أثمرت جهود الدولة في الحفاظ على الحبارى نتائج ايجابية ملموسة، من خلال مساعيها الحثيثة عبر أكثر من منطقة في العالم، ناهيك عن جهودها داخل الدولة.

ومن أبرز هذه الجهود تلك التي يقدمها المركز الوطني لبحوث الطيور الواقع في منطقة سويحان بإمارة أبوظبي، الذي أسهم في الإكثار من هذا النوع من الطيور بعدد إجمالي وصل إلى 69259 ألف حبارى، وهو الأمر الذي يأتي في سياق جهود الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الذي حقق في الأعوام الماضية ومنذ تأسيسه عام 2006، إنجازات كبيرة لاستدامة تلك الطيور، واستطاع مواصلة مسيرة النجاح داخل الدولة وخارجها، تنفيذاً لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في استعادة أعداد مستدامة من طيور الحبارى في دولة الإمارات، واستراتيجية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإعادة توطين الحبارى في الإمارات وشبه الجزيرة العربية والدول الأخرى، ليلعب دوراً قيادياً في المحافظة على الحبارى على امتداد نطاق انتشاره.

مراكز عبر العالم

ووفقاً لتقارير الصندوق، فإن مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في المغرب، الذي يعد أحد أهم المراكز التابعة للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وتأسس عام 1995، أكبر محمية عالمية للحفاظ على طائر الحبارى الشمال أفريقية، وتبلغ مساحته أكثر من 40 ألف كيلومتر، واستطاع حتى الآن إنتاج أعداد كبيرة من الحبارى المكتاثرة في الأسر، بلغت العام الماضي 21244 ألف حبارى، ليصل بذلك العدد الإجمالي للطيور التي تم إنتاجها في المركز منذ بدء البرنامج عام 1997 إلى 176360 حبارى، وكما استطاع إطلاق 18500 ألف حبارى إلى البرية عام 2016، ليصل العدد الإجمالي للطيور المطلقة بالمركز إلى 136455 ألف حبارى.

كما يعتبر مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى بجمهورية كازاخستان الذي تأسس عام 2008، أحد المراكز المهمة على اعتبار أن كازاخستان منطقة مهمة للحفاظ على مستقبل هذا الطائر، وقد استطاع المركز عام 2016 من إنتاج 1643 حبارى آسيوية، ليصل العدد الإجمالي منذ تأسيسه إلى 5509 حبارات، وكما بلغت أعداد الطيور المطلقة في البرية بعام 2016 إلى 600 حبارى آسيوية، ليصل بذلك عدد الطيور المطلقة منذ بداية انطلاق المشروع عام 2009 إلى 7664 حبارى.

جهود مثمرة

أما المركز الوطني لبحوث الطيور والواقع في منطقة سويحان بإمارة أبوظبي، الذي تأسس عام 1989، فاستطاع تحقيق نجاح كبير من حيث حجم الإنتاج السنوي من الحبارى المكاثرة في الأسر، فقد وصل عدد الحبارى المكاثرة عام 2016 إلى 17304 ألف حبارى آسيوية، ليصل العدد الإجمالي منذ تأسيسه إلى 69259 ألف حبارى، وكذلك الحال في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى بأبوظبي الذي تأسس عام 2010 فقد نجح في إكثار 13390 ألف حبارى آسيوية، ليصبح إجمالي عدد الطيور المكاثرة منذ بداية انطلاق المشروع عام 2012 إلى 49867 ألف حبارى، وكما استطاع المركزين من إطلاق 64725 ألف حبارى آسيوية إلى البرية على مدى السنوات الماضية.

وأطلق الصندوق أيضاً حبارى مكاثرة في الأسر ضمن مواسم الإطلاق في أنحاء مختلفة من العالم بـ10 دول، شملت كلاً من اليمن، الأردن، باكستان، البحرين، السعودية، أوزبكستان، قطر، الكويت، الجزائر، وليبيا، ويبلغ إجمالي عدد الطيور المطلقة بالبرية في هذه الدول 9439 حبارى.

وسجل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى العام الماضي، رقماً قياسياً جديداً غير مسبوق في حجم الإنتاج السنوي من الحبارى المكاثرة في الأسر في جميع المراكز التابعة له، وذلك بتخطيه لأول مرة حاجز الخمسين ألف طائر ليسجل 53 ألفاً و743 حبارى.

قصة تراث

توجد طيور الحبارى في المنطقة منذ قرون عدة، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ وتراث المنطقة، ويتمثل الهدف الأساسي للصندوق في الحفاظ على تلك الطيور واستدامتها وزيادة أعدادها، ولكونها رمزاً أصيلاً من رموز دولة الإمارات.

ويتركز عمل الصندوق على إكثار وإطلاق نوعين من الحبارى هما الحبارى الآسيوية والشمال إفريقية، وتنتشر الحبارى الآسيوية عبر مساحة واسعة من شبه الجزيرة العربية وحتى منغوليا، بينما تمتد حبارى شمال إفريقيا من الصحراء الغربية وحتى منطقة وادي النيل في مصر.

ويصل العدد الإجمالي للحبارى التي تم إكثارها من قبل الصندوق منذ تأسيسه وحتى نهاية 2015 إلى 69259 ألف حبارى، حيث وضع الصندوق خطة استراتيجية تتضمن مجموعة من البرامج للحفاظ على الحبارى، تتوزع على مناطق انتشار الطائر المختلفة للوصول إلى الهدف المنشود بإنتاج وإطلاق أعداد كبيرة من طائر الحبارى في كل عام عبر المراكز التابعة له في كل من الإمارات والمغرب وكازاخستان، وتعمل هذه المراكز على تجميع أحدث المعلومات التي توصل إليها المختصون والباحثون من مختلف دول العالم لتعزيز الأبعاد العالمية للحفاظ على الحبارى.

الطائر الغامض

وتمكن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى من فك أسرار طائر الحبارى الملقب بالطائر (الغامض) من خلال استخدام أجهزة التتبع الفضائية التي يتم تركيبها على الطائر لمتابعة خط هجرته وتحديد مناطق تكاثره وانتشاره ومساراته.

ويهدف الصندوق إلى الحفاظ على الحبارى وزيادة أعدادها في البرية، خاصة وأنها تعتبر من الطيور المعرضة لخطر الانقراض، حيث تم وضع أول جهاز تتبع في عام 1994.

صندوق

يهتم الصندوق بشكل دائم ودؤوب على توعية وتثقيف النشء من خلال ترسيخ مفهوم الحفاظ على طيور الحبارى لاستدامة التراث الغني للحبارى، حيث يحرص على المشاركة في العديد من المناسبات الخاصة بطلبة المدارس لتوزيع كتيبات متعلقة بالحبارى تتضمن التعريف بماهية الحبارى وأنواعها وأهمية الحفاظ عليها وإكثارها.