أكد الدكتور سهيل عبد الله الركن استشاري المخ والأعصاب في مستشفى راشد، رئيس شعبة طب الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية، أن الجلطات الدماغية، تعد السبب الثاني للوفيات، والمسبب الأول للعجز والإعاقة، ويصل عدد المصابين بالجلطة الدماغية في العالم، لنحو 15 مليون شخص سنوياً، فيما يقدر عدد الأشخاص الذين يصابون بالجلطة الدماغية في الدولة، بين 8000 إلى 10000 سنوياً، وبنسبة تتراوح بين 150 - 200 لكل 100 ألف، فيما تظهر الإحصاءات، إصابة شخص إلى شخصين في الدولة بجلطات دماغية كل ساعة، نصفهم في عمر أقل من 46 عاماً. تأتي تصريحات الدكتور الركن، بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية، الذي يصادف بعد غد، 29 أكتوبر من كل عام.

نوعان

وأضاف أن هناك نوعين من الجلطات الدماغية، الأول الجلطة اللا فقارية أو الانسدادية، وتشكل حوالي 80 %، والنزيفية، وتشكل 20 % منها، لافتاً إلى أن دماغ الإنسان البالغ، يحتوي على 8 مليارات خلية عصبية، وفي أول 3 دقائق من الإصابة بالجلطة، يتوقف سريان الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى منطقة معينة في الدماغ، بسبب النزيف أو الانفجار الشرياني، ما يؤدي إلى بداية موت الأنسجة الدماغية، والتي لا تتجدد، وتحدث خللاً دائماً للشخص مدى الحياة.

أعراض

وأوضح الدكتور الركن، أن أعراض الجلطة الدماغية، تبدأ بخدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم، مع صعوبة في التحدث أو الفهم، وصعوبة في الرؤية في كلا العينين أو إحداهما، وصعوبة في المشي، والدوخة، وفقدان التوازن، وصداع شديد ومفاجئ، وقد يصاحبه غثيان، لافتاً إلى أن كل دقيقة يتأخر فيها الشخص عن الذهاب إلى المستشفى، يفقد 2 مليون خلية عصبية، أي ما يعادل 120 مليون خلية عصبية في الساعة الأولى، من حدوث الجلطة الدماغية، وهناك مصطلح يطلق عليه الساعة الذهبية، وهي أول أربع ساعات من حدوث الجلطة، حيث تلعب دوراً حاسماً في التشخيص والعلاج.

وشدد الدكتور الركن على ضرورة عدم إعطاء المريض المصاب بالجلطة الدماغية، أي مميع للدم، مثل الأسبرين أو البلافكس، لأن في حال الجلطة النزفية، تؤدي هذه الأدوية إلى تفاقم الحالة، لأنها ترفع وتسرع من وتيرة تدفق الدم، لذلك، يجب الإسراع في نقل المصاب لأقرب مستشفى، لإجراء التشخيص الدقيق للحالة، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب.

وأضاف أنه مع تطور الطب، وارتفاع نسبة الإصابة بالجلطة الدماغية، خصصت بعض الدول، مثل ألمانيا وأمريكا، سيارات إسعاف يطلق عليها إسعاف الجلطة الدماغية، تضم كافة الأجهزة التشخيصية، مثل جهاز الأشعة المقطعية، مع طبيب متخصص على مدار الساعة، للتعامل الفوري مع المصابين، لتجنب الآثار المدمرة للجلطات، سواء من ناحية العجز الكلي أو الجزئي للمصاب، أو من ناحية تكاليف العلاج.

أجهزة

وقال الدكتور الركن، إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة الصحة في دبي، قامتا باستقطاب أحدث الأجهزة العالمية، للتعامل مع الجلطات الدماغية، مثل جهاز يطلق عليه «سولتير رتريفر»، والجهاز الثاني، ويطلق عليه «كادمبرا»، ويعتبران من أحدث الأجهزة العالمية، إضافة إلى إدخال الأشعة التداخلية، التي يمكن من خلالها إجراء عمليات القسطرة الدماغية بدقة متناهية.

وحول أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية، أكد أن هناك عدة أسباب للجلطة، من أهمها ارتفاع ضغط الدم، وهو المسبب الأول، بحوالي أربعة أضعاف من المعدل الطبيعي، وارتفاع نسبة استهلاك الملح في الدولة بشكل خاص، والمنطقة العربية بشكل عام، والسبب الثاني، مرض السكري وعدم التحكم به والتدخين والسمنة، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية.

وقال الدكتور سهيل الركن: لاحظنا في السنوات الأخيرة، وبفضل حملات التوعية، أن هناك ارتفاعاً في نسبة الوعي بالساعة الذهبية، حيث نلاحظ لجوء الأشخاص للمستشفيات، من أول حدوث الجلطة، وهذا شيء إيجابي جداً، نشكر وسائل الإعلام عليه.