ألقى أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام في جمهورية مصر العربية الشقيقة كلمةً رئيسةً أمام الدورة التاسعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي نظم نادي دبي للصحافة أعمالها أمس افتراضياً من دبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحضور سموه عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي، وبمشاركة عدد كبير من الساسة والقيادات الإعلامية من المنطقة والعالم.ودارت محاور كلمة الوزير المصري، التي حضرها عن بُعد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، حول دور الإعلام العربي في الوقت الراهن في ضوء الأوضاع الإقليمية والعالمية المحيطة.

تأثيرات وتحديات

وقال وزير الدولة للإعلام في مصر إن تلك التحولات واكبها كذلك تطور مذهل في مجال التكنولوجيا، صاحبه ظهور تقنيات غيّرت وجه الحياة بتأثيرات إيجابية عديدة لم تخلُ من الجوانب السلبية، فضلاً عن ظهور تحديات صحية كبرى كان من أبرزها جائحة فيروس كورونا المُستجد الذي فرض سطوته على المنطقة والعالم محدثاً حالة غير مسبوقة من الارتباك والإغلاق بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدول في مواجهة هذا التحدي الصحي الذي لا يزال العالم يسابق الزمن للتوصل إلى حلول ناجعة لمحاصرته والقضاء عليه.

وأوضح هيكل أن العقود الثلاثة الماضية خلّفت أحداثاً عميقة التأثير في واقع المنطقة العربية، كان بعضها ذا نتائج سلبية مثل زيادة أعداد المهمشين والفقراء وارتفاع أعداد اللاجئين وكان بعضها إيجابياً مثل ظهور جيل جديد من الشباب يمتلك فكراً متطوراً مُغايراً لفكرٍ تقليدي ظل سائداً لعقود طويلة وربما لقرون.وفي هذا الصدد قال: «لقد أصبح المنع في الإعلام مستحيلاً مهما بذلت الحكومات من جهود في السيطرة عليه، وأصبح لدى كل إنسان آلته الإعلامية الخاصة به، وأصبح الفضاء مملوءاً بقنوات فضائية وتطبيقات إلكترونية يمكنها أن تؤثر بشكل كبير في عملية اتخاذ الدول لقراراتها.. فبعد أن كان الإعلام له دور تنويري وترفيهي فقط، اتسع النطاق ليصبح له تأثير سياسي واقتصادي كذلك».

واستطرد قائلاً: «لمواجهة تلك التحديات، تبرز أهمية تطوير وسائل الإعلام تطويراً شاملاً يتضمن تحديث وبناء قدرات الكادر البشري وتربيته إعلامياً، وكذا تطوير الأدوات والتجهيزات المستخدمة في العملية الإعلامية، وتنويع القضايا محل التناول الإعلامي لتشمل كافة المتغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية المحيطة، وتلبية احتياجات الإنسان العربي الاجتماعية والنفسية والثقافية عن طريق تبنّي وسائل الإعلام خططاً متكاملة لتغطية إعلامية تخدم المُتلقّي وتراعي حقه في الحصول على المعلومات».