحة للزراعة في الأماكن التي تفتقر إليها، والتعامل مع قضية شح المياه، هو عامل أساسي للنجاح في تصنيع محلي أقوى للأغذية، حيث هناك كثير من المشتركات بين النرويج ودولة الإمارات: «فنحن بلدان من رواد الابتكار، وقوتان في صناعة النفط والغاز، إذ من الرائع أن نتمكن من استخدام حلول موجودة في قطاعَي النفط والغاز للمساهمة في صنع عالم أكثر صداقة للبيئة». وكما استعرض المشاركون نظام بريسما للأقمار الصناعية الذي تستخدمه إيطاليا لمراقبة التلوث والتغيرات البيئية.